الأربعاء, 29 تموز/يوليو 2015 12:45

البڊاويت: حوار حول أدوات التعريف

بداوِيّتْ: حوار حول أدوات التعريف بقلم الأستاذ/ محمد أدروب محمد      عضو الجمعية الدولية لدراسات الثقافة البجاوية أدوات التعريف مكون لغوي هام، وهي إحدى خصائص اللغات، وأحد السمات التي تميز لغة ما عن غيرها من اللغات. ولكل لغة من اللغات أساليبها لتعريف الأسماء، وان اختلفت طرق اللغات وأساليبها في تركيب أدواتها للتعريف أو في مواضع تلك الأدوات بالنسبة للأسماء التي تعرفها. فمن لغات فيها أدوات تعريف موحدة للأسماء مذكرة ومؤنثة، وأخرى بها أدوات تعريف مختلفة للأسماء المذكرة عنها للأسماء المؤنثة، ومن لغات تتقدم فيها أداة التعريف على الاسم في تركيب الجملة، وأخرى تتقدم فيها الأسماء على أدوات التعريف. ومن لغات ليس فيها أدوات تعريف(2)، ولغات أدوات تعريفها محدودة وأخرى أدواتها متعددة. 

وهنالك ثمة إختلافات بين الباحثين في البڊاويّت حول عدد أدوات التعريف في اللغة، وحول ماهيتها أيضا. 

فبعض الباحثين يرى أن في اللغة ثلاثة أدوات تعريف- المرحوم الدكتور/ محمد أدروب أوهاج(3).. والأستاذ/ علي حسين مدير مركز الثقافة البجاوية في جامعة كسلا يرى أن في اللغة أربعة أدوات تعريف، ويقول بأنه قد أقنع الدكتور محمد أدروب أوهاج بأن في اللغة أربعة أدوات تعريف. كما ويعتقد الأستاذ بأن كثرة أدوات التعريف سيكون دلالة على "لا قواعدية" اللغة، أي أن ذلك سيشير إلى أن اللغة غير منضبطة من ناحية قواعدها(4). 

والباحث أدروب عبد الله، من ناحية أخرى، يرى أنه لا اتفاق بين الناطقين باللغة على الأدوات التي يستعملونها، إذ يرى بأن أهل الجنوب يستعملون أدوات حامية، وإن أهل الشمال يستعملون أدوات عبرانية(5). 

والقضية التي يجري البحث فيها هنا، فيما أرى، ليست قضية فنتازيا أو إزجاء وقت وتقضيته. القضية هي قضية حياة لغة، لغة آيلة للاندثار(6)، والقضية هي بحث وعمل على المحافظة على اللغة بتثبيت أشيائها لأجيال قادمة(7). 

ونرى إنه، ولتحديد مسألة أدوات التعريف، لابد من تحديد تعريف وقاعدة لما هو أداة تعريف في اللغة، وتحديد المحيط الذي تعمل فيه الأداة. 

فما هو "التعريف والقاعدة" في ذلك؟ وما هو المحيط الذي تعمل فيه الأداة؟ وما هي المحصلة التي يمكن ان نخرج بها من دراستنا لأدوات التعريف في اللغة وعلاقاتها؟ 

بمعنى أنه إذا قال أحد بأن البڊاويّت ليس فيها اداة تعريف.. فما مدى صحة ذلك القول؟ 

أو إذا قال قائلٌ بأن الأصوات: (أوّ) (أو) و(تُوّ) و(تُو)، و(تِيـّ) و(تا) الخ، أصوات لا فرق في مؤداها في البڊاويّت.. فماذا سيكون رأينا من ناحية قواعد؟. 

أما إنه إذا كان الأمر هو إننا لا نفرق بين استعمال الأدوات (أوّ) (أو) و(تُوّ) و(تُو).. الخ أثناء الحديث، فإننا إذن، وبلا شك، نشنف الآذان بأصوات مبهمة عندما نتكلم، وبالتالي نربك المعاني فلا يعرف سامعنا ما نقصد، ويكون إذن من المجاز غير المقبول أن نسمي كلامنا لغة، لأن كلامنا، وبناءا على ذلك، لا يكون مفهوما. 

ولن يماري أحد في أن ما يبينه الواقع المشاهد والمعاش هو أن الكلام مفهوم فيما بينهم، وقد عبروا به عن مختلف إنفعالاتهم، آمالهم، وآلامهم في أشعارهم وأدبهم وفي قصصهم الشعبي. في حربهم وفي سلمهم، في حبهم وكرههم، وبه كانوا يتواصلون ولعدة آلاف من السنين. وفي مجالس حكمائهم حلوا به، ومايزالون، أعوص مشاكلهم. والمجالس المذكورة تستعرض دفوعات الاطراف المتنازعة أمامها "كلاما شفاهيا". وكل من حضر المجلس، سواء كان صاحب مصلحة مباشرة في القضية أم لا، يحق له إبداء الرأي في المسألة، فهو صاحب مصلحة على أية حال، حتى لو كانت مصلحتة تلك في استقرار المجتمع أو في إحقاق الحق. وأحكام متنوعة تصدرها تلك المجالس في القضايا المختلفة، وقطعا دون حاجة لمترجمين في كل ذلك. بل ويورد الأستاذ محمد أدروب اوهاج عن بعض مجالسهم بأن (حديثهم فيها واضح وفصيح ولبق)(8). ولا مجال هنا لحكم جزافي حول ان اللغة غير مفهومة. 

إذن السؤال هو: ما هي القاعدة في ذلك؟ 

وكما خلصنا من بحثنا حول أداة التعريف في اللغة(9)، فقد وجدنا: 

أولا: إنها تسبق الاسم- كما في العربية واللاتينية، وإن أدوات االتعريف في البڊاويّت متعددة- خلافا للذي في العربية واللاتينية. 

ثانيا: إنها في تعددها تعمل في محيط أوسع من المحيط الذي تعمل فيه أدوات التعريف في العربية واللاتينية، بمعنى أن العربية أداتها الوحيدة (أل) تسبق كل اسم، سواء كان ذلك الاسم مفردا أم مثنى أم جمعا، مذكرا كان أم مؤنثا، فاعلا أم مفعولا.. الخ(10). 

ولعله من الواضح أن في البڊاويّت تعددا في أدوات التعريف. فهل في اللغة، مثلا، أدوات لتعريف الاسماء المفردة وأدوات أخرى لتعريف أسماء الجموع؟ وهل هنالك أدوات لتعريف الاسماء المذكرة وأخرى لتعريف الاسماء المؤنثة؟. 

بلى. 

فكيف يتأتى لنا إذن تحديد عدد أدوات التعريف في اللغة؟ 

وقبل ذلك، ربما إنه من المناسب مناقشة رأي الباحث أدروب عبد الله حول الموضوع في البداية لكي نتمكن من حصر نقاشنا وتركيزه في سياق سؤالنا حول عدد أدوات التعريف في اللغة. 

والباحث أدروب عبد الله يرى أن الناطقين بالبڊاويّت يتحدثون لغتين مختلفتين. وفي السياق الحالي لسنا بصدد مناقشة تفصيلية حول ذلك، ولقد وضحنا في مقالة "بعض ملامح اللهجات في البڊاويّت"(11) بأن هذه فكرة جديدة وجديرة بالاهتمام والبحث العميق والمكثف لإثباتها. أعني تحديد مقومات وتراكيب كل لغة، وتحديد الفروق بينهما والسمات التي تتشابه فيها اللغتان باستعمال مناهج البحث في اللغات(12). 

وفي ذلك يورد الباحث أدروب عبد الله بأن: (قبائل الأمارأر لا ينطقون أداة التعريف الحامية: "إ - تِ" أي الهمزة المكسورة والتاء المكسورة، بل يستعملون الأداة "أو- تو" في التعريف أي العبرانية، بينما نجد قبائل الهدندوة(13) ومن جاورهم وتأثر بلغتهم يستعملون في التعريف الأداة العبرانية "أو- تو" مع الأداة "إ- تِ" الحامية). 

وعبر بحثنا في العبرية وجدنا أن فيها أداة تعريف واحدة، كما في العربية، وهي (الهاء)- ينطقونها: (ها)، وهي تسبق الاسم وتعرفه مفردا ومثنى وجمع، مذكرا ومؤنثا، فاعلا ومفعولا.. الخ(14). وعلى ذلك يكون القول بأن الأداتان (أو) و(تو) أدوات عبرانية، يكون ذلك القول محل نظر.

ويبدو أن مقولة الباحث بأن (قبائل الأمارأر لا ينطقون أداة التعريف الحامية: "إ - تِ" أي الهمزة المكسورة والتاء المكسورة)، يبدو أن ذلك أيضا يحتاج لمراجعة. وبغض النظر عما إذا كانت الأداتان حاميتين أم غيره، فإن واقع استعمال الأمارأر للغة يبين بأنهم في الواقع أولا ينطقون الصوتين، وإنهم ثانيا يستعملون الأداتين "إ - تِ"، وإنهم يستعملونهما لتعريف أسماء الجموع، وذلك حسب شروط دخول كل أداة على الاسم الذي تعرفه. 

ودون الدخول في تفاصيل تلك الشروط الآن، فإنهم يستعملون الأداة (إ) لتعريف اسم الجمع المذكر، ويستعملون الأداة (تِ) لاسم الجمع المؤنث. ولعله معروف بأنهم يقولون: (أُ دِرْكْواهَـلُّ) للسلحفاة مفردا، ويعبرون عن الاسم جمعا بقولهم: ( إ دِرْكْواهَـلُّ): السلاحف، وها هي الأداة- الهمزة المكسورة: ( إ)- قد سبقت الاسم (دِرْكْواهَـلُّ) جمعاً. ويعرف الأمارأر الاصبع: (تُ تِيـبَلايْ)، ويعرفون الجمع منها: (تِ تِيـبَلَـيْ)، وها هي الأداة- التاء المكسورة: (تِ)- قد سبقت الاسم عندما تحول لصيغة الجمع المؤنث (تِيـبَلَـيْ). 

بالنتيجة، إذن، فإن الأمارأر ينطقون الأداتين "إ - تِ"، ويستعملونها لتعريف بعض أسماء الجموع، وإنه لا مجال للقول بأن: (قبائل الأمارأر لا ينطقون أداة التعريف الحامية: "إ - تِ" أي الهمزة المكسورة والتاء المكسورة). 

غير إنه، وفيما يتعلق بعدد أدوات التعريف، فإن ما يمكن أن نستنتجه من قول الباحث أدروب عبد الله هو أن أدوات التعريف في اللغة متعددة، فهو يذكر منها الأداتين: "إ - تِ"، والأداتين: (أو) و(تُو). وهاهي أربعة أدوات. 

ويورد الدكتور محمد أدروب أوهاج الأمثلة التالية لأدوات التعريف(15): 

المفرد: (أوكامْ إيـيَ): جاء الجمل.. حالة رفع. 

المفرد: (أوكامْ رهنْ): رأيت الجمل.. حالة نصب. 

الجمع (آكمْ إييان): جاءت الجمال.. حالة رفع. 

الجمع (إيكمْ رهنْ): رأيت الجمال.. حالة نصب(16). 

والمهم ذكره هنا هو أنه، وفيما تعلق بالأداة (أو) فإن الدكتور قد وضع علامة على كل أداة في أمثلته: (أوكامْ أيـيَ): جاء الجمل- (أوكامْ رهنْ): رأيت الجمال، ليتم الفرز بين أداة تعريف حالة الفاعلية وأداة تعريف حالة المفعولية وذلك لإختلاف صوت الأداة للفاعل المفرد عنها للمفعول المفرد. 

والواضح أن ما ذكره الباحثان من الأدوات: (إ ) و(تِ) و(أو) و(تُو)- ذكرها الباحث أدروب عبدالله، والأدوات: (آ) و(إيـ)- أوردها دكتور محمد أدروب أوهاج- ولقد اشترك الباحثان في الأداة: (أو)- تكون هذه سبعة أدوات، تختلف كل منها عن الأخرى في الحروف المكونة لها وبالتالي في طريقة النطق، وتختلف في نوع الاسم الذي تعرفه. بمعنى أنه بديهي أنه لا يمكننا لغويا أن نعرف المفرد "في حالة الفاعل" بأداة تعرفه كونه "في حالة مفعول".. وإلا إننا سنربك المعاني. 

ودعنا نقول من هذا أن آراء الباحثين الثلاثة قد اتفقت على أربعة أدوات للتعريف في اللغة، فالأستاذ علي حسين يرى أن في اللغة أربعة أدوات تعريف وافقه في ذلك الدكتور أوهاج كما قال، وإن اختلف الأستاذ أدروب عبد الله معهما في ماهية هذه الأدوات. 

فهي عند الدكتور محمد أدروب أوهاج: (أُوّ): للمفرد المذكر المفعول، و(أُو): للمفرد المذكر الفاعل، و( آ) للجمع المذكر الفاعل، و(إيـّ): للجمع المذكر المفعول. وعند الباحث أدروب عبد الله هي: (أو)- (تو)- ( إ)- (تِ). 

من هذا الذي نواجهه لامناص، إذن، من تعريف لأداة التعريف، ونفضل تعريفا قاموسيا، وليس تعريفا عاما أو اصطلاحيا، لكل أداة. أي تعريف شكلي للأداة والتعريف الدلالي المصاحب له. 

بمعنى أن اللفظ (أُو) أداة تعريف في اللغة- بصوت همزة بضم طويل. 

وان اللفظ (أُوّ) أداة تعريف في اللغة- بصوت همزة بضم طويل ممال للفتح. 

ولكن اللفظ (تُوّ) أداة تعريف أيضا، وهي بصوت تاء بضم طويل ممال للفتح. فبماذا إختلفت، من ناحية تعريف قاموسي، عن الأداتين: (أُو) و(أُوّ)؟ 

لايمكننا أن نفرق بين الأدوات إلا بأن نصف أصواتها، وأن نوضح مجال عمل كل منهما، فنقول حين تعريفهما إن: 

(أو): أداة تعريف الاسم الفاعل المفرد المذكر- بصوت همزة بضم طويل- إذ يقولون: (أُو كامْ إيـّـيَ)(17): جاء الجمل. 

(أوّ): أداة تعريف مطلق اسم أو الاسم المفعول المفرد المذكر- بصوت همزة بضم طويل ممال للفتح- إذ يقولون: (أُوّ كامْ): لتعريف مطلق جمل، وحين تعريفه مفعولا: (أُوّ كامْ رِهَنْ)(18): رأيت الجمل. 

(تُوّ): أداة تعريف مطلق اسم أو اسم مفعول مفرد مؤنث- بصوت تاء بضم طويل ممال للفتح- فيقولون: (تُوّ كامْ): مطلق ناقة، ويقولون: (تُوّ كامْ رِهَنْ): رأيت الناقة مفعولا. 

ترى هل الأدوات المذكورة: (أُو)- (أوّ) و(تُوّ) شيء واحد أم أنهما أشياء مختلفة؟ 

واللفظ (أُو)- أورده دكتور أوهاج على أنه أداة تعريف- في (أوكامْ أييَ) حالة الفاعلية (حالة رفع) مرة، ومرة (أوكامْ رهنْ) في حالة المفعولية (حالة نصب). ولابد من أن نفرق بين الأداتين حين تعريفهما، لأن إحداهما تعرف الاسم فاعلا، والأخرى تعرفه مفعولا. 

واللفظ (أُ) أيضا أداة تعريف في اللغة- ينطقه أهل الجنوب (إ )- أورده أدروب عبد الله، إذ أن أهل الشمال سيقولون، مثلا، لل"سلحفاة" معرفا: (أُ دِرْكْواهَلُّ)- الأداة تصوت بصوت ضم قصير، وسيعرفه أهل الجنوب: (إ دِرْكْواهَلِّ)- بكسر قصير للأداة، وكسر آخر الاسم، والاسم مذكر ومفرد، عند هؤلاء وعند هؤلاء. 

فكيف نفرق، حين تعريفهما، بين أداة الاسم: (دِرْكْواهَلُّ) وأداة الاسم (كامْ)- فاعلين أو مفعولين؟ فالإسمان كل منهما مذكر ومفرد. 

ثم كيف نفرق- في التعريف القاموسي- بينهما وبين أداة تعريف الاسم المؤنث: (تو)- أوردها الباحث أدروب عبد الله؟. 

هنا يتدخل إعتبار نتج عن بحثنا في أدوات التعريف في اللغة، اعتبار لا يمكن إغفاله وهو العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه. 

والعلاقة بين الاسم وأداة تعريفه في البڊاويت علاقة يحكمها تناغم صوتي. 

بمعنى إن ما يمكننا ملاحظته هو ان الأسماء المفردة المذكرة: (رَ): ظبي، (تَكْ): رجل، (قَـوْ): بيت، (كَـامْ): جمل، (رِبَ): جبل، انها اسماء مفردة مذكرة تأخذ- عند أهل الجنوب وعند أهل الشمال- اداة التعريف: (أوّ)- صوت همزة بضم طويل ممال للفتح. 

واسماء دخلت للغة من لغات اخرى، ملحقة بهذه الاسماء "لأنها تأخذ نفس اداة التعريف التي تأخذها الاسماء المذكورة": صحن: (سِنْ)، بص: (بَاسْ)، (كِتَابْ) و(دِشْ)، قد اشتركت في اداة التعريف: (أوّ). 

واذا امعنا النظر في الأسماء المذكورة، فما سنلاحظه هو انه لاجامع بين الاسماء المذكورة: ظبي، رجل، بيت، جمل، جبل.. صحن، بص، كتاب، ودش لاجامع بينها في معاني ولا في صفات ولا في الحروف المكونة؛ غير ان اشتراك هذه الاسماء في اداة التعريف يوجب، وبالضرورة، علاقة ما فيما بينها. ولنلاحظ انها كلها اسماء مركبة من احرف قليلة او لنقُل انها اسماء قصيرة الصوت.. اشتركت في اداة التعريف: (أوّ) وهي اداة طويلة الصوت. 

وإذا لاحظنا فإن الأسماء المفردة المذكرة: (كَبْلْءِ)، (دِرْكْوَاهَلُّ)، (مأڊْڊْ)، (بَاسُورْ) وأسماء ملحقة بها من لغات اخرى: (قَلَمْ)، (تِلِفِزْيُونْ)، (تَمْبِيلْ) تعرف كلها بأداة التعريف (أُ )؛ وقد لاحظنا انه لاجامع بين: جحش، سلحفاء، سيف، سرج "الجمل".. قلم، تلفزيون وسيارة، لا في معاني ولا في صفات ولا في الحروف المكونة؛ وقد لاحظنا اشتراكها في اداة التعريف: (أُ ) مما يدل على علاقة فيما بينها. وقد انتبهنا الى انها كلها اسماء مركبة من احرف كثيرة.. او انها اسماء طويلة الصوت.. اشتركت في الاداة: (أُ ) وهي اداة قصيرة الصوت. 

من كل ذلك نخلص إلى أن هناك علاقة ما بين الاسم وأداة تعريفه في البڊوايت، وان طول صوت الاسم هو الذي يحدد طول صوت الأداة قبله، والعكس صحيح، وهي على النحو التالي: 

أ- انه متى ما كان الاسم قصير الصوت فانه يعرف باداة طويلة الصوت: (أُوّ رَ): الظبي. 

ب- وانه متى ما كان الاسم طويل الصوت فانه يعرف باداة قصيرة الصوت: (أُ دِرْكْواهَلُّ): السلحفاة. 

أي أنه من ناحية تعريف قاموسي يحدد ذلك، وبالعودة لتعريفينا السابقين في 1- 2 ينبغي أن نقول أن: 

1- (أوّ): صوت همزة بضم طويل ممال للفتح- أداة تعريف مطلق اسم أو الاسم مفردا مذكرا قصير الصوت مفعولا، إذ يقولون: (أُوّ رَ): لتعريف مطلق ظبي، وحين تعريفه مفعولا: (أُوّ رَ رِهَنْ): رأيت الظبي. 

2- (تُوّ): صوت تاء بضم طويل ممال للفتح- أداة تعريف مطلق اسم أو الاسم مفردا مؤنثا قصير الصوت مفعولا، إذ يقولون: (تُوّ كامْ): لتعريف مطلق ناقة، وحين تعريفه مفعولا: (تُوّ كامْ رِهَنْ): رأيت الناقة. 

3- (أُ): صوت همزة بضم قصير- تعرف الاسم مفردا مذكرا طويل الصوت مفعولا، فيقولون: (أُ دِرْكْواهَلُّ رِهَنْ): رأيت السلحفاة. 

وإذا لاحظنا فإن هنالك علاقة عكسية في اللغة ما بين طول صوت أداة التعريف وطول صوت الاسم الذي تعرفه، فالاسم طويل الصوت يعرف بأداة قصيرة الصوت، والاسم قصير الصوت يعرف بأداة طويلة الصوت. وإن هنالك تناغم أو هارموني ضابط للمسألة، تناغم بدونه تشنف الآذان بالنشاز وبأصوات مبهمة، ويرتبك المعنى. 

أي انه ومن ناحية قاموسية فإن تفاصيل أدوات التعريف في اللغة هي:

 

تعريف الاسم المفرد المذكر1- الأداة: (أُوّ)- الأداة بصوت همزة بضم طويل ممال للفتحنوع الاسمالاسم في حالة افراد او جمعموقعة في الجملةصوته

 

مذكرمفرد<مفعول

قصير الصوت

أي إننا وفي وضع الأداة في القاموس كمدخل سنبين ذلك كالآتي: 

(أُوّ): صوت همزة بضم طويل ممال للفتح- لتعريف الاسم المذكر المفرد قصير الصوت إذا كان مطلق إسم أو كان مفعولا: (أُوّ كامْ): الجمل. (أُوّ كامْ رِهَنْ): رأيت الجمل. 

2- الأداة: (أُو) أداة طويلة الصوت

 

نوع الاسم

الاسم في حالة افراد او جمع

موقعة في الجملة

صوته

مذكر

مفرد

فاعل

قصير الصوت

(أُو) صوت همزة بضم طويل- لتعريف الاسم المذكر المفرد قصير الصوت إذا كان فاعلا: (أُو كامْ إوْرَءْ): ورد الجمل "البئر"، أو غاب الفاعل وبني الفعل للمجهول: (أُو كامْ يْهَرَدْ): ذُبح الجمل. 

3- الأداة: (أُ)- أداة قصيرة الصوت(19)

 

نوع الاسم

الاسم في حالة افراد او جمع

موقعة في الجملة

صوته

مذكر

مفرد

مفعول

طويل الصوت

(أُ): صوت همزة بضم قصير- لتعريف مطلق اسم أو اسم مفعول مذكر مفرد طويل الصوت: (أُ درْكْواهَـلُّ)- (أُ درْكْواهَـلُّ رِهَنْ): رأيت السلحفاة. وسمعت فيها تعرف فاعلا: (أُ درْكْواهَلُّ إيـّـيَ): جاء السلحفاة- السلحفاة مذكر في اللغة. 

4- الأداة: (وْ) أداة قصيرة الصوت(20)

 

نوع الاسم

الاسم في حالة افراد او جمع

موقعة في الجملة

صوته

مذكر

مفرد

مفعول

طويل الصوت

(وْ) صوت واو ساكن- لتعريف الاسم المذكر المفرد طويل الصوت مفعولا إذا كان مبدوءا بألف أو هاء: 

- المبدوء بألف: (وْ أوِ نِكْتم): وصلنا الحجر. وسمعت فيها تعرف الاسم فاعلا: (وْ أوِ إدوِلْ): اقترب الحجر. وتعرف مفعولا غاب فاعله وبني الفعل للمجهول: (وْ أوِ إدْلَبْ): بيع الحجر. 

- المبدوء بهاء: (وْ هَـرُّ أدْلِبْ): بعت الذرة. وسمعت فيها تعرف الاسم فاعلا: (وْ هَـرُّ يَكْـيَ): نبت الذرة "زرع". وسمعت فيها تعرف مفعولا غاب فاعله: (وْ هَـرُّ إدْلَبْ): بيع الذرة. 

5- الأداة: (هُـ) أداة قصيرة الصوت

 

نوع الاسم

الاسم في حالة افراد او جمع

موقعة في الجملة

صوته

مذكر

مفرد

مفعول

طويل الصوت

(هُـ) بصوت ضم قصير- لتعريف الاسم المذكر المفرد طويل الصوت إذا كان مبدوءا بألف، فاعلا: (هُـ أرْقِنْ قْوِإيَ): الخروف شرب. 

..................................................................

فيما يلي سنستسغني عن الجداول، وسنضع الأداة في هيئتها كمدخل لغوي في قاموس، ويمكنك العودة للجدول متى أحتجت...

تعريف الاسم المفرد المؤنث

1- الأداة: (تُوّ)- أداة طويلة الصوت 

(تُوّ): صوت تاء بضم طويل ممال للفتح- لتعريف الاسم المؤنث المفرد قصير الصوت إذا كان مطلق إسم أو كان مفعولا: (تُوّ كامْ). (تُوّ كامْ رِهَنْ): رأيت الناقة. 

2- الأداة: (تُو) طويلة الصوت 

(تُو) صوت تاء بضم طويل- تعرف الاسم المؤنث المفرد قصير الصوت الفاعل: (تُو كامْ تِوْرَءْ): وردت الناقة "البئر". أو إذا غاب الفاعل: (تُو كامْ تْهَرَدْ): ذُبحت الناقة. 

3- الأداة: (تُ)- أداة قصيرة الصوت(21) 

(تُ): تاء بضم قصير- لتعريف الاسم المؤنث المفرد طويل الصوت إذا كان مفعولا: (تُ تِيـبَلايْ أكْتَءْ): كسرت الاصبع. وسمعت فيها تعرف الاسم فاعلا: (تُ تِيـبَلايْ تْآمْ): ورمت الاصبع.

تعريف اسم الجمع المذكر

1- الأداة: ( إيـّـ)- أداة طويلة الصوت 

(إيـّـ): همزة بكسر طويل ممال للفتح- تعرف الجمع المذكر قصير الصوت إذا كان مفعولا: (إيـّـ كَمْ إدلِبْنَ): باعوا الجمال. 

2- الأداة: ( آ )- أداة طويلة الصوت 

(آ ): صوت همزة بفتح بمد- لتعريف اسم الجمع المذكر قصير الصوت فاعلا: (آ كَمْ لَوْيانْ): ظهرت الجمال. وتعرف مفعولا غاب فاعله: (آ كَمْ إدلَبْنَ): بيعت الجمال. 

3- الأداة: (أَ )- أداة قصيرة الصوت 

(أَ): صوت همزة بفتح قصير- لاسم جمع مذكر طويل الصوت فاعل: (أَ دِرْكْواهَـلُّ إيّـيَان): جاء السلاحف.

4- الأداة: ( إ)- أداة قصيرة الصوت 

(إ ): همزة بكسر قصير- لاسم الجمع المذكر طويل الصوت إذا كان مفعولا: (إ دِرْكْواهَـلُّ رِهَنْ): رأيت السلاحف. 

5- الأداة: (هَـ)- أداة قصيرة الصوت 

(هَـ): صوت هاء بفتح قصير- لتعريف اسم الجمع المذكر طويل الصوت إذا كان فاعلا مبدوءا بهمزة: (هَ أرْقِنَ إيّـيَان): جاء الخراف. 

6- الأداة: (هِـ) أداة قصيرة الصوت 

(هِـ): صوت هاء بكسر قصير- لتعريف اسم الجمع المذكر طويل الصوت إذا كان مفعولا مبدوءا بهمزة: (هِ أرْقِنَ رِهَنْ): رأيت الخراف. 

7- الأداة: (يْـ) أداة قصيرة الصوت(22) 

(يْــ): صوت ياء ساكن- لتعريف اسم الجمع المذكر طويل الصوت مفعولا مبدوءا بألف أو هاء: 

المبدوء بألف: (يْــ أرْقِنَ رِهَنْ): رأيت الخراف. 

المبدوء بهاء: (يـْ هَوْلَ إسْنِينْ): انتظروا السنين. 

وسمعت فيها تعرف الاسم فاعلا: (يـْـ أرْقِنَ إيـّـانْ): جاءت الخراف. (يـْ هَوْلَ هَسَمْيانْ): السنين فاتت.

تعريف اسم الجمع المؤنث

1- الأداة: ( تِيـّـ)- أداة طويلة الصوت 

(تِيـّـ): صوت تاء بكسر طويل ممال للفتح- لتعريف اسم الجمع المؤنث قصير الصوت إذا كان مطلق إسم: (تِـيـّـ كَمْ)، أو كان مفعولا: (تِـيـّـ كَمْ يْهَرِدْنَ): ذبحوا النياق. 

2- الأداة: ( تا)- أداة طويلة الصوت 

(تا): صوت تاء بفتح طويل- لتعريف اسم الجمع المؤنث قصير الصوت إذا كان فاعلا: (تا كمْ لَوْيانْ): ظهرت الأبل. أو إذا غاب الفاعل: (تا كمْ يْهَرَدْنَ): ذُبحت النياق. 

3- الأداة: (تِ)- أداة قصيرة الصوت 

(تِ): صوت تاء بكسر قصير- لاسم الجمع المؤنث طويل الصوت إذا كان مفعولا: (تِ تِيبَلَيْ إقْوِمِمْ): قضم الأصابع. 

4- الأداة: (تَ) قصيرة الصوت 

(تَ): صوت تاء بفتح قصير- لتعريف اسم الجمع المؤنث طويل الصوت إذا كان فاعلا: (تَ تِيبَلَيْ إوِنَّ): كبرت الأصابع. وتعرفه إذا غاب الفاعل: (تَ تِيبَلَيْ إقُومـَمْنَ): قُضمت الأصابع، أو اظافر الأصابع. 

ومحصلة ذلك كله وحسبما يظهر من الرصد الحالي إنه: 

أولا: ان عدد أدوات التعريف في اللغة 19 أداة تعريف: 

أ- خمسة أدوات لتعريف الاسم المفرد المذكر: (أُوّ)، (أَو)، ( أُ)، (وْ )، و(هـُ). 

ب- ثلاث لتعريف الاسم المفرد المؤنث: (تُوّ)، (تُو) و(تُ). 

ج- سبعة أدوات لتعريف الجمع المذكر: (أيـّ)، (إ )، (أَ)، (آ)، (هـَ)، (هـِ) و(يْـ). 

د- أربعة أدوات لتعريف الجمع المؤنث: (تِيـّ)، ( تِ)، (تَ) و( تَا). 

ثانيا: 

1- إن الأدوات القصيرة: (أُ) و(وْ) لتعريف المفرد المذكر، والأداة (تُ) لتعريف المفرد المؤنث، والأداة (يـْـ) لتعريف الجمع المذكر، في أدائها، وكما نلاحظ، عدم ثبات مما يربك المعاني، لذا فإنها تحتاج لمزيد من الدراسة لتحديد أكثر لأدائها. 

2- إن الأدوات القصيرة: (أُ) لتعريف الاسم المفرد المذكر، والأداة (تُ) لتعريف المفرد المؤنث هي محل الخلاف الوحيد بين أهل الجنوب وأهل الشمال فيما يتعلق بأدوات التعريف، ويتفقون في بقية الأدوات. وسينطق أهل الجنوب الأداة بصوت كسر قصير- بدلا عن الضم، وسيكسرون آخر الاسم المعرف بها: (إ كامِ): الجملي، (تِ كامتِ): الناقتي.البڊاويت ميالون لكسر الضم البادئ

ومن خلال بحثنا في اللغة وجدنا ملاحظة لغوية أخرى متعلقة بضم أداة التعريف وكسرها، وهي أن البڊاويت، وبشكل عام، ميالون لكسر الضم البادئ للعبارات، وذلك عند أهل الجنوب أكثر مما هو عند أهل الشمال. ولنلاحظ التالي: 

لعله من المعروف أن البڊاويّت يسمون تلك الأداة التي يدقون فيها البن: ال(فُنـْدُقْ)، يسمونها: (فِنْدِقْوْ) أو (فِنْدِكْوْ) أو (فِنْتِكْوْ)، وأيا كان مصدر الاسم، فما الذي حدث فيه؟ الواضح هنا هو أن أول الاسم- الفاء- قد كسر وهو مضموم في اصل الاسم. 

والاسم: (سُكَّرْ) معروف أنهم ينطقونه: (سِكْوَرْ) وواضح كسر السين بعد ضم، ونحن نعرف مصدر الاسم ونعرف نطقه ونعرف معناه. 

وال(تُـمْباك) من المعروف أنهم ينطقونه: (تِمْـباكْوْ) بكسر أول الاسم. 

وأل"جُمرك" ينطقونه: (جِمْرِكْوْ) والواضح أنه قد كسرت فيه الجيم البادئة بعد ضم. 

وليقول لك أحدهم: "شُكْرا" فإنه سيعبر عن ذلك بما هو أقرب للعبارة "شِكْـوِرَنْ" وهو بذلك يكسر أول العبارة بعد ضم، ويورد صوت واو- لا يرد في اصل العبارة- بعد الكاف. 

والمتجر- أل"دُكان"- يسمونه: (دِكْـوَانْ) بكسر أول الاسم بعد ضم. وسيقولون لل(بُلُكْ)- طوب البناء: (بِلِكْوْ).. وسيقولون لل(كُشْكْ): (كْوِشِكْوْ)، ولل(تُكُلْ): (تِكْوِلْ)، ويقولون: (مِسْياكْوْ) للمُسواك.. و(شِكْورِ) لل (شُكري): الفرد من قبيلة الشكرية... وهكذا في عشرات الأسماء ذات التركيبة المماثلة. وصوت الواو في الاسماء قصة أخرى(23). 

وهناك ملاحظة هامة أخرى فيما يتعلق بأدوات التعريف بالمضم وأدوات التعريف بالكسر وعلاقتها بالاسم المعرف.

أدوات التعريف في اللغة المضمومة منها للاسماء المفردة والمكسورة للجموع

أدوات تعريف الأسماء المفردة

وبالبحث في أدوات التعريف التي بصوت كسر، وتلك التي بصوت ضم نلاحظ التالي: 

• ان الأسماء المفردة المذكرة قصيرة الصوت (اسم مطلق أو مفعول): (أوّ كامْ)- (أوّ كْلاىْ)- (أوّ فْنَ)- (أوّ بْهَرْ)- (أوّ سُوقْ)- (أوّ دِشْ) ومعانيها على التوالي: الجمل، الطائر، القتال أو الحرب، البحر، السوق، الدش، يتم تعريفها بأداة بصوت ضم طويل ممال للفتح: ( أُوّ)- أي أن الأداة في جذرها بصوت ضم. 

• ان الأسماء المفردة المذكرة قصيرة الصوت الفاعل: (أو كامْ)- (أو كْلاىْ)- (أو فْنَ)- (أو بْهَرْ)- (أو سُوقْ)- (أو دِشْ) يتم تعريفها بأداة بصوت ضم طويل: ( أُو)- أي أن الأداة في جذرها بصوت ضم. 

• ان الأسماء المفردة المذكرة طويلة الصوت: (أُ كَـبـْلْءِ)، (أُ دِرْكْـوَاهَــلُ)، (أُ مْــأَدَدْ)، (أُ بَاسُورْ)، (أُ قَــلَمْ)، (أُ تِـلِفِـزْيُونْ)، ومعانيها على التوالي: الجحش، السلحفاة، السيف، سرج الجمل، القلم، التلفزيون، ويتم تعريفها بأداة بصوت ضم قصير: ( أُ )- أي أن الأداة بصوت ضم. 

• ان الأسماء المفردة المؤنثة قصيرة الصوت (مطلقة أو مفعولة): (تُوّ سِ)، (تُوّ فْنَ)، (تُوّ رِ)، (تُوّ مُوسْ)، ومعانيها على التوالي: الكبد، الرمح، البئر، الموسى يتم تعريفها بالأداة المضمومة: (تُوّ)- أي أن الأداة بصوت ضم. 

• ان الأسماء المفردة المؤنثة طويلة الصوت (الفاعلة): (تُ تَكَتْ)، (تُ هَوَتْ)، (تُ جَبَنَ)، (تُ أتْفَ)، (تُ وَرَقْ)، (تُ تَـلَّاجَ)، (تُ سِينَـمَ)، ومعانيها على التوالي: المرأة، سعن اللبن، الجبن، الهودج، الورقة، التلاجة، السنما، ويتم تعريفها بالأداة المضمومة: (تُ)- أي أن الأداة بصوت ضم. 

الملاحظة الأولى: 

ونلاحظ من ذلك أن الأسماء المذكورة كلها أسماء مفردة- مؤنثة أو مذكرة- سواء كانت طويلة الصوت ام قصيرة الصوت؛ ولنلاحظ إنها قد عرفت بأدوات تعريف الاسم المفرد: ( أُوّ)- ( أُو)- ( أُ )- (تُوّ)- (تُوّ)- (تُ) والملاحظ انها كلها ادوات مضمومة.. سواء كان ضما طويلا ام كان قصيرا.

أدوات تعريف اسماء الجموع

• ان أسماء الجموع المذكرة قصيرة الصوت: (إِيـّنـْدَ)، (إِيـّ نْأَلْ)، (إِيـّ تْجَارْ)، (إِيـّ كْـتـَبْ)، ومعانيها على التوالي: الرجال، العناقريب "السراير"، التجار، الكتب، ويتم تعريفها بالأداة المكسورة: (إِيـّ )- أي أن الأداة بصوت كسر. 

• ان أسماء الجموع المذكرة طويلة الصوت: (إ كِـلْءُ)، (إِ هَـلَكَ)، (إ مُدَرِّسَ)، (إبابـِرْ)، (إ مِدْفْءَ)، ومعانيها على التوالي: القواقع، الملابس، المدرسين، القاطرات، المدافع، ويتم تعريفها بأداة بصوت كسر قصير: (إ ) - أي أن الأداة بصوت كسر. 

• ان أسماء الجموع المؤنثة قصيرة الصوت: (تِيـّ مَءْ)، (تِيـّ نْـأيْ)، (تِيـّ وَوْ)، (تِيـّ كْـلَـىْ)، (تِيـّ كْـوَرْ) و(تِيـّ سْءَ)، ومعانيها على التوالي: النساء، الغنم، النحل، الطيور، الكور، الساعات، ويتم تعريفها بأداة بصوت كسر طويل ممال: (تِيـّ)- أي أن الأداة بصوت كسر. 

• ان أسماء الجموع المؤنثة طويلة الصوت: (تِ لِـيلِ)، (تِ هَـمُ)، (تِ تِيـبَـلَـىْ)، (تِ كَمِرَ)، (تِ سِـيـنَمَ)، (تِ هَفْلَ)، ومعانيها على التوالي: العيون، الشعر، الأصابع، الكمرات، السنمات، الحفلات، وتعرف بأداة بصوت كسر قصير: (تِ)- أي أن الأداة مكسورة. 

الملاحظة الثانية: 

ولنلاحظ بأن الأسماء المذكورة هنا كلها أسماء جموع- مؤنثة أو مذكرة- سواء كانت طويلة الصوت ام قصيرة الصوت، وأنها قد عرفت بأدوات تعريف الجموع: ( إيـّ) و(إ ) و( تيـّ) و(تـِ) والملاحظ انها كلها ادوات مكسورة.. سواء كان كسرا طويلا ام قصيرا. 

ومن ملاحظتنا الأولى والملاحظة الثانية: 

نلاحظ بأن الأسماء المفردة قد عرفت بأدوات تعريف الاسم المفرد: ( أُوّ)- ( أُو)- ( أُ )- (تُوّ)- (تُوّ)- (تُ) والملاحظ انها كلها ادوات بصوت ضم.. سواء كان ضما طويلا ام كان قصيرا. 

وبأن اسماء الجموع قد عرفت بأدوات تعريف الجموع: ( إيـّ) و(إ ) و( تيـّ) و(تـِ) والملاحظ انها كلها أدوات بصوت كسر.. سواء كان كسرا طويلا كان أم قصيرا. 

ونخلص من ذلك الى ان أدوات التعريف المكسورة في البڊاويت تكون لتعريف اسم الجمع والمضمومة منها لتعريف الاسم المفرد. 

والآن، وبالعودة لمادة أن تعدد أدوات التعريف في اللغة يكون مؤشرا على (لا قواعدية) اللغة. 

نتساءل: هل ثبت لدينا تعدد أدوات التعريف في اللغة؟ 

ثم، لماذا إنه عندما يكون في اللغة 19 أداة تعريف، لماذا يكون ذلك مؤشرا على (لا قواعدية) اللغة؟ 

ومن هي أو ما هي الجهة المخولة التي بيدها أن تقرر بأن اللغة إذا كان فيها أكثر من أربعة أداة للتعريف فإن ذلك دليل على عدم انضباط اللغة من ناحية قواعد. ثم، لماذا "أربعة" أدوات تعريف وليس ثلاثة أو خمسة؟. 

وعلى أية حال فإن أربعة أدوات تعريف قطعا اكثر من الذي قد استقر في عقولنا من معارفنا من لغات أخرى فيها أداة تعريف واحدة. 

ثم، أولا يمكننا أن ننظر للمسألة من زاوية أخرى. 

لماذا لا يكون تعدد كهذا في أدوات التعريف في اللغة دليلا على انضباط وصرامة في قواعدها. فهم وعلى "كثرة" أدوات التعريف في اللغة، فإنه لا مجال للخطئ عندهم في ذلك. بمعنى أنهم، قد لا يعرفون "لماذا"، ولكنهم قطعا لا يخطئون في ذلك، وهم مبرمجون على أن يسبقوا الاسم طويل الصوت بأدة قصيرة الصوت، والاسم قصير الصوت بأداة طويلة الصوت، والفاعل بأداة تختلف عن أداة المفعول، والمذكر بأداة تختلف عن أداة المؤنث، والمفرد بأداة تختلف عن الجمع. 

ومهما يكن فإنه لابد أن يكون اعتمادنا في محاولتنا لمعرفة لغتنا، لابد وأن يكون إعتمادنا في ذلك على البحث في اللغة نفسها واستنطاقها كيف تكون، وكما ظللنا نقول، دون أن نجعل معارفنا من لغات أخرى معيارا نقيس به أو نقيس عليه.

بيرث- أستراليا 

‏10‏.09‏.2014

مصادر المادة

• معجم بجاوي عربي- دكتور محمد أدروب أوهاج- رسالة ماجستير، كلية الدراسات الأفرو اسيوية، جامعة الخرطوم- 1986. 

• رسالة الأستاذ الباحث أدروب عبد الله للمؤتمر الدولي الأول لكتابة اللغة الذي انعقد في القاهرة 1999. 

• كتاب: "التوراة جاءت من جزيرة العرب"، د. كمال سليمان صليبي، مؤسسة الأبحاث العربية ش. م. م. بيروت. الطبعة الرابعة. 

• إصدارة جمعية الثقافة البجاوية (بڊاويت)- العدد الثاني: "أدوات التعريف"- موقع الجمعية على الانترنت. 

• ورقة "بعض ملامح اللهجات في البڊاويت"- موقع الجمعية على الانترنت. 

• ورقة "إتيمولوجي الإسم: بجا"- موقع الجمعية على الانترنت. 

• مرشد القاموس- موقع الجمعية على الانترنت. 

                              

هوامش

(1) الصوت التالي لصوت الباء في الاسم: (بڊاويّت) صوت شبيه بصوت الدال، وينطق بوضعك طرف اللسان ملامسا لسقف الحلق ووراء الأسنان مباشرة، أو بضغطك طرف اللسان في الموضع، ويسميه اللغويون الدال المرتجع أو الدال الالتوائي أو (d Retroflex). وحسب إتفاق تم بين جمعية الثقافة البجاوية وجامعة افريقيا العالمية حول كتابة اللغة، فقد اتفق على كتابة ذلك الصوت برمز الدال ولكن بنقطة تحته: (ڊ) حتى يتم الفرز بين صوت الدال وصوت الدال المرتجع عند الكتابة. وصوت الواو في الاسم (بڊاويّت) بكسر ممال للفتح، وحسب اقتراح الجمعية بكتابة أصوات الإمالة فقد تلت الواو ياء عليها شدة بدون علامة أخرى معها- شدة وحدانية- للدلالة على ذلك الصوت. لتفصيل أوفى حول كتابة أصوات الإمالة في اللغة راجع "مرشد القاموس" في صفحتنا على الانترنت www.bijaculture.org. 

(2) بعض اللغات ليس فيها أدوات تعريف، وذلك لا يغير شيئا في إنها لغات باعتبار بقية محمولاتها وباعتبار دور اللغة الذي تؤديه للناطقين بها، وكفايتها لهم للتواصل في معاشهم. 

(3) الدكتور محمد أدروب أوهاج في مداخلة له في محاضرة اقامتها جمعية الثقافة البجاوية بنادي البجا. وانظر دراسته "معجم بجاوي عربي" صفحات 68-70، وهي دراسة لنيل درجة الماجستير من معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية- جامعة الخرطوم، 1986. 

(4) الأستاذ/ علي حسين مدير مركز الثقافة البجاوية في جامعة كسلا في مداخلة له في محاضرة اقامتها جمعية الثقافة البجاوية في قاعة عثمان دقن في كسلا في 22/6/2014. وكان النقاش حول عدد أدوات في اللغة في لقاء لاحق للمحاضرة. 

(5) الأستاذ/ أدروب عبد الله في ورقة احتوت بحثا حول اللغة وحول أدوات التعريف فيها- صفحة (27). والورقة عبارة عن رسالة كتبها الأستاذ للمؤتمر الدولي الأول "نحو كتابة اللغة البجاوية" والذي عقد في القاهرة 1999. 

(6) من باب الذي يكاد يكون معلوما هو أن أبناء البڊاويت الذين ولدوا ونشأوا في المدن، والتحقوا بالمدارس وبالوظائف، إن أولئك لم يعودوا يعرفون لغتهم كما يعرفها أهلوهم في البادية وفي بطون الأودية. ومعلوم أن أجيالهم اللاحقة تقل معرفتهم باللغة وبالثقافة. وإذا كان مستودع اللغة هو صدور الرجال والنساء في البادية، فإن هؤلاء يتناقص عددهم مع غروب شمس كل يوم، إذ لعله من المعلوم، أيضا، أن نسبة الوفيات أعلى من نسبة المواليد في الريف بسبب الفقر وأمراضه. 

(7) من أبناء البڊاويت من يرى أن المجهود الذي يبذله البعض في العمل في اللغة والثقافة إنما هو محض مضيعة للوقت. وإنه، وكما يرى أحدهم، إذا كان أبناؤهم في بيوتهم لا يعرفون اللغة، فلماذا العمل للمحافظة عليها- الشيخ/ محمد دين رئيس مجلس تشريعي ولاية البحر الأحمر في لقاء معه في مكتبه حوالي نهاية 2009. والشيخ/ أبو علي مجذوب، الوالي السابق لولاية البحر الأحمر، يرى أن هذا العمل لن يجد عونا من أحد، أو: (تَكْ إتْـإوْهُــوّكْ كِـيدِ) كما خاطبني- لقاء مع الوالي السابق في مكتبه برئاسة هيئة الموانئ البحرية- الخرطوم 2011.... وغيرهم قصصهم تطول. 

ولا نملك غير أن نحترم وجهة نظر هؤلاء، ولا نملك إلا أن نختلف معهم. غير أن ما ثبت من التجربه مع الناس ومن خلال العمل هو أنه لا المقولة الأولى ذات قيمة ولا المقولة الثانية صحيحة، لأنه ومن جهة قد بدأ الكثيرون يشعرون بالوضع الحرج الذي تعيشه اللغة والثقافة، ومن الجهة الأخرى فإن الكثيرين قد دعموا العمل. 

فالسيد مستشار رئيس الجمهورية/ موسى محمد أحمد قد تبرع لجهد الجمعية ودعم العمل ومازال يدعمه، والوالي محمد طاهر إيلا قد أبدى تعاطفا مع العمل ورغبته في دعمه على مستوى الولاية وعلى مستوى المركز- على حد قوله، وقد تبرع لجهد الجمعية- لقاء مع السيد الوالى في مكتبه- 4 أغسطس 2011. والسيد صلاح علي آدم الوالي السابق لولاية كسلا قد أبدى تعاطفا مع العمل- لقاء مع السيد الوالي 2009.. ومعتمد محلية أوسيف، وبعد محاضرة أقامتها الجمعية في المنطقة، قد تبرع بقطعة أرض درجة أولى خالصة الرسوم "تقديرا من المحلية لمجهود الجمعية". هؤلاء وآخرين نحفظ لهم جميل عونهم للمنشط واحساسهم بلغتهم تموت وثقافتهم تندثر. ولن نقول في هذا السياق غير أن كل ذلك يوضح طريقة تفكير بعض قادتنا وبعض مثقفينا. 

(8) معجم بجاوي عربي- مصدر سابق (ص18). 

(9) لتفصيل أوفى حول أدوات التعريف في اللغة راجع مقالة "بعض ملامح اللهجات في البڊاويت" في صفحة الجمعية على الانترنت، وصلة "دراسات وبحوث"، وراجع دراسة "أدوات التعريف" في وصلة "إصدارة بڊاويت" على صفحتنا المذكورة. 

(10) وتشترك الأداة (the) في اللاتينية- الانجليزية مع الاداة العربية (ال) في كل ذلك عدا في ما يتعلق بالمثنى الذي لا ترد له صيغة في اللاتينية. 

(11) راجع مقالة "بعض ملامح اللهجات في البڊاويت" في صفحة الجمعية على الانترنت، وصلة "دراسات وبحوث". 

(12) وذلك كاستعمال منهج علم اللغة التقابلي: "Contrastive linguistics" وعلم اللغة المقارن: "Comparative linguistics". 

(13) لابد أن أوضح هنا عدم إتفاقي مع كتابة الاسم أو نطقه على هيئة (هدندوة)، لاسيما في مثل الدراسة التي بين أيدينا ذات الوجهة العلمية. وهذا النوع من النطق أو كتابة الاسم مما أسميه: "الخطأ الشائع" في نطق الاسم أو كتابته: 

أولا لأن الاسم (ڊِوَ) في اللغة اسم مذكر وليس هناك مجال للتاء في آخره إذا كانت هي تاء تأنيث. وإذا لم تكن للتأنيث فما هي؟ 

ثم إن الاسم، وكما تنطقه القبائل نفسها ينتهي بصوت فتح قصير على الواو، إذ لعله من المعلوم بأن الاسم مركب من ثلاثة مقاطع هي: (هَڊَ) و(نْ) و(ڊِوَ) حيث أن (هَڊَ) تعني: أسد أو أسود، و(ڊِوَ)- تعني: عشيرة أو أهل- (العبارتان "هَڊَ" و"ڊِوَ" تركيب بالحرف الشبيه بالدال)؛ و"النون الساكنة" وسط العبارة لا يمكن تخريجها إلا في معنى "الكثرة".. وسيكون معنى العبارة: العشيرة كثيرة الشبه بالأسد- أو الأسود، أو الأمة كثيرة الاستئساد- لتفصيل أكثر حول ذلك أنظر دراستنا: "إتيمولوجي الاسم: بجا" على صفحتنا على الانترنت. 

(14) كتاب "التوراة جاءت من جزيرة العرب" للدكتور كمال سليمان صليبي، نشر مؤسسة الأبحاث العربية ش. م. م. بيروت. الطبعة الرابعة، صفحة (134) وغيرها. 

(15) معجم بجاوي عربي- مصدر سابق ص68. 

(16) والقول بوجود "حالة رفع" و"حالة نصب" في البڊاويت أمر لابد من مناقشته. ويبدو أن ذلك من باب تأثر المؤلف الشديد باللغة العربية وقواعدها، وربما كان ذلك بسبب فكره أو بسبب الظروف التي عاشها، إذ ليست في اللغة "حالة رفع" أو "حالة نصب". فحالة الرفع اصطلاح لغوي عربي خالص، وهي ليست موجودة في غيرها من اللغات. والعلامات الأعرابية في العربية هي الرفع والنصب والخفض والجزم أو ما يدل عليها في أواخر الكلمات. والحالات المشابهة لها في لغات أخرى ليست حركات كما هي في الغة العربية وإنما أحرف/ اصوات ترد في نهاية الكلمة لتعطي الدلالة المطلوبة. وحالة الرفع في العربية دلالة على "حالة فاعلية " والمبتدأ والخبر.. لأنهم يرفعون أواخرها بعلامة رفع، وتتعدد علامات الرفع، وحالة النصب دلالة على "حالة مفعول أو ما في حكمه" لبيان المفاعيل والحال. وفي البڊاويت لا ينصب آخر الاسم كي نقول "حالة نصب". والأصوب أن نقول: "حالة فاعل أو ما في حكمة" لتبيان وضع الاسم في الجملة، فليس في البڊاويت رفع، إذ لا يضم آخر الاسم الفاعل ولا تلازم آخره أي علامة رفع أخرى، ولكن بالقطع في البڊاويت- وفي كل اللغات- حالة فاعلية وحالة مفعولية لأن في كل جملة، وفي أي لغة، فاعل وفي كل جملة مفعول. 

(17) لتفصيل أكثر حول فصل أداة التعريف عن الاسم الذي تعرفه راجع: (ثامنا: كتابة أدوات التعريف) في مرشد القاموس على صفحتنا على الانترت. وخلاصة ذلك هي ما اكتشفناه من البحث في اللغة هو أن اللغة نفسها تعرف الفصل بين أداة التعريف والاسم بعدها، وإنه وفي بعض المواضع حين الكتابة سيؤدي عدم فصل الأداة من الاسم لإرباك المعاني في تراكيب بعض الأدوات وفي تراكيب بعض الاسماء والأفعال. 

(18) لتفصيل أكثر حول الشدة الوحدانية على الواو في الأداة: (أوّ)- الشدة غير المصحوبة بعلامة اخرى سواء فتحة أو كسرة أو ضمة- راجع مرشد القاموس: (ثانيا: صوتيات اللغة). 

(19) أداة التعريف قصيرة الصوت (اُ ) تحتاج لمزيد من التدقيق. فهي تدخل على الاسم فتعرفه مطلق اسم وكمفعول، وسمعت فيها تعرف الفاعل، فتقول (أُ دِرْكَواهَـلُّ إيـّــيَ): جاء السلحفاء- لتفصيل أكثر لأداء الأداة (أُ ) راجع اصدارة (بداويت) العدد الثاني ص12، أو على صفحتنا على الانترنت. 

(20) الأداة بصوت واو ساكن (وْ) ولا تدخل على الاسم إلا إذا كان مبدوءا بألف او بهاء. والأداة تحتاج للمزيد من التدقيق لأنها تعرف الاسم مفعولا أيضا. 

(21) الأداة بحاجة لتدقيق أكثر إذ سمعت فيها تعرف الاسم فاعلا ومفعولا. 

(22) الأداة بصوت ياء ساكن (يـْـ) تدخل على الاسماء إذا كانت مبدوءة بألف أو هاء، وسمعت فيها تعرف الاسم فاعلا ومفعولا الأمر الذي يتطلب تدقيقا أكثر. 

(23) فيما يتعلق بكسر أهل الجنوب لأداة التعريف المضمومة ضما قصيرا، ولآخر الاسم المضموم ضمة قصيرة- كما في المثال: ( إ دِرْكْواهَلُّ) الذي سينطقونه: ( إ دِرْكْواهـلِّ) راجع ورقة "بعض ملامح اللهجات في البڊاويت"- فقرة: كسر أداة التعريف أهو قاعدة ثابتة؟، وقد وضحنا هناك بأن كسر أداة التعريف قصيرة الصوت بضم عند أهل الجنوب ليس قاعدة ترد في كل حال. وكذلك كسر آخر الاسم المضموم ضمة قصيرة

8033 تعليقات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة