الثلاثاء, 03 تموز/يوليو 2018 14:35

بعض ملامح اللهجات في البداويت

بعض ملامح اللهجات في البداويت

 بقلم الأستاذ/ محمد ادروب محمد

          تبدو قضية مناقشة اللهجات في االبذاويت(1) قضية متشعبة ومتداخلة ومحتاجة لجهود ضخمة لرصد ذلك التنوع ومن ثم تبويبه للوصول لتفاصيله وحدوده. غير انه، وبشكل عام، فإن البذاويت يتحدثون لغتهم بطرق فيها بعض الاختلافات؛ فمن اختلافات في نطق بعض العبارات، واختلافات في بعض المسميات والاختلافات في نطق بعض ادوات التعريف. ولصعوبة مناقشة ذلك كله بدون توفر الكثير من الامكانيات المطلوبة في ذلك، فنقاشنا سيكون حول افكار محددة في ذلك طرحها الباحث/ ادروب عبدالله(2) 
           يري الباحث/ ادروب عبدالله أن البذاويت يتحدثون لغتين مختلفتين. ويرى أن بعض قبائل البذاويت تستعمل ادوات تعريف عبرانية في تعريفها للأسماء، وأن بعضها الآخر يستعمل ادوات حامية لذلك. 
           وتقوم فكرته حول أنهم يتحدثون لغتين مختلفتين على ملاحظته لتباين دخول أداة التأنيث على الفعل "في حالة الفعل الماضي" في البذاويت إذ أن ذلك يتم بطريقتين مختلفتين، وذلك فيما رأى الباحث اثر آسيوي/ ( عبراني ) وآخر ( حامي ) في اللغة. ويدلل الباحث على فكرته هذه بقائمتين أوردهما في صفحة (23) من بحثه، الأولى توضح دخول تاء التأنيث قبل العبارة في حالة التعبير عن الفعل الماضي: ( تِدِفْ )، ( تِكْوبَرْ) ، ( تِبْأرْ )، ( تِكْوبَسْ ) والقائمة الثانية توضح دخول تاء التأنيث بعد العبارة: (قِيقْتَ)، (هُوّقْتَ)، (تَلَوْتَ)، (جْأمْتَ). 
           ويورد الاستاذ في صفحة (27) من بحثه: [إن قبائل الأمارأر لا ينطقون أداة التعريف الحامية: (إ - تِ) أي الهمزة المكسورة والتاء المكسورة، بل يستعملون الأداة (أو- تو) في التعريف أي العبرانية، بينما نجد قبائل (الهدندوة) ومن جاورهم وتأثر بلغتهم يستعملون في التعريف الأداة العبرانية (أو - تو) مع الأداة (إ - تِ) الحامية]. 
           لمناقشة الأفكار الواردة هنا، ارى انه لابد من ان اورد بعض التوضيحات التي اعتقد انها ستساعد في توضيح ما اريد بيانه. 
           أولا : إنه ليس بالأمر الغريب او غير العادي في اللغات ان تتعدد الطرق التي تتكلم بها مجموعة بشرية معينة لغتها فيما يسمية اللغويون (لهجات) داخل تلك اللغة. والبذاويت ليست نشازا في ذلك، فهناك تعدد في الطرق التي تتحدث بها قبائل البذاويت لغتها. ويمكن بسهولة ملاحظة هذه الاختلافات وتقسيم المنطقة وفقا لذلك الى مجموعات رئيسية في مجالات جغرافية في عمومها؛ ففي شمال منطقتهم نجد لهجة البشاريين، وفي الوسط نجد لهجة الأمارأر، وفي الجنوب نجد لهجة ال (هَذَنْذِوَ)(3) 
           كما يمكن ملاحظة تأثر المجموعات التي واطنت ايا من هذه المجموعات في مناطقها بتلك اللهجات. فمن قطن في مناطق البشاريين من المجموعات الاخرى واضح مدى تأثره بلهجتهم، ومن استقر في جوار الهذنذو نجده قد تأثر بلهجتهم، ونلاحظ غلبة لهجة الأمارأر في وسط المنطقة(4)
           ولا يعني ذلك بحال ان في ذلك دلالات على تمييز حدي قاطع في خطوط طول او عرض تحدد ذلك. ما نصوره هنا هو الوضع الغالب، ولأن الأمر امر حراك بشري فإنه من المنطقي ان نجد في الشمال او في الجنوب او في الوسط تداخلات لغوية من هناك ومن هنا. 
           ثانيا : لأن البحث سيحتاج لكتابة بعض التعبيرات والتراكيب اللغوية بغرض توضيح اتجاهاته، وللكتابة بالحرف العربي ولإنعدام اصوات من العربية في البذاويت من ناحية وانعدام اصوات من البذاويت في العربية من الناحية الاخرى، وللحرص على الدقة، فإنه من الضروري توضيح التالي: 
           صوتيات اللغة: 
بالبحث وجدنا ان في البذاويت 9 أصوات، ولنوضح ذلك لنأخذ حرف الدال، مثلا، لنبين تلك الأصوات:(5)
1- صوت الفتحة القصيرة كما في: ( دَبَ ) بمعنى: صدر. 
2- صوت الفتحة مع مد: ( دَابْ ): بمعنى: رجال. 
3 - صوت السكون: ( دْآىْ) بمعنى: غيرة. 
4 - صوت الكسر القصير: ( دِنْ): صمت أو سكون. 
5- صوت الكسر الطويل المولد ياء: ( دِينُ) بمعنى: تجوال. 
6 - صوت الكسر الطويل الممال للفتح: ( دِيـلابْ) بمعنى: حفره، 
7 - صوت الضم القصير: (دُلْؤُبْ)(6)
8. صوت الضم الطويل المولد واوا: (دُوفْ) - ويصل الى قيمة: ( دُووفْ)- بمعنى: عرق. 
9. صوت الضم الطويل الممال للفتح: ( دُوفْ) بمعنى: قطعة لحم.

الالتزام باستعمال علامات التشكيل عند كتابة البذاويت: 
           وفقا لقرار مؤتمر "نحو كتابة البذاويت - القاهرة، سبتمبر 1999" بكتابة البذاويت بالحرف العربي، فقد اوصى المؤتمر بالالتزام باستعمال علامات التشكيل عند كتابة البذاويت بالحرف العربي لتوضيح المعاني. وإختلاف اللهجات اختلاف في النطق في اساسه لذلك فانه من الضروري تشكيل العبارات لتسهل قراءة هذه العبارات ومن ثم مقارنتها.

تعديل استعمال رموز عربية معينة لتوضيح أصوات في البذاويت: 
           ستتم الاستعانة ببعض الرموز العربية، وهي رموز لأصوات عربية منعدمة في البذاويت، للدلالة على اصوات من البذاويت لا توجد في العربية؛ اي انه لا مفر من "توليف" رموز عربية لبيان اصوات في البذاويت لا ترد في العربية، من ذلك: 
أ. بما اننا لن نحتاج لاستعمال الرمز (ث) في كتابة البذاويت بالحرف العربي، لإنعدام صوت (الثاء) فيها، فإننا سنستعمل ذلك الرمز لكتابة الصوت الشبية بالتاء وسنكتبه (ث) كما في: (ثَبْ): رقع، وكما في (ثِفَ) بمعنى فعل الأمر للمفرد المذكر: إطعنْ. 
ب. وبما اننا لن نحتاج لاستعمال الرمز (ذ) في كتابة البذاويت، لإنعدام ذلك الصوت فيها، فإن ذلك الرمز سيستعمل لكتابة الصوت الشبية بالدال وسنكتبه (ذ) كما في: (هَذَ) بمعنى: اسد، وفي اسم القبيلة: (هَذَنْذِوَ) وكما في اسم تلك القبائل (بذاويت). 
ج. الى جانب استعمال الشدة لبيان الشد متى ماورد مع بيان الحركة المصاحبة لذلك الشد معًا حيث التشديد، كأن نبين الشد مع الفتح (بالشدة وعليها فتح) كما في العدد تسعة: ( اشَّـذِقْ) حيث ان الشين موضع لتشديد مع فتح، (أيـَّابُ) بمعنى: خامس، (هَـرُّ): ذرة، وكقولك: (هَسِّـي) فعل الأمر للأنثى بمعنى: مرري. الى جانب ذلك فإنه سيتم استعمال اضافي للشدة.

استعمال اضافي للشدة لتبيين اصوت الإمالة التي لا توجد في العربية: 
           اصوات الإمالة التي لا توجد في العربية سيتم توضيحها كالآتي: 
أ. صوت المد الطويل الممال للفتح سنكتبه ببيان علامة الشدة ( ّ ) لوحدها- اي بدون فتحة او كسرة او ضمة- على ياء المد في العبارة، كما في العبارة بمعنى "مطر" والتي سنكتبها: (بِرِيّبْ)، او العبارة بمعنى: "بئر" وسنكتبها: (رِيّـتْ) فالياء بعد الراء في العبارتين مد طويل ممال للفتح يرد لمناسبة الكسرة على الحرف الذي قبلها. 
ب. صوت المد بالضم الطويل الممال للفتح سنكتبه ببيان علامة الشدة الوحدانية ( ّ ) على الواو كما في العبارة: (هُـوّبَ): بمعنى: جد "اب لأب او لأم" او العبارة: (بُوّكْ) بمعنى: تيس؛ أو في ادوات التعريف متى ما كان ذلك مناسبا كما في أداة تعريف الاسم المفرد المذكر: (أوّ) "الألف بصوت ضم طويل ممال للفتح"، وكما في: (تُوّ) أداة تعريف الاسم المفرد المؤنث "التاء بصوت ضم طويل ممال للفتح" أو المد بالياء الممالة للفتح كما في أداة تعريف الجمع المؤنث: (تِيـّ)" التاء بصوت كسر طويل ممال للفتح"... الخ. أي اننا سنستعمل الشدة الوحدانية (بدون أي علامة أخرى معها) لتبيان المد الممال سواء كان مدا بكسر او بضم.

كتابة ادوات التعريف: 
           فيما يتعلق بكتابة ادوات التعريف، فقد اخترت تفرقة أداة التعريف عن الاسم بعدهـا في الكتابة، وقد ارتأينا ذلك للاعتبارات التالية: 
أ‌. الواضح هو ان اداة التعريف ليست جزءا من الاسم، بمعنى ان الأداة شئ والاسم شئ آخر. 
ب‌. لقد لاحظنا ان كتابتهما مقرونتين يؤدي، في بعض المواقع، الى خلط غير مرغوب فيه للمعاني (7) . 
ج‌. كما اننا قد توصلنا عبر البحث الى ان اللغة نفسها تعرف التفريق بين الاسم المعرف واداة تعريفه في بعض المواضع(8) ، لذلك فإن أداة التعريف للاسم المفرد، مثلا، سنكتبها: (أوّ) او (أُ ) او (تُوّ) او (تُ).. الخ، وسنكتبها مفرقة عن الاسم الذي تعرفه كما في العبارة: (أوّ رْبَ): الجبل، ( أُ دِرْكْواهَلُّ): السلحفاء، (تُوّ رِ): البئر، (تُ تَكَتْ): المرأة ... وهكذا، وكما اوردنا، مع بعض الاستثناءات- راجع مرشد القاموس .

أداة التعريف والمحيط الذي تؤدي فيه مؤداها: 
           للبداية في نقاش الافكار الواردة، وفيما يتعلق بالاختلافات في استعمال أدوات التعريف عند البذاويت، وما أراه ضروريا هنا، هو أن نتفق أولا على ضرورة الوصول إلى تعريف وقاعدة محددين لما هو أداة تعريف في اللغة؛ وان نبحث ونتفق حول المحيط الذي تؤدي فيه الأداة مؤداها. بعد الاتفاق على ذلك يمكننا أن نحدد أنواع أدوات التعريف في اللغة وطبيعة تلك الاختلافات، وأن نحدد وعبر "التعريف والقاعدة" ما هو ( لغة) في كلام الناس وما هو (لهجة) فيه، فما ناسب القاعدة المتفق عليها فهو لغة وما لم يناسبها فهو لهجة. 
           ولعل المقصود بمقولة الاستاذ بأن [الأمارأر لا يستعملون الأداتين ( إ - تِ) لتعريف الاسم المفرد] هو انهم يستعملونها لتعريف أسماء الجموع، إذ ليس بصحيح ان الأمارأر لا يستعملون تلك الادوات على الإطلاق، إذ ان الواقع المشاهد يقول أن الأمارأر يستعملون هاتين الأداتين، ويستعملونها لتعريف أسماء الجموع مذكرة ومؤنثة. وسنناقش في هذا المقال ونبين، ومن الواقع، كيف ان الهذنذوَ يستعملون الأداتين ( إ - تِ) لتعريف الاسم المفرد مذكر ومؤنث، ويستعملون نفس الأداتين (إ- تِ) لتعريف أسماء الجموع مذكرة ومؤنثة. 
           ولكي نكون اكثر تحديدا، ولمزيد من التوضيح قمنا بترقيم اصوات البذاويت. ونعني بالترقيم اننا وضعنا رقما لكل صوت، ونرى اننا سنحتاج لهذا الترقيم بغرض الفرز بين صوت وآخر. وقد رقمنا الأصوات كالآتي " وهنا نأخذ حرف الباء مثالا" : 
بَ .. صوت الفتحة القصيرة       1

بَا.. صوت الفتحة مع المد         2

بْ .. صوت السكون             3

بِ.. صوت الكسر القصير        4

بِي.. صوت الكسر الطويل       5

بِى .. صوت الكسرة ممالة للفتح       6

بُ .. صوت االضم القصير       7

بوُ .. صوت الضمة الثقيلة ويصل لقيمة (بوُو)       8

بُوّ.. صوت االضم الطويل الممال للفتح       9

أداوات التعريف في اللغة: 
           فيما يتعلق بأدوات التعريف في البذاويت، فالملاحظ تعدد تلك الأدوات فيها على العكس من الكثير من اللغات. وبرصد ذلك نجد في البذاويت أدوات للتعريف متنوعة؛ فمن أدوات للأسماء المفردة المذكرة أو المفردة المؤنثة وأخرى لتعريف الجموع مذكرة او مؤنثة على فروق سنبينها في مواضعها. وسنستعين بترقيم الاصوات لتحديد نطق كل صوت. لنـتمكن من ذلك سنقرأ الرقم الذي يقع تحت الصوت مباشرة:

تعريف الأسماء المفردة:

                الأسماء المفردة المذكرة                                     الأسماء المفردة المؤنثة

                 أوّ -    او-    أُ -    و-    هُـ                                          تُوّ-   تُو-  تُ                     
   
                    7    8     9                                         7    3   7   8    9              

تعريف الاسم المفرد المذكر: 
# أداة تعريفه الرئيسية هي (أُوّ) بضمه على الألف مع إمالة للفتح بالقيمة: (9) كما في قولهم: (أُوّ كَامْ) وتعنى: الجمل- مطلق جمل، إلا أنه من الضروري توضيح التالي: 
1. (أوّ) بقيمتها المذكورة تسبق الاسم لتعرفه اسما مطلقا، وتسبقه في حالة كونه مفعولاً فيقال: 
(أَلِ أُوّ كَامْ يْهَرِدْ): و(يْهَرِدْ) فعل ماضي بمعنى: ذبحَ، ويكون معنى العبارة: ذبح على الجمل (9) 
2. في حالة كون الاسم فاعلاً أو في حكمه يتغير صوت الاداة الى (أُو) بضمة ثقيلة على الألف تولد واوا - وتصل للقيمة (أوو)- المعادلة للرقم (8) فيقال: 
(أُوكَامْ إِفْرَءْ)، و(إِفْرَءْ) معناها: خرج، ويكون معنى العبارة خرج الجمل، ويقال: (أو كامْ يْهَرَدْ)، و(يْهَرَدْ) فعل ماضي لم يوضح فاعله في الجملة "مبنى للمجهول" بفتح ما قبل آخره دال على مفرد مذكر بمعنى: ذُبح، ويكون معنى العبارة: ذُبح الجمل. 
3. (أوّ) تأتى على عدة صور مخففة بحذف مدة الضم: (أُ) - (هُـ) - (و). 
4. المخففة (أُ)- بالقيمة 7- تدخل على الأسماء فتعرفها على النحو التالي: 
(أ ) عند دخولها على ما ثانية متحرك فإنها تحوله إلى مملوك: 
إذا دخلت على (كامْ) مثلاً فيقال: (أُ كَامُ) بضم أخره فتعنى: جملي، ولا يمكن القول: (أُ كامْ) بتسكين أخره. وكذلك (لُولْ) بمعنى: حبل، فلابد أن تتحول إلى (أُ لُولُ) بمعنى: حبلي، كذلك (قَوْ) إذ تتحول إلى (أُ قَوُ): بيتي، والعبارات في حقيقتها تعني: (الـ - جملي)، (الـ - حبلي) و(الـ - بيتي). 
(ب) وعند دخولها على ما ليس ثانيه متحركا من الأسماء المفردة فإنها تعرفه فقط دون أن تحوله إلى مملوك: 
(اُ دِرْكْوَا هَلُّ): السلحفاه - (أُ كَفَلْ): إناء من السعف لحلب الغنم والنعاج "معرفا". 
(ج) وعند دخولها على ما أوله هاء وثانيه متحرك فإنها تحتمل الوجهين، أن يكون معرفا بها وأن تحوله إلى مملوك: 
(هَاشْ): بمعنى: تراب، ارض أو تراب وطني- وطن. (أُ هَاشْ) بمعنى: التراب او الوطن، وأن تعرفه مملوكا: (أُ هَاشُ) بضم أخره ويكون المعنى (ال- أرضي) أو (ال- وطني). (هَافْ): بطن أو وسط. (أُ هَافْ): البطن. (أُ هَافُ): البطني(10) 
5. تخفف الى (هـُ) بالقيمة (7) وتعرف الأسماء على النحو التالي: 
المخففة (هـُ) لا تدخل على الاسم إلا إذا كان مبدوءاً بالألف إذ ليس بصحيح قول (هـُ هَاشُ) ولا (هـُ قَوْ) .. ولا (هـُ وَرِّ) .. و(وَرِّ) معناها: جدري. 
6. تخفف الى (وْ) بالقيمة (3) وتعرف الأسماء على النحو التالي: 
المخففة (وْ) لا تدخل على الاسم إلا إذا كان مبدوءاً بألف أو هاء: (وْ أوِ): الحجر، (وْ هِنْدِ) الشجرة او الخشبة؛ إذ ليس بصحيح قول: (وْ قَوْ) ولا (وْ كَفَلْ) ولا (وْ وَرِّ).

تعريف الاسم المفرد المؤنث: 
# يعرف بالأداة: (تُوّ) - التاء مضمومة مع إمالة للفتح بالقيمة (9)- كما في (تُوّ كَامْ): الناقة... وتأتي على عدة صور: 
1 - (تُوّ) بقيمتها المذكورة تعرف الاسم في حالة كونه مفعولا، ويقال: 
(الِ تُوّكَامْ يْهَسِلْ)، و(يْهَسِلْ) فعل ماضي يدل على مذكر بمعنى: رَسَنَ، ومعنى العبارة: رسن على الناقة. (فَاتْنَ تُوّكَامْ تْهَسِلْ) و(تْهَسِلْ) فعل دال على مؤنث، (فَاتْنَ): فاطمة، ومعنى العبارة: رسنت فاطمة الناقة (11) 
2 - (تُو)- التاء بضمة ثقيلة تولد واوا بالقيمة (8) تصل للقيمة (تُوو)- تأتى لتعريف الاسم إذا كان فاعلاً أو في حكمه: (تُوكَامْ تِفْرَءْ): خرجت الناقة، (تُو كَامْ تْهَرَدْ): ذُبحت الناقة. 
3 - تأتي على صورة (تُ) بالقيمة (7) لتعريف الاسم المفرد المؤنث: 
(هَذَاتْ): لبوة وتعرف: (تُ هَذَ). 
(سِيدِيتْ): فلجة "في الأسنان" وتعرف: (تُ سِيدِ) (12) 
(تَكَتْ): امرأة وتعرف: (تُ تَكَتْ) (13)
(هَوَتْ) سعن وتعرف: (تُ هَوَتْ) 
(أَوْتْ): عسل وتعرف: (تُ أَوْ) 
(أُوّتْ) (14): بنت وتعرف: (تُ أُوّرْ) 
ونلاحظ التالي: 
(أ) انه وعند تعريف الأسماء (هَذَاتْ - سِيدِيتْ - أَوْتْ) قد حذفت تاء التأنيث، أي ان دخول اداة التعريف على الاسم يؤدي الى حذف التاء؛ وعلية تكون التاء للتأنيث والتنكير الذي حذفه دخول التعريف على الاسم، وأن الأسماء قد رجعت إلى أصلها: (تُ هَذَ) - (تُ سِيدِ) - (تُ أوْ).. وهكذا في بعض الأسماء عند تعريفها (15)
(ب) بعض الأسماء تظل تاء التأنيث ملتصقة بآخرها عند تعريفها: (تَكَتْ) - (تُ تَكَتْ). 
4 - تأتى على صورة (تُ) بالقيمة (7) لتعرف الاسم المفرد المؤنث الدال على مملوك: 
(أ) للمفرد المتكلم: (تُ كَامْتُ هَرِدَ) إذبح ناقتي (16). - (تُ كَامْتُ تِفْرَءْ): خرجت ناقتي. 
(ب) للمفرد المخاطب: (تُ كَامْتُوّكْ هَرِدَ): اذبح ناقتك - (تُ كَامْتُوكْ تِفْرَءْ): خرجت ناقتك. 
(ج) للمفرد الغائب: (تُ كَامْتُوّ هَرِدَ): اذبح ناقته - (تُ كَامْتُو تِفْرَءْ): خرجت ناقته. 
(د) لجماعة المتكلمين: (تُ كَامْتُوّنْ هَرِدَ): إذبح ناقتنا - (تُ كامْتُونْ تِفْرَءْ): خرجت ناقتنا. 
(هـ) للمخاطبين: (تُ كَامْـتُوّكْنَ هَرِدَ): إذبح ناقتكم- (تُ كَامْـتُوكْنَ تِفْرَءْ): خرجت ناقتكم. 
(و) لجماعة الغائبين: (تُ كَامْتهُنَ هَرِدَ اذبح ناقتهم)، (تُ كَامْتهُنَ تِفْرَءْ): خرجت ناقتهم. 
5 - اذا كان الاسم مبدوءا بألف او واو او هاء فتعرفه اذا كان علما مطلقا او في حالة كونه فاعلا او في حكمه او كان مفعولا، ويعرف المراد من سياق الجملة: 
(تُ هَوَتْ): السعن (تُ هَوَتْ ذِبْتَ): وقع السعن. (تُ هَوَتْ رِهَنْ): رأيت السعن. 
(تُ أَوْ): العسل (تُ أَوْ تِفَفْ): انسكب العسل. (تُ أَوْ ادْلِبْ): بعتُ، او اشتريت العسل. 
(تُ وَلِيكْ): الصيحة او النداء، (تُ وَلِيكْ سَقِيتُ): الصيحة او النداء بعيد، (تُ وَلِيكْ نِماسِوْ): سمعنا الصيحة.

تعريف الجموع 
                            الجموع المذكره                               الجموع المؤنثة

          إيـّ - إ ِ - أَ - آ - هـَ - هـِ - يِ                     تِيـّ - تِ - تَ -تَا                    
   
         2    1    4     6                     4      4      1    2   1   4    6          
الجمع المذكر: 
# يعرف بالأداة (إيـّ) - ألف مكسورة ممالة للفتح بالقيمة (6)- كما في: (إِيـّ كَمْ): الجمال. 
1 - (إيّـ) بقيمتها المذكورة تسبق الأسماء المفعولة.. فتقول: 
(أَلِ إيـّ كَمْ يْهَرِدْ)، (يْهَرِدْ) فعل ماضي دال على مفرد مذكر بمعنى: ذبح، والعبارة معناها: ذبح على الجمال وتقول: (إيـّ يَمْ فِفَ)، و(فِفَ) فعل أمر بمعنى: اسكب، و (يم) = ماء، فيكون معنى العبارة: الماء اسكب. 
وتخفف (ايـّ) بحذف الإمالة إلى: (إ ) و (أ) و (آ) وإلى (هـ) و(ى). 
2 - المخففة (إ) - بالقيمة (4)- تعرف الاسم المفعول الدال على جمع مملوك: 
أ - للمفرد المتكلم: (إ كَمِ هَرِدَ): اذبح جمالي (17)
ب - للمفرد المخاطب: (إ كَمِيّكْ هَرِدَ): اذبح جمالك. 
ج - للمفرد الغائب: (إ كَمِىّ هَرِدَ): اذبح جماله. 
د - لجماعة المتكلمين: (إ كَمِيـّكْنَ هَرِدَ): اذبح جمالكم. 
هـ - لجماعة المخاطبين: (إ كَمِيّنْ هَرِدَ): اذبح جمالنا. 
و - لجماعة الغائبين: (إ كَمِهْنَ هَرِدَ): إذبح جمالهم. 
3 - المخففة (أَ) بالفتحة القصيرة - بالقيمة (1)- تعرف الاسم إذا كان مملوكا فاعلاً أو في حكمه. 
أ - ( أ َ كَمَ إِفْرَأَنَ)، و(إفرأن) فعل ماضي دال على الجمع (18) ذكور وإناث- والمعنى: خرجت جمالي. 
ب - ( أ َكَمَ يْهَرَدْنَ): ذُبحت جمالي. 
ج - ( أ َكَمَا يْهَرَدْنَ): ذُبحت جماله. 
د - ( أ َكَمَانْ يْهَرَدْنَ): ذُبحت جمالنا. 
هـ - ( أ كَمَهْنَ يْهَرَدْنَ): ذُبحت جمالهم. 
4 - المخففة (آ) - بالقيمة (2)- تأتي لتعريف الاسم في حالة كونه فاعلاً أو في حكمه: 
(آ كَمْ إِفْرَأَنَ): الجمال خرجت. (آ كَمْ يْهَرَدْنَ) الجمال ذُبحت. 
ويستثقل دخولها على الاسم إذا كان مبدوءا بحرف الهاء أو الألف فتتحول إلى: (أ) أو (إ) أو (ى) أو (هـ): 
1 - (أَ) - بالقيمة (1)- تأتي لتعريف الاسم الفاعل: 
(هَتَىْ) حصين (جياد)، (أَ هَتَىْ) الحصين، (أ هَتَىْ إفْرَأَنَ): خرجت الحصين. 
(هَمَ): اصهار، (أَ هَمَ) الاصهار.. (أَ هَمَ إِفْرَأَنَ): خرج الاصهار. 
2 - (إِ) - بالقيمة (4)- تأتى لتعريف الاسم مفعولا او مفعولا مملوكا: 
(إِ هَتَىْ رِهَنْ): رأيت الحصين. (إِ هَتَىِ رِهَنْ): رأيت حصيني- بكسر آخر الاسم المعرف. 
(إِ هَمَ رِهَنْ): رأيت الاصهار. (إِ هَمَايِ رِهَنْ): رأيت اصهاري. 
ويستثقل دخول الأداة (أ) او (إ) على الاسم إذا كان مبدوءاً بحرف الألف فتتحول إلى (ى) أو (هـ): 
3 - المحولة (ى) - بالقيمة (3)- تأتي لتعريف الاسم إذا كان مبدوءاً بحرف الألف: 
أ. (يْ أَرْ): الأولاد. حيث ان: (أَرْ) تعني: أولاد، و(يْ) حملت معنى التعريف. 
ب. (يْ أَرْ إِفْرَأَنَ): الأولاد خرجوا. (إفرأنَ): فعل ماض دال على جماعة غائبين، فاعل أو مفعول؛ (أَرْ): فاعل. 
ج. (أَ مُدَرٌسَ يْ أَرْ إِفْرَأَنَ): المدرسون اخرجوا الأولاد. (أَ مُدَرٌسَ): المدرسين فاعل لفتح أداة تعريفه؛ (إفرأن): فعل ماض دال على جماعة غائبين، فاعل أو مفعول. (أَرْ): مفعول.. ويعرف المراد من السياق العام للجملة. 
4 - وتتحول إلى المخففة (هـ) - بالقيمة (1)- لتعريف الأسماء: 
(أ) تأتى على صورة (هـَ)- مفتوحة- لتعريف اسم الجمع المذكر إذا كان فاعلا أو في حكمه: (هـَ أَرْ إِفْرَأَنَ) وتعني خرج الأولاد. 
ب - تأتي على صورة (هـِ)- مكسورة بالقيمة (4)- لتعرف الجموع المذكرة إذا كانت مفعولة: (هـِ أَشَىْ رِِهَنْ): رأيت الخرائب. 
ج - (هـ) بصورتها - المفتوحة والمكسورة - لا تدخل على الأسماء إلا إذا كانت مبدوءة بحرف الألف(19).

تعريف الجمع المؤنث: 
# يعرف بالأداة (تيـّ) - تاء ممالة للفتح بالقيمة (6) - كما في ( تِيـّ كَمْ): النياق. 
1- (تيـّ) بقيمتها المذكورة تسبق الأسماء المفعولة، فيقال: (أَلِ تِيـّ كَمْ يْهَسلْ): رسن على النياق. 
وتخفف إلى (تِ) أو (تَ) أو (تَا) 
2- (تِ) المكسورة - بالقيمة (4)- تسبق الاسم المفعول إذا كان دالا على: 
أ - جمع مملوك لمفرد متكلم: (تِ كَمْتِ هَسِلَ) :ضع الرسن في نياقي(20)
ب - جمع مملوك لمفرد مخاطب: (مذكر أو مؤنث): (تِ كَمْتِيّكْ هَسِلَ): ضع الرسن في نياقك ولتوضيح أن المخاطب مؤنث يكسر أخر الفعل: (هَسِلِ). 
ج - جمع مملوك لمفرد غائب: (تِ كَمْتِىّ هَسِلَ): ضع الرسن في نياقه. 
د - جمع مملوك لجماعة المتكلمين (ذكور أو إناث): (تِ كَمْتـّينْ هَسِلَ)(21)ضع الرسن في نياقنا. 
هـ - جمع مملوك لجماعة المخاطبين: (تِ كَمْتِيـّكْنَ هَسِلَ) ضع الرسن في نياقكم(22)
و - جمع مملوك لجماعة الغائبين (تِ كَمْتِهْنَ هَسِلَ): ضع الرسن في نياقهم. 
3 - (تَ) المفتوحة - بالقيمة (1)- تسبق الاسم فاعلا أو إذا كان الفاعل مجهولا: 
أ - (تَ كَمْتَ اِفْرَأَنَ): خرجت نياقي. (تَ كَمْتَ يْهَرَدْنَ): ذُبحت نياقي. 
ب - (تَ كَمْتَا إِفْرَأَنَ): خرجت نياقه. (تَ كَمْتَا يْهَرَدْنَ): ذُبحت نياقه. 
جـ - (تَ كَمْتَانْ إِِفْرَأَنَ): خرجت نياقنا. (تَ كَمْتَانْ يْهَرَدْنَ): ذُبحت نياقنا. 
4- (تَا) - بالقيمة (2)- تسبق الاسم فاعلا او إذا كان الفاعل مجهولاً: 
(تَا كَمْ إِفْرَأَنَ): خرجت النياق - (تَا كَمْ يْهَرَدْنَ): ذُبحت النياق.

المحيط الذي تؤدي فيه أداة التعريف مؤداها 
           لقد وضحنا الآن الصور التي ترد عليها ادوات التعريف في اللغة. 
           وفيما يتعلق بضرورة الاتفاق على "تعريف وقاعدة" للمحيط الذي تؤدي فيه الأداة مؤداها، فانه عندما نجد وعبر البحث أن في اللغة أداة ما، وبعد تحديدنا للمحيط الذي تعمل فيه تلك الاداة، فالقاعدة هي أنه وكلما وردت هذه الأداة في محيط مماثل للمحيط الذي نتوصل إليه فإنها يجب أن تؤدي نفس المؤدى المحدد لها في تعريفها. 
           ومن الملاحظة نكتشف أن المحيط الذي تؤدي فيه أداة التعريف مؤداها في البذاويت يختلف عن المحيط الذي تؤدي فيه أداة التعريف في اللغة العربية مثلا مؤداها، حيث أن في اللغة العربية أداة واحدة للتعريف: ( أل) وفي البذاويت تسعة عشر أداة تعريف؛ وان اداة التعريف في البذاويت، وكما هي في العربية، تسبق الاسم (23) 
           وهنالك ثمة اختلاف أهم في مؤدى الأداتين في اللغة العربية وفي البذاويت وهو أن الأداة في اللغة العربية: ( أل) تعرف الاسم في محيط أوسع، أي أنها تعرف الاسم إذا كان مفردا أو مثنى أو جمعا، وتعرفه فاعلا ومفعولا مذكرا كان أم مؤنثا. وأداة التعريف في البذاويت مؤداها أكثر تحديدا .. فالاسم المذكر له أداة تعريف تختلف عن تلك التي للاسم المؤنث، والجمع المذكر تختلف أداته عن أداة الجمع المؤنث؛ والاسم الفاعل المذكر له أداة تعريف تختلف عن تلك التي للاسم الفاعل المؤنث مفردا او جمعا .. وهكذا. 
           بمعنى أنه إذا قلنا أن الأداة ( أل) هي أداة تعريف في اللغة العربية، وأن أداة التعريف في اللغة العربية تسبق الاسم دون اعتبار لنوعه وعدده ومحله من الاعراب- وذلك هو محيطها الذي تعمل فيه- إذن فليست كل ( أل) نجدها في اللغة العربية بأداة تعريف ما لم تكن سابقة لاسم، ففي عبارة مثل: (الجمل) تكون الأداة ( أل) صيغة لتعريف الاسم: جمل، إلا أنه وفي: " جمال" فالألف واللام ( ال) في نهاية العبارة ليست بأداة تعريف، وفي العدد: " ألف" فالحرفان ( أل) في بداية العبارة ليسا أداة تعريف رغم ورودها في أول العبارة فما يليها ليس بإسم. 
           ما يتضح لي من ذلك هو أن العلاقة بين أداة التعريف وبين الاسم المعرف بعدها في البذاويت علاقة حميمة أكثر مما هي العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه في العربية. فالعربية رافعة ( لافتة) اسمها ( أل) وكل اسم يأتي بعدها- لا فرق في نوعه أو عدده أو موقعه من الإعراب- يعرف بها؛ ولكن الأمر مختلف في البذاويت إذ ليس هنالك أداة واحدة لتعريف كل الأسماء، وبمعنى آخر فإن الاسم في البذاويت، من حيث تذكيره أو تأنيثه، جمعه أو إفراده ومن حيث موقعه في الإعراب، هو الذي يحدد الأداة التي ستأتي قبله. وبمعنى آخر، فأن هنالك " ثابت" و" متحرك" في الأداة والاسم، ففي العربية الأداة ثابتة والاسم متحرك .. وفي البذاويت الاسم والأداة متحركان ليتلاءما.

التعريف والقاعدة 
           إذا اتفقنا على ما ورد في أعلاه .. فما هو "التعريف والقاعدة " في ذلك؟ وما هي المحصلة التي يمكن ان نخرج بها من استعراضنا لأدوات التعريف وعلاقاتها التي تم نقاشها؟ أي أنه إذا قال أحد بأن البذاويت ليس بها اداة تعريف .. فما مدى صحة ذلك القول؟. أو إذا قال قائل بأن الأصوات: (تِيـّ)، (تا )، (إ )، (آ )، (تِ)، (أ )، (أوّ) و(تُ) أصوات لا فرق في مؤداها في البذاويت .. فماذا سيكون رأينا؟. إذا كان الأمر كذلك فإننا إذن، وبلا شك، نشنف الآذان بأصوات مبهمة عندما نتكلم، وبالتالي نربك المعاني فلا يعرف سامعنا ما نقصد. 
           ولكن الواضح مما يبينه الواقع المشاهد هو أن الكلام مفهوم.. والسؤال هو: ما هي القاعدة في ذلك؟

العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه 
           لا أجد تفسيرا للعلاقات في هذا كله غير أن تكون العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه علاقة أصوات(24)
           بمعنى أنه إذا لاحظنا فإن الأسماء المفردة المذكرة: (رَ): ظبي، (تَكْ): رجل، (قَـوْ): بيت، منزل، (كَـامْ): جمل، (رِبَ): جبل، انها اسماء مفردة تأخذ اداة التعريف: (أوّ). واسماء دخلت للغة من لغات اخرى، ملحقة بتلك الاسماء "لأنها تأخذ نفس اداة التعريف التي تأخذها الاسماء المذكورة": (دِشْ ): صحن، (سِنْ)، (بَاسْ): بص، (كِتَابْ) قد اشتركت في اداة التعريف: (أوّ). 
           اذا امعنا النظر في ذلك فاننا سنلاحظ انه لاجامع بين الكلمات: ظبي، رجل، بيت، جمل، جبل .. دش، صحن، بص وكتاب لا في معاني ولا في صفات ولا في الحروف المكونة؛ غير ان اشتراك هذه الاسماء في اداة التعريف يوجب، وبالضرورة، علاقة ما بينها. 
           وقد انتبهنا لعلاقة اخرى بين هذه الاسماء خارج المعاني والصفات والحروف المكونة؛ ولنلاحظ انها كلها اسماء مركبة من احرف قليلة او لنقُل انها اسماء قصيرة الصوت .. اشتركت في اداة التعريف: (أوّ) وهي اداة طويلة الصوت. 
           وإذا لاحظنا فإن الأسماء المفردة المذكرة: (كَبْلْءِ)، (دِرْكْوَاهَلُّ)، (مأذْذْ)(25)، (بَاسُورْ) والأسماء الملحقة بها من لغات اخرى: (قَلَمْ)، (تِلِفِزْيُونْ) (26) ، (رَادِ)، (تَمْبِيلْ) قد اشتركت في اداة التعريف؛ وقد لاحظنا انه لاجامع بين: جحش، سلحفاء، سيف، سرج "الجمل" .. قلم، تلفزيون، راديو لا في معاني ولا في صفات ولا في الحروف المكونة؛ وقد لاحظنا اشتراك هذه الاسماء في اداة التعريف مما يدل على علاقة فيما بينها. وقد انتبهنا الى انها كلها اسماء مركبة من احرف كثيرة.. او انها اسماء طويلة الصوت .. اشتركت في الاداة: (أُ ) وهي اداة قصيرة الصوت. 
           كذلك لاحظنا في الاسماء المفردة المؤنثة: (تُوّ كَامْ)- (تُوّ رِ)- (تُوّ فْنَ)- (تُوّ قْـذَءْ) والاسماء الملحقة بها: (تُوّ سْءَ) (تُوّ مُوسْ) انه لا جامع بين: ناقة، بئر، رمح، حذاء .. ساعة، موسى " الحلاقة" في معنى ولا صفة من جهة واشتراكها في اداة التعريف من الجهة الاخرى، والذي يوجب علاقة ما. وقد انتبهنا الى انها كلها اسماء مركبة من احرف قليلة: (كَامْ)- (رِ)- (فِنَ)- (قِـذَءْ) والاسماء الملحقة بها: (سْءَ) (مُوسْ).. وانها اسماء قصيرة الصوت .. اشتركت في الاداة: (تُوّ) وهي اداة طويلة الصوت. 
           وإذا لاحظنا فإن أسماء الجموع المذكرة: (إِيـنْـدَ)- (إِيـّ نْـأَلْ)- (إِيـّ رْبَ)- (إِيـّ رْءُ) والأسماء الملحقة بها من لغات اخرى: (إِيـّ شَـلْ) (إِيـّ تْـجَـارْ) (إِيـّ سْـمَ) (إِيـّ كـْتـَبْ) قد اشتركت في اداة التعريف: (إِيـّ)؛ وقد لاحظنا انه لاجامع بين: رجال، عناقريب، جبال، اودية .. عمامات، تجار، اسماء، كتُب لا في معاني ولا في صفات ولا في الحروف المكونة؛ غير ان اشتراك هذه الاسماء في اداة التعريف يوحي، وبالضرورة، بعلاقة ما بينها. 
           واذا لاحظنا مجموعة اسماء الجموع: (دَ)- (نْـأَلْ)- (رِبَ)- (رْءُ) والأسماء الملحقة بها من لغات اخرى: (شَـلْ) (تِـجَـارْ) (سِـمَ) (كِـتـَبْ).. فإنها كلها اسماء قصيرة الصوت اشتركت في ادلة التعريف طويلة الصوت: (إيـّ) .. وكذلك في كل مجموعة من المجموعات الاخرى التي ذكرناها. 
           من كل ذلك نخلص إلى أن هناك علاقة ما بين الاسم وأداة تعريفه في البدوايت، وان طول صوت الاسم هو الذي يحدد الأداة قبله، وهي على النحو التالي: 
1- انه متى ما كان الاسم قصير الصوت فانه يعرف باداة طويلة الصوت: 
أ - ( أُوّ ) بالقيمة 9: للأسماء المفردة المذكرة قصيرة الصوت: ( أُوّ رَ): الظبي، ( أُوّ دِ): الوادي. 
ب - ( تُوّ ) بالقيمة 9: للأسماء المفردة المؤنثة قصيرة الصوت: (تُوّ رِ): البئر، (تُوّ مِ): البذرة او النواة. 
جـ - (إيـّ) بالقيمة 6: لأسماء الجموع المذكرة قصيرة الصوت: (إيـّ دِ): الأودية، (إيـّ نَ): الأشياء. 
د - (تِيـّ ) بالقيمة 6: للجموع المؤنثة قصيرة الصوت: (تِيـّ دَ): الأواني، ( تِيـّ فُ): الأوتاد او حرم المكان "جمعا". 
2- وانه متى ما كان الاسم طويل الصوت فانه يعرف باداة قصيرة الصوت: 
أ - ( أُ ) بالقيمة 7 للأسماء المفردة المذكرة طويلة الصوت: (أُ دِرْكْوَاهَلُّ): السلحفاء، (أُ تِلِفِزْيُونْ). 
ب - ( تُ ) بالقيمة 7 للأسماء المفردة المؤنثة طويلة الصوت: (تُ تِيـبَـلَاىْ): الأصبع، (تُ سِيلِيّلَنايْ): المصلاة. 
جـ - ( إ ) بالقيمة 4 لأسماء الجموع المذكرة طويلة الصوت: ( إ كِـــلْءُ): القواقع، (إ هَلَكَ ): الثياب. 
د - ( تِ ) بالقيمة 4 لأسماء الجموع المؤنثة طويلة الصوت: (تِ تِيـبَـلَـىْ): الأصابع، (تِ لِـيلِ): العيون. 
           أي أنه وبناء على طول صوت الاسم تتحدد أداة التعريف التي ستسبق الاسم منهم .. 
           أي أن مجموعة الأسماء قصيرة الصوت قد أخذت الأداوات (أوّ)، (تُوّ) في حالة المفرد؛ وفي حالة الجمع قد اخذت الادوات: ( إيـّ)، (تِيـّ) وهي الأدوات طويلة الصوت. 
           وأن مجموعة الأسماء طويلة الصوت قد أخذت الأداة: (أُ)، (تُ) للمفرد، وللجمع: ( إ)، (تِ) وهي الأدوات قصيرة الصوت. 
           إذن فإن ما يمكن أن نصل إليه من ذلك هو: أن العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه في البذاويّت علاقة عكسية من حيث الأصوات، أي أن الاسم قصير الصوت- وبغض النظر عن صفته أو معناه- يعرف بأداة طويلة الصوت، وأن الاسم طويل الصوت يعرف بأداة قصيرة الصوت .. وهذا ما اسميه: " البناء الصرفي" لأدوات التعريف أي العلاقة بين الاسم وأداة تعريفه؛ وكأن في ذلك " البناء الصرفي" تنغيم وجرس موسيقى يجب أن يُراعى في تواتر أداة التعريف والاسم بعدها لبناء المعنى .. جرس بدونه تشنف الآذان بالنشاز ويرتبك المعنى. 
           ويبدو واضحا حتى الآن، وإلى أن يتوفر دليل آخر، إن العلاقة بين أداة التعريف والاسم المعرف بعدها إنما هي علاقة أصوات لا غير.

أدوات التعريف: المضمومة للاسماء المفردة والمكسورة للجموع 
           وهناك ملاحظة هامة أخرى فيما يتعلق بأداة التعريف وعلاقتها بالاسم المعرف فلننظر التالي:

ادوات تعريف الاسماء المفردة: 
 ان مجموعة الأسماء المفردة المذكرة قصيرة الصوت: (أوّ كامْ)- (أوّ كْلاىْ)- (أوّ سْيامْ)- (أوّ فْنَ)- (أوّ رْبَ)- (أوّ تَكْ)- (أوّ بْهَرْ)- (أوّ سُوقْ)– (أوّ دِشْ) قد عرفت بأداة مضمومة: ( أُوّ).
Ú

 ان مجموعة الأسماء المفردة المذكرة طويلة الصوت: (أُ كَـبـْلْءِ)، (أُ دِرْكْـوَاهَــلُ)، (أُ مْــأَدَدْ)، (أُ بَاسُورْ)، (أُ قَــلَمْ)، (أُ تِـلِفِـزْيُونْ) قد عرفت بالأداة المضمومة: ( أُ ).Ú

 مجموعة الأسماء المفردة المؤنثة قصيرة الصوت: (تُوّ رِ)- (تُوّ مُوسْ) ومعها الأسماء: (تُوّ نَ)- (تُوّ فْنَ) قد عرفت بالأداة المضمومة: ( تُوّ).Ú

 مجموعة الأسماء المفردة المؤنثة طويلة الصوت: (تُ تَكَتْ)، (تُ هَوَتْ )، (تُ جَبَنَ)، (تُ كُوبَ)، (تُ وَرَقْ )، (تُ تَـلَّاجَ)، سِينَـمَ ) قد عرفت بالأداة المضمومة: ( تُ).Ú 
           ونلاحظ في ذلك أن الأسماء المذكورة كلها أسماء مفردة مؤنثة أو مذكرة، سواء كانت طويلة الصوت او قصيرة الصوت؛ وإنها قد أخذت أداة مضمومة سواء كانت اداة طويلة الصوت ام كانت قصيرة الصوت.

فهل يمكننا القول: أن أدوات التعريف المضمومة في اللغة تكون للأسماء المفردة ؟.

ادوات تعريف اسماء الجموع:

 لاحظنا ان أسماء الجموع المذكرة قصيرة الصوت: (إِيـّنـْدَ)، ( إِيـّ نْأَلْ )، ( إِيـّ تْجَارْ )، ( إِيـّ كْـتـَبْ) قد عرفت بالأداة المكسورة: (إِيـّ ).Ú

 وان أسماء الجموع المذكرة طويلة الصوت: ( إ كِـلْءُ)، ( إِ هَـلَكَ)، ( إ مُدَرِّسَ)، ( إبابـِرْ)، ( إ مِدْفْءَ) قد عرفت بأداة مكسورة: (إ ).Ú

 وان أسماء الجموع المؤنثة قصيرة الصوت: (تِيـّ مَءْ)، (تِيـّ نْـأيْ)، (تِيـّ وَوْ )، (تِيـّ كْـلَـىْ )، (تِيـّ كْـوَرْ ) و(تِيـّ سْءَ ) قد عرفت بأداة مكسورة: (تِيـّ).Ú

 وان أسماء الجموع المؤنثة طويلة الصوت: (تِ لِـيلِ)، ( تِ هَـمُ )، ( تِ أَبَ)، ( تِ تِيـبَـلَـىْ )، ( تِ كَمِرَ )، ( تِ سِـيـنَمَ )، ( تِ هَفْلَ ) قد عرفت بأداة مكسورة: ( تِ).Ú

ونلاحظ من ذلك أن الأسماء المذكورة كلها أسماء جموع - مؤنثة أو مذكرة- سواء كانت طويلة الصوت او قصيرة الصوت، وأنها قد عرفت بأدوات تعريف الجموع: (إ ) و( إيـّ) و (تـِ) و( تيـّ) والملاحظ انها كلها ادوات مكسورة.. سواء كان كسرا طويلا ام قصيرا(27).

فهل يمكننا القول: أن أدوات التعريف المكسورة في اللغة تكون لأسماء الجموع ؟. 
           أي هل يمكننا ان نخلص من ذلك الى ان الأدوات المكسورة في البذاويت تكون لتعريف الجمع والمضمومة لتعريف المفرد؟ 
           وهنا لا بد وأنه قد لوحظ بأنني لم أورد أسماء طويلة الصوت في مجموعة الأسماء المفردة المذكرة ولا المؤنثة؛ أي أنني لم أورد أداة تعريف الاسم المفرد المذكر طويل الصوت وأداة تعريف الاسم المفرد المؤنث طويل الصوت وهي ادوات قصيرة الصوت. 
           ولأغراض مناقشتي كنت قد أجلت إيرادهما لأتمكن من مناقشتهما على حدة. 
           وتأجيلي لذلك كان بسبب أن الاختلاف الوحيد في أداة التعريف ومحيطها "بنائها الصرفي" بين أهل الشمال و أهل الجنوب، فيما يبدو، ينحصر فيهما .. ولنرد إلى الأمثلة 
المجموعة الثانية من الأسماء المفردة المذكرة
نقول: ( أٌ كَـبْلْءِ )، ( أٌ دِرْكْوَاهَلٌ )، ( أٌ مْـأَذَذْ )، ( أٌ بَاسٌورْ )، ( أٌ بَابٌورْ )، ( أُ مُدَرِّسْ ) .. ومعانيها على التوالي: الجحش، السلحفاة، السيف، سرج " الجمل" معرفا، الوابور، المدرس .. فماذا يجمع بين هذه الأسماء من حيث المعاني أو الصفات حتى تشترك في أداة التعريف ( أُ)؟. 
المجموعة الثانية من الأسماء المفردة المؤنثة: 
نقول: (تُ تَكَتْ)، (تُ جـَبَنَ)، ( تُ تَلاَجَ )، ( تُ سِينَمَ) فماذا يجمع بين هذه لأسماء ومعانيها: المرأة، الجبنة، الثلاجة، السينما .. حتى تشترك في أداة التعريف (تُ)؟.

الإشكالية في نطق أداة تعريف الاسم المفرد 
           وأهل الجنوب ينطقون أداة تعريف هذه الأسماء المفردة مكسورة: (تِ تَكَتْ)، (تِ جَبَنَ)، (تِ تَلاَّجَ)، (تِ سِينَـمَ). وللمجموعة الاخرى: (إ كَـبْلْءِ)، (إ دِرْكْوَاهَلِّ)، (إ مْـأَذَذْ)، (إ بَاسٌورْ)، ( إ بَابٌورْ )، (إ مُدَرِّسْ). 
وهذا مما اشرنا اليه في بداية نقاشنا، وهو ان اهل الجنوب يستعملون الأدوات: (إ -تِ) لتعريف الأسماء المفردة. 
           ولنلاحظ ان كل البذاويت، أهل الجنوب واهل الشمال، ينطقون ادوات تعريف هذه الاسماء عند الجمع- سواء كانت قصيرة او طويلة الصوت- مكسورة :(إ -تِ): (إ دِرْكْوَاهَلُّ)، (إ مُدَرِّسْ)، (إِيـّ رْبَ)، (إِيـّ سْـمَ )، (تِيـّ وَوْ)، (تِيـّ سْءَ)، (تِ تِيـبَلَـىْ)، (تِ مُـدَرِّسَ).

البذاويت ميالون إلى الكسر بعض ما هو بصوت ضم 
           وإذا لاحظنا، فإن ما حدث هنا هو انه قد تم استبدال صوت الضم في أدوات التعريف: (أُ - تُ ) بصوت كسر. 
           ولكن ماذا عن هذه الظاهرة، ظاهرة تبديل صوت الضم بصوت كسر عند اهل الجنوب، هل هو قاعدة شاملة ترد عند هؤلاء في كل مكان بحيث يمكن اعتبارها قاعدة أم هنالك اعتبارات أخرى لهذه الظاهرة؟. 
           للبحث في ذلك كنت أفضل أن يبحث أحد أبناء تلك اللهجة في ذلك، لما قد يتوفر عنده من الإحاطة والمعرفة التامة بتلك اللهجة الأمر الذي لا يتوفر لدي، اذ ان المسألة محتاجة لبحث متعمق فيما ارى. 
           ولكن لابد هنا من أن أوضح ملاحظاتي حول ذلك:

الملاحظة الاولى: 
           ملاحظتي الأولى متعلقة بظاهرة أن البذاويت، وبشكل عام، يميلون إلى كسر بعض ما هو بصوت ضم، ذلك بغض النظر عن السبب وراء تلك الظاهرة الآن فذلك مبحث آخر. 
           وللتدليل على ذلك فلنلاحظ التالي: 
1/ لعله من المعروف أن البذاويّت يسمون تلك الأداة التي يدقون فيها البن: ال( فُنـْدُقْ) يسمونها: ( فِنْدِقْوْ ) أو ( فِنْدِكْوْ ) أو (فِنْتِكْوْ )، وأيا كان مصدر الاسم، فما الذي حدث فيه؟ الواضح هنا هو أن أول الاسم – الفاء – قد كسر وهو مضموم في اصل الاسم .. وصوت الواو في آخر الاسم قصة أخرى(28).

2/ و الاسم ( سُكَّرْ ) المعروف أنهم ينطقونه: ( سِكْوَرْ ) وواضح كسر السين بعد ضم، ونحن نعرف مصدر الاسم ونعرف نطقه ونعرف معناه.

3/ وال ( تُـمْباك) من المعروف أنهم ينطقونه: ( تِمْـباكْوْ ) بكسر أول الاسم.

4/ و أل " جُمرك " ينطقونه : (جِمْرِكْوْ) والواضح أنه قد كسرت فيه الجيم البادئة.

5/ وليقول لك أحدهم: " شُكْرا " فإنه سيعبر عن ذلك بما هو أقرب للعبارة " شِكْـوِرَنْ " وهو بذلك يكسر أول العبارة بعد ضم، ويورد صوت واو – لا يرد في اصل العبارة - بعد الكاف.

6/ والمتجر- أل " دُكان"- يسمونه: ( دِكْوَانْ ) بكسر أول الاسم بعد ضم.

7/ وسيقولون لل (بُلُكْ)– طوب البناء: (بِلِكْوْ). 
.. وسيقولون لل (كُشْكْ ): (كْوِشِكْوْ)، ولل (تُكُلْ): (تِكْوِلْ)، ويقولون: (مِسْياكْوْ) للمُسواك .. و(شِكْورِ) لل (شُكري): الفرد من قبيلة الشكرية. .. وهكذا في عشرات الأسماء ذات التركيبة المماثلة. 
           فمن أين جاء كسر أول هذه الأسماء، ونحن نعرف أنها مضمومة في لغة المصدر ونعرف طبيعة نطقها وحقيقة معانيها، إذا لم يكن ذلك من قبيل ما قلناه عن ميل البذاويت لكسر بعض ما أوله بصوت ضم ؟. 
           ما الاحظه هو ان ال "هَـذَنْذِوَ" بصفة خاصة يميلون لكسر أكثر ما هو بصوت ضم؛ والظاهرة المذكورة تبدو وكأنها شاملة عندهم، ولكن وبالبحث فيها سيتضح الأمر وإلى أي مدى ستمتد هذه الظاهرة. 
           فبالإضافة إلى تبديلهم لصوت الضم القصير في أدوات التعريف إلى كسر، فإن ما هو مضموم الآخر من الأسماء، سواء كان ذلك الضم من أصل الاسم أو كان بتأثير قواعد اللغة، نلاحظ أن صوت الضم على آخر الاسم سيكسر عند أهل الجنوب؛ ولنتذكر أن أواخر الأسماء غالبا ما تكون ساكنة في البذاويت. وعليه سنورد أمثلة لأسماء الضم في أواخرها أصل فيها، وأسماء يضم آخرها بتأثير القواعد:

أسماء الضم في أواخرها أصل فيها: 
           (هَمُ): شعر حسب نطقه في الشمال، وسينطقونه في الجنوب: (هَمِ). (أرُ): مركب بحري "سمبوك" حسب نطقه في الشمال، وفي الجنوب سينطقونه: (أرِ) بالكسر؛ (سَبُّ): صحراء سينطقونه: (سَبِّ)، (تَرُ): مقدمة رأس او جبهة سينطقونه: (تَرِ).

أسماء يضم آخرها بتأثير القواعد: 
           (كامْ): مطلق جمل، سيتحول في الشمال إلى: (كامُ) بمعنى: جملي، (مِيـّكْ) سيتحول إلى: ( مِيـّكُ): حماري، وعند تعريف هذه الأسماء سيقولون: (أُ كامُ) ليعني: الجمل ملكي، تحديدا : "الجملي"- (أُ مِيـّكُ): الحماري .. بضم أداة التعريف وضم آخر الاسم؛ وعند أهل الجنوب ستنطق هذه الأسماء: (إ كامِ)- (إ مِيـّكِ) بكسر صوت الضم في أداة التعريف وفي آخر الاسم. وعند التأنيث سينطقونها: (تِ كامْتِ)، (تِ مِيـّكْتِ) أيضا بتبديل صوت الضم. 
           ظاهرة التبديل هذه هي التي أحسب أنها الفرق الوحيد بين أهل الجنوب وأهل الشمال في صوت الضم القصير، فهل هي ظاهرة تتم على الدوام في كل موضع وفي جميع الأحوال بحيث يمكن أن نعتبر ذلك قاعدة؟. 
الملاحظة الثانية: 
           بإلقاء نظرة على مسألة أخرى، ذات علاقة، يمكنها ان تساعد في تفسير وفهم بعض الظواهر هنا، ففي البذاويت يلاحظ الباحث ورود الكثير من المد. ولنورد بعض الأمثلة لتوضيح ما نريد: 
* للعدد اثنين نقول: ( مَلُ) .. و( مَلُوبْ) .. ما أريد التركيز عليه هنا- وبغض النظر عن الحالة الإعرابية لاسم العدد- هو الحركة على آخره، والواضح أن آخر الاسم ( مَلُ) مضموم. 
* للعدد سبعة نقول: ( أسَرَمَ) .. و(أسَرَمَابْ) وبغض النظر عن الحالة الإعرابية، فالواضح أن آخر الاسم مفتوح. 
* للرغيف نقول: ( هَذِ) .. و(هَذِيبْ) والواضح أن آخر الاسم ( هَذِ) مكسور.

اصوات المد في البذاويت ودلالاتها 
           الواضح هنا هو انه وعندما تم تحويل الاسم من صيغة (مَلُ) الى صيغة (مَلُوّبْ)، انه قد زاد صوت على أصل الصوت على آخر الاسم (الضم)، ونحن غير معنيين بذلك الإجراء هنا، ولكنا نلاحظ أن ما يحدث هو: 
( مَلُ) قد صارت: ( مَلُوّبْ) اي انه قد ورد صوت (واو) بعد اللام المضمومة؛ والمعروف هو إن صوت الواو هو المدة المناسبة لصوت الضم الذي يرد على آخر الاسم - اللام في حالتنا هذه. 
( أسَرَمَ) قد صارت (أسَرَمَابْ) اي انه قد ورد مد - صوت (الف)- بعد الميم المفتوحة؛ وإن صوت الألف هو المدة المناسبة التي ترد في الاسم الذي آخره صوت فتح؛ أي المدة التي تأتي عادة بعد صوت فتح. 
(هَذِ) قد صارت (هَذِيبْ) .. اي انه قد ورد صوت (ياء) بعد الحرف الشبيه بالدال المكسور؛ وصوت الياء هو صوت المدة المناسبة التي ترد بعد صوت الكسر. 
           من أغراض البذاويت الإضافة. وتأتي الإضافة في اللغة لتبيان أن أكثر من اسم قد اشترك إما في كون أنهم قد فعلوا فعلاً أو أنه قد وقع عليهم فعل أو أنهم يشتركون في صفة ما. تتم الإضافة في البذاويت بأداة وحيدة هي الواو، فنقول: 
I- (هْمَّدْ وَ هَسَنْ وَ رِهَنْ) 
(رِهَنْ): فعل ماضي بمعنى رأيت. (هُمَّدْ): محمد، (هَسَنْ): حسن. 
الواو المفتوحة بعد الاسم هي واو الإضافة. 
والعبارة معناها: رأيت محمد وحسن. 
ونلاحظ: 
أ- تقديم الإسم على الفعل. 
ب- تكرار واو الإضافة حتى بعد الاسم الأخير، إذا لا يصح قولك: (هُمَّدْ وهَسَنْ رِهَنْ). 
II- وتقول: 
(إيسَا وَ ألى وَ فَاتْنَا وَ إفْرأن). 
(إفرأن): خرجوا ، (إيسَ): عيسى، وعلى (إلِ) وفاطمة: (فاتْنَ). 
ونلاحظ: 
أنه إذا كان الاسم متحرك الآخر فإنه لابد من الإتيان بمدة تناسب الحركة على أخر الاسم. 
الاسم (إيسَ) آخره مفتوح، والمدة المناسبة للفتحة هي الألف فصار (ايسا). 
الاسم (ألِ) آخره مكسور، والمدة المناسبة للكسر هي الياء فصار (اليـ). 
الاسم (فاتنَ) قد صار (فاتنا). 
III- وتقول: (آشُوبْ وَ كِلْأوبْ وَ هَأَنْ): أحضرتُ سمكاً وقواقع. 
(هَأَنْ): أحضرتُ. (آشُ): سمك. (كِلْءُ): قواقع. 
ونلاحظ أن: 
أ‌- الاسم (آشُ) مضموم الآخر فتحول إلى (أشو). 
ب‌- الاسم (كِلْءُ) مضموم الآخر فتحول إلى (كِلْأو). 
ويمكنك القول: (آشُو وَ كِلْؤ وَ هَأَنْ) بحذف باء التذكير من الأسماء

كسر اواخر بعض الاسماء المضمومة اعراباً 
           وانطلاقا من الفكرة التي اثبتناها هنا، فكرة أن الصوت التالي للحركة على آخر العبارة إنما هو صوت ناتج من تلك الحركة وهو تابع لها وهو بالضرورة مناسب لها، لنناقش أسماء مثل: (كامُ) و (مِيـّـكُ) التي وضحنا أنها ستعرف: ( إ كامِ)- و( إ مِيّـكِ ) عند أهل الجنوب، فهل الكسرة على أواخرها قاعدة ثابتة في كل الأحوال؟. يبدو واضحا انه وعند إسناد الاسم "مفعولا" لضمير المفرد المخاطب، مثلا، فإن التركيب سيكون: 
( إ كامُوّكْ): الجمل ملكك، تحديدا: الجملك، و( إ مِيـّكُوّكْ ): الحمارك؛ ونلاحظ التالي: 
* ان الحركة على اداة التعريف في العبارة حركة كسر. 
* أن الحركة على آخر الاسم قد تغيرت، فبعد ان كانت حركة كسرك (إ كامِ) صارت: (إ كامُ- وكْ)، اي ان الحركة قد عادت الى ما كانت عليه في اصلها.. وإلا فمن أين جاء صوت "الواو" هذا بعد (كامِ ) المكسور آخره إذا لم تكن هي المدة المناسبة والناتجة عن الحركة الأصلية على آخره: (الضم). فكما قلنا فإن المدة المناسبة للكسر على ميم (كامِ) هي الياء وليست الواو. 
           أي أنه إذا كان أمر كسر آخر الااسم قاعدة فأنه من المفترض أن يكون نطق الاسم شيئا مثل: (إ كامِيكْ) أو ( إ مِيـّكِيـّكْ) – بالمدة المناسبة للكسر على آخر الاسم – إذا كان النطق: ( إ كامِ)- و( إ مِيّـكِ) أصلا في الاسم. 
           أي أنه وعند الإسناد رجع الصوت في آخر الاسم لحالته الأصلية وهي الضم بدليل المدة التي جاءت بعد الاسم: "صوت الواو". 
           بل أن ما يمكن استنتاجه هنا هو أنه وعندما يقول قائلهم: ( إ كامِ)- و( إ مِيّـكِ) فهو في معطياته اللغوية المختزنة في ذاكرته منذ نشأته يعرف ماهية الحركة الأصلية على آخر الاسم وهو مبرمج على القاعدة حتى اذا كان لا يعرفها، إذ انه وعند الإسناد لا يتردد ولا يخطئ في إدخال صوت "واو" وبتلقائية في نهاية الاسم (كامِ) رغما عن انه يكسر آخره في وضع آخر.

كسر اواخر الأسماء مضمومة الأصل 
           وفيما يتعلق بالأسماء مضمومة الأواخر في أصلها فإن ما يجري عليها هو التالي: 
في عبارة مثل العبارة: ( أرِ)، والتي وضحنا انها تنطق ( أرُ) في الشمال، فإنه لن يقول شيئا غير: (أرُوّىْ نِيـّفِ) إذا اراد ان يقول: نحن في سنبوك، ولن يقول في: (سَبِّ) شيئا غير: (سَبُّوّتِيبْ نِيّفِ) إذا أراد أن يقول: نحن في صحراء، وذلك تماما نطق كل البذاويت لتلك الجمل. 
أي أنه إذا كان كسر آخر الاسم أصلا فينبغي أن تنطق العبارة شيئا مثل: (أرِيـىْ نِيـّفِ) .. أو (سَبِّـيّـتِيبْ نِـيّفِ) بالحفاظ على كسر آخر الاسم. وسيقول: (تَرُوّتْسَمْتِ) بمعنى: مقابلة اثنين في خلوة " للتشاور"، أي أنه إذا كان كسر آخر الاسم أصلا فيه فينبغي أن تنطق العبارة شيئا مثل: ( تَرِيّـتْسَمْتِ). وسيقول: ( إ قَوُو تِ تَرُوّتْـيُوّكْ إهَـ): منزله مباشرة أمامك، فإذا كان كسر آخر الاسم أصلا فينبغي أن تنطق العبارة شيئا مثل: ( إ قَوُو تِ تَرِيّـتْيِـيـّـكْ إهَـ)- لاحظ في الجملة: (إ قَوُو تِ تَرُوّتْـيُوّكْ إهَـ) انه يكسر تاء تعريف الاسم ولا يكسر راء (تَرُ).

تبديل الضم الاصلي في بداية الأسماء بكسر 
ذلك فيما يتعلق بأواخر الأسماء، فماذا عن الأسماء مضمومة الأول ضما قصيرا في اصلها؟ 
ولنتذكر الاسماء التي اوردناها باعتبارها اسماء قد دخلت على اللغة من لغات اخري (فقرة: البذاويت ميالون الى كسر بعض ما هو بصوت ضم) وما تم فيها من تبديل للضم بكسر وايراد صوت الضم في موقع آخر من الاسم.

كسر أداة التعريف أهو قاعدة ثابتة؟ 
وماذا عن كسر أداة التعريف؛ أهو قاعدة ثابتة أم أنه ينطبق عليه ما قلناه عن الأسماء؟. 
يثبت البحث أن ذلك أيضا ليس بقاعدة ثابتة في كل الأحوال، إذ سنجد عند اهل الجنوب صورا مختلفة لأدوات التعريف المضمومة.

الاسم المفرد المؤنث: 
الاسم المفرد المؤنث نجد أهل الجنوب يسكنون أداة تعريفه، بدلا عن كسرها، إذا كان الاسم يبدأ بألف أو هاء: 
أ / فالاسم: ( أبَ ): خور سيعرفونه: ( تْ أبَ ) بتسكين أداة التعريف وليس: ( تِ أبَ )؛ والاسم: ( ألَ ): رقبة أو حبة خرز سيعرفونه: (تْ ألَ) وليس: (تِ ألَ)، فإذا كان كسر اداة التعريف قاعدة فما موجب تسكينها في هذه الحالة؟. وأهل الشمال سيقولون: (تُ أبَ) و(تُ ألَ). والمهم ذكره هنا، وكأمر ذو دلالات لايمكن اهمالها او تجاهلها، هو ان العبارتان: (تِ أبَ) و(تِ ألَ)- بكسر اداة التعريف- تعني جمعًا عند كل البذاويت. 
ب / والاسم: (هَوَتْ): سعن اللبن سيعرفه اهل الجنوب: (تْ هَوَتْ) بتسكين تاء تعريفه وليس بكسرها: (تِ هَوَتْ)؛ (هَدَلْ): أسود، وفي حالة تأنيثه: سوداء سيعرفونه: (تْ هَدَلْ) .. وأهل الشمال سيقولون: (تُ هَوَتْ) و( تُ هَدَلْ).

الاسم المفرد المذكر: 
إذا كان الاسم منهم يبدأ بألف أو هاء تبدل أداة تعريفه إلى الواو الساكنة، بدلا عن الكسر: 
أ / فالاسم: (أوِ ): حجر سيعرفونه: ( وْ أوِ) بالواو الساكنة. والاسم: ( أمْنَ ): " ضيف" سيعرفونه: (وْ أمْنَ)، وأهل الشمال سيقولون أيضا: (وْ أوِ) و(و أمْنَ) ايضا. 
ب / والاسم: ( هَوِلْ ): عام أو سنة سيعرفونه: ( وْ هَوِلْ) : العام، والاسم: ( هَمُورْ ): فلَس أو فقر سيعرفونه ( وْ هَمُورْ ): الفلَس أو الفقر. وأهل الشمال ايضا سيقولون: ( وْ هَوِلْ) و( وْ هَمُورْ)... 
           إذن فإن كسر المجموعة محل البحث لأداة التعريف ولأواخر الأسماء، إن ذلك ليس بقاعدة بل هو تعبير يرد في بعض المواقع ولا يرد في غيرها لاعتبارات ليست منظورة بالنسبة لي الآن. وربما كان ذلك لصعوبة ما في نطق صوت ضم قبل الألف والهاء، ولعل الغرض من ذلك هو محاولة تفادي نطق صوت الضم القصير، فإذا كان ذلك كذلك فستكون المسألة أيضا مسألة تراتب او توالي أصوات، أي أن المسألة مسألة صوتيات. 
           ولنتذكر أنه قد لاحظنا في مجموعة الأسماء قصيرة الصوت المفردة المذكرة: (أوّ كامْ)، ( أوّ كْلاىْ)، (أوّ سْيامْ)، (أوّ فْنَ)، ( أوّ رْبَ)، ( أوّ تَكْ)، (أوّ بْهَرْ)، (أوّ سُوقْ)، ( أوّ دِشْ) وفي الأسماء المفردة قصيرة الصوت المؤنثة: (تُوّ نَ)، ( تُوّ فْنَ)، ( تُوّ رِ)، ( تُوّ مُوسْ)، قد لاحظنا أنها قد اخذت وعند كل البذاويت أدوات التعريف ( أو) و( تو)، وأن الأداتان مضمومتان ضما طويلا؛ وان الاختلاف سيكون في الادوات قصيرة الصوت. 
           ومن ناحية أخري لاحظنا في أسماء الجموع المذكرة: ( إِيـّ نْـدَ)، ( إِيـّ نْـأَلْ)، ( إِيـّ تْجَارْ)، ( إِيـّ كْتـَبْ)، وفي مجموعة أسماء الجموع المؤنثة: ( تِيـّ مَءْ)، ( تِيـّ نْـأَىْ )، ( تيِـّ وَوْ )، ( تِيـّ كْـوَرْ)، ( تيِـّ سْءَ)، لاحظنا أنها قد اشتركت في أداة تعريف الجموع المكسورة: ( إيـّ) و ( تِيـّ) أي إنها قد أخذت اداة مكسورة كسرا طويلا، وهكذا عند كل البذاويت؛ وسينحصر الخلاف في الادوات قصيرة الصوت. 
           يتضح من هذا أن الأسماء المفردة مذكرة ومؤنثة قد أخذت أداة مضمومة سواء كان ضما قصيرا أم طويلا، وأن أسماء الجموع مذكرة ومؤنثة قد أخذت أداة مكسورة كسرا قصيرا أم طويلا. 
           وبالتالي، وبناء عليه، فإن قولنا بأن أداة التعريف المضمومة في البذاويت تعبر عن المفرد والمكسورة تعبر عن الجمع، أن تلك المقولة ليست خطأ كلها وأنها، وفيما يبدو واضحا، القاعدة في ذلك. 
           وقد قلنا أن نطق صوت أدوات التعريف طويلة الصوت مضمومة (أوّ)، (تُوّ)، قلنا أن ذلك قاعدة شاملة عند كل البذاويت؛ وقد وضحنا هنا، قدر استطاعتنا، حقيقة الاختلاف بين أهل الجنوب وأهل الشمال فيما يتعلق يتعلق بصوت الضم القصير. 
           والمهم هنا تبيان أن هنالك أسماء منتظمة تتسق مع القاعدة:(
Regular Nouns) وأن هنالك أسماء، ولأسباب متعلقة بأصواتها، لا تتسق معها:(Irregular Nouns) وهذه الاسماء محتاجة لبحث أوفى لاستنباط قواعدها.

الإشكالية التي ستظهر من ذلك 
           ولكن ما هي الإشكالية التي ستظهر للباحث، أو لأي شخص لا يعرف اللغة في ذلك؟. إن ذلك الباحث سيصعب عليه معرفة الفرق في مؤدى أدوات التعريف والأمر سيشكل في حالة التعبير عن المفرد أو الجمع مما سيؤدي الى ربكة في المعاني، ولقد تحدثنا منذ قليل عن أداة الاسم المفرد المذكر المضمومة ( أُ) و(تُ) وأبنا كيف أن أهل الجنوب سينطقونها مكسورة ( إ ) و(تِ) والتي هي أدوات تعريف الجموع وعند كل البذاويّت- اهل الجنوب وغيرهم- ومن هنا تأتي الربكة والخلط في الاسم المعرف أهو جمع أم مفرد !! 
           ومن ناحية اخرى فإنه وعند من لا تعرف لغته الأم غير اداة واحدة للتعريف فإن في تعدد ادوات التعريف في البذاويت واختلاف نطقها- رغم ثبات مؤداها- اسبابا اضافية تجعله يعتقد بان هنالك عدم انتظام في النطق او سيولة في المعني او انعدام في القاعدة. 
          يقول
E.M. Roper في صفحة(7)من مؤلفه (Tu Bedawie) إن (حروف الحركة في البذاويت لا تنطق بشكل منتظم وواضح كما يحدث في الفرنسية والإيطالية، إذ أنها تميل إلى عدم الثبات كما في العربية الدارجة، للدرجة التي يحتار فيها المرء بأية طريقة يكتبها)، وإن ( تلك الحروف ميالة أيضا للمد/ المط والإمالة). ويقول في صفحة (2) إن ( قواعد البذاويت أبعد من أن تكون سهلة، وأنه يبدو مستحيلا وضع قواعد ثابتة لا تسمح باستثناء). ويقول عن مؤلفه: " إن المادة قد جمعت بشكل أساسي في سنكات ومن رواة من قبيلة الإميـّراب من الهذنْدِوَ"- راجع مقدمة الكتاب.

أدوات التعريف: ( إ - تِ) حامية، والأدوات: ( أو - تو) عبرانية 
           ولنرد الآن الى مناقشة الفكرة الاخرى.. وكما اوردنا فإن الباحث /ادروب عبدالله يورد- صفحة (27)- أن الأدوات: ( إ - تِ) أدوات حامية، وأن الأدوات: ( أو - تو) أدوات عبرانية. 
           لعلنا قد أثبتنا هنا أن الاختلاف بين مجموعات البذاويت في ذلك ليس اكثر من اختلاف لهجة ولا شيء غير ذلك. أي أنهم ينطقون هذه الأدوات بهذه الاختلافات وهم، وكما وضحنا، يعرفون حقيقة نطقها وبأية أداة يسبقون الاسم وفقًا ل: (طبيعة جنسه) مذكرا أو مؤنثا، او وفقًا ل: (عدده) .. إفراده أو جمعه، او وفقًا ل: (صوته) طويلا أم قصيرا، او وفقًا ل( إعرابه) .. موقعه في الجملة. 
           ولنعود لرأي الباحث حول أدوات التعريف: ( أو - تو)، والنقاش حول مصدرهما. 
           ولإبداء رأي حول ذلك ينبغي الإلمام باللغة العبرية؛ ويجب أن أوضح أن معرفتي باللغة العبرية ضعيفة، ولكنه ومن المعلومات المتوفرة لدي من اضطلاعي ومن بعض الحوارات التي أجريتها حول المسألة فإن أداة التعريف في العبرية تأتي سابقة للاسم، وهي أداة واحدة، كما في العربية، وتلك الأداة هي (الهاء). يتم التعريف في العبرية (بحرف هَـ بتشديد الحرف بعدها، مثل الـ في العربية)(29). وتصوت عادة (ها)، ومن أمثلة ذلك:

تعريف الاسم المفرد المذكر: 
(نجب) تعني: جنوب أو نقب ويعرف: ( هـ- نجب): الجنوب أو النقب. 
(يردن):أردن، وتعني قمة أو جرف، وتعرف: (هـ- يردن): وتعني الأردن أو الجرف أو القمة 
(30) 
( يم) تعني: بحر، وتعرف ( هـ - يم ): البحر. 
( بـ ءر هـ- شبع) تعني: بئر السبع. 
( ءشت هـ- ملك) تعني: زوجة الملك.

تعريف الاسم المفرد المؤنث: 
(حدشا) تعني: حديثة، وتعرف ( هـ- حدشا): الحديثة. 
(تمنا) تعني: صورة، وتعرف (هـ- تمنا) الصورة.

المثنى والجمع في العبرية: 
           التثنية والجمع في العبرية يتمان بإضافة ( ياء وميم) في آخر الاسم المفرد المذكر فيقال: ( شعلب) في ثعلب، ويثنى أو يتم جمعه: (شعلبيم)، ( شدِ ): ثدي، ويثنى أو يتم جمعه: ( شديم )، ( ءلن): شجرة كبيرة ويثنى أو يتم جمعه: ( ءلنيم).

تعريف المثنى والجمع المذكر: 
(شعلبيم) ويعرف: ( هـ- شعلبيم): الثعالب. 
( شديم ) ويعرف: ( هـ- شديم ): الأثداء. 
( ءلنيم) ويعرف: ( هـ- ءلنيم): الأشجار الكبيرة.

المثنى والجمع المؤنث: 
           الاسم المفرد المؤنث في العبرية يثنى أو يتم جمعه بإضافة: ( وت) في آخره، فيقال: 
( تمنا): صورة، ويثنى أو يتم جمعه: ( تمنوت)، 
(منرا): حمل "مؤنث" ويثنى أو يتم جمعه: ( منروت)، 
(سب): مقعد كبير، ويثنى أو يتم جمعه (سبوت).

تعريف المثنى والجمع المؤنث: 
يتم تعريف المثنى والجمع المؤنث بإضافة أداة التعريف (هـَ): 
(تمنا): صورة، وتعرف جمعا: ( هـ- تمنوت). 
(منرا): حمل "مؤنث" وتعرف جمعا: ( هـ- منروت). 
(سب): مقعد كبير "مؤنث"، وتعرف جمعا: ( هـ- سبوت). 
           إذن فإن العبرية تعرف أداة تعريف واحدة هي الهاء، وعليه يتضح أنه ليس هناك مجال للقول بأن الأداتين ( أو - تو) أدوات عبرانية المصدر.

البذاويت يتحدثون لغتين مختلفتين 
           أما عن الفكرة الواردة حول أن البذاويت يتحدثون لغتين مختلفتين فهذه فكرة جديدة وجديرة بالاهتمام والبحث العميق والمكثف لإثباتها. 
           والفكرة مبنية، وكما سبق، على ملاحظة الباحث لتباين دخول أداة التأنيث على الفعل "في حالة الفعل الماضي" في البذاويت، إذ أن ذلك يتم بطريقتين مختلفتين. وأن ذلك فيما رأى الباحث اثر آسيوي/(عبراني) وآخر (حامي) في البذاويت، ويدلل عليه بقائمتين أوردهما في صفحة ( 23). الأولى توضح دخول تاء التأنيث قبل العبارة في حالة التعبير عن الفعل الماضي: ( تِدِفْ)، ( تِكْوِبَرْ)، ( تِبْأرْ)، ( تِكْوِبَسْ)، والقائمة الثانية توضح دخول تاء التأنيث بعد العبارة: ( قِيقْتَ)، ( هُوقْتَ)، ( تَلَوْتَ)، ( جْأمْتَ). 
           وفي سبيل مناقشة الفكرة نورد التالي: 
           أود أن أضيف في البداية أن ذلك يتم ليس في حالة الفعل الماضي فحسب، بل وفي حالة الفعل المضارع أيضا: ( تِنْدِيفْ)،( تِتْكْوَبِيرْ)، (تِنْببْـإيرْ)، ( تِتْكْوَبِيسْ) وفيما يتعلق بالمجموعة الثانية: (قِيقْتِنِ)، (هُوقْتِنِ)، (تَلَوْتِنِ)، (جْأمْتِـنِ) والنون في اواخر العبارات ضمير الغائب، واصل العبارات هو: (قيق)، (هُوقْ)، (تَلَوْ)، (جْأمْ) " أصل نطق العبارة: (جْأمْتِـنِ) هو ( ذْأمْتِـنِ) بتركيب بالحرف الشبيه بالدال". 
ثم نوضح أن أفعال الأمر للاسم المفرد المذكر من العبارات الواردة في المجموعة الأولى هي: 
( دِفَ)، (كُبَرَ)، ( بْأرَ)، (كُبَسَ) .. ومن العبارات في المجموعة الثانية هي: (قِيقَا)، (هُوقَا)، ( تلَوَا)، (جْأمَا) .. أي أن المجموعة الأولى قد ركب فعل الأمر منها بإيراد فتح على آخر العبارة، وأن المجموعة الثانية يركب فعل الأمر منها بإيراد (مد) بعد الفتح على آخر العبارة، إذن يتضح بداية أن هنالك ثمة فرق من حيث الأصوات بين العبارات في المجموعة الأولى والعبارات في المجموعة الثانية. 
ثم أراه مهما، ولأغراض مناقشتي لتوضيح قضية الفرق بين العبارات، أن نرصد مصدر كل عبارة... 
ففي المجموعة الأولى العبارة: ( تِدِفْ) مصدرها هو: ( دَافْ) ومعناها: ذهاب، 
( تِكْوبَرْ) مصدرها: (كُـبُورْ - كْوِبُورْ) ومعناها: انزال، 
( تِبْأرْ) مصدرها هو: ( بْأرِ): إستيقاظ، 
(تِكْوبَسْ) مصدرها: (كُـبُوسْ): تغطية. 
وفي المجموعة الثانية: العبارة: (قِيقْتَ) مصدرها هو: (قِيقْ) ومعناها: ذهاب، 
(هُوقْتَ) مصدرها: (هُوقْ): نزول، 
( تَلَوْتَ) مصدرها: ( تَلَوْ): تفتح أو استيقاظ، 
العبارة: (جْأمْتَ) مصدرها هو: (ذْأمْ) ومعناها: اختباء. 
أي أن المجموعة الأولى في مصادرها هي: ( دَافْ)، (كُـبُورْ )، ( بْأرِ)، ( كُبُوسْ). و المجموعة الثانية مصدرها: ( قِيقْ) و ( هُوّقْ) و ( تَلَوْ ) و ( ذْأمْ). 
ونلاحظ في ذلك ملاحظتين: 
الأولى: متعلقة برأيي حول نطق الباحث او كتابته للعبارتين: (تِكْوِبَرْ)، و(تِكْوِبَسْ)؛ وبدون اداة التأنيث ستكون العبارتان: (كْوِبَرْ)، و(كْوِبَسْ) بإيراد صوت واو بعد الكاف، وتنطق في الشمال: (كُبَرْ)، و(كُُبَسْ). والاسماء منها هي: (كْوِبُورْ)، (كْوِبُوسْ) في الجنوب، وفي الشمال: (كُـبُورْ) و(كُـبُوسْ). 
فإذا اردنا تعريف الاسماء منها فإنه ورغما عن نطقه للاسماء منها: (كْوِبُورْ)، (كْوِبُوسْ)- بإيراد صوت الواو بعد الكاف- إلا انه عند التعريف سينطقها: (أوّ كْـبُورْ)، (أوّ كْـبُوسْ). 
ونتساءل عن صوت الواو، بعد الكاف، والذي لم يرد عند التعريف؟. 
و بملاحظة ضم اول الاسم، فإن هذا يذكرنا بما قلناه عن ميل للهذنذوَ لكسر ما هو مضموم الأول. واذا وافقنا على ذلك، فان صوت الواو (بعد الكاف) يسهل تخريجه. 
الثانية: وبما ان العبارات قد تحولت إلى أسماء، فانه وبتعريف هذه الأسماء فإن تعريف المجموعة الأولى الأولى سيكون: ( أوّ دَافْ)، (أوّ كْوِبُورْ)، ( بْأرِ)، (أوّ كْوِبُوسْ) .. والعبارة ( بْأرِ) محتاجة لمعالجة فالصيغة ( بْأرِ) صيغة جمع إذ لا يمكن تعريفها إلا على صيغة: (إ بْأرِ) جمعا، ولم اسمع فيها صيغة للمفرد والتي ربما وردت على صيغة: (بْآرْ) بمد بعد الباء، فإذا أردنا تعريفها فستكون: (أو بْآرْ). 
ونلاحظ ان المجموعة قد اخذت اداة التعريف طويلة الصوت. 
وبما اننا قد توصلنا في بحثنا حول ادوات التعريف الى عكسية العلاقة بين الاسم واداة تعريفه، وبما ان الاداة هنا طويلة الصوت، إذن فإن هذه اسماء قصيرة الصوت. 
وتعريف المجموعة الثانية سيكون: (أُ هُوقْ) و(أُ تَلَوْ) و(أُ ذأمْتِ) و(أو قِيقْ). ويبدو أن العبارة: (قِيقْ) محتاجة لمزيد من البحث حيث أنه لا يمكن تعريفها إلا على صيغة: (أو قِيقْ). ونلاحظ ان بقية الاسماء قد اخذت اداة التعريف قصيرة الصوت. 
وبتذكر عكسية العلاقة بين الاسم واداة تعريفه التي وضحناها، وبما ان الاداة هنا قصيرة الصوت، إذن فإن هذه اسماء طويلة الصوت. 
ونلاحظ هنا ان تاء التأنيث قد جاءت قبل المجموعة الاولى: ( تِدِفْ)، ( تِكْوِبَرْ)، ( تِبْأرْ)، ( تِكْوِبَسْ)، 
أي أنه وفي المجموعة الأولى "قصيرة الصوت" قد جاءت أداة التأنيث قبل العبارة. 
ونلاحظ ايضا ان تاء التأنيث قد جاءت بعد المجموعة الثانية: ( قِيقْتَ)، ( هُوقْتَ)، ( تَلَوْتَ)، ( جْأمْتَ). 
اي أنه وفي المجموعة الثانية "المجموعة طويلة الصوت" قد جاءت أداة التأنيث بعد العبارة.

دلالات العلاقة بين مكونات العبارات في البذاويت 
           اي ان القاعدة في ذلك، وببساطة، هي انه متى ما كان الاسم قصير الصوت فان اداة التأنيث ترد قبل الاسم، وانه ومتى ما كان الاسم طويل الصوت فان اداة التأنيث ترد بعد الاسم. 
           ومسألة أن العلاقات بين الكثير من مكونات الكلام في البذاويت إنما هي علاقات أصوات مسالة واسعة ومثيرة لفضول الباحث .. ولنقارن ذلك بالتالي: 
( أَسْنَفِرْ) عبارة معناها: جعلته حلوا، و( نَفِرْ ): صفة بمعنى: حلو. 
(أسْدَوِلْ) عبارة معناها جعلته قريباً، و( دَوِلْ): صفة بمعنى قريب. 
إذن فإن الأداة (أس) في اللغة أداة سببية وهي تعني: جعلت. 
ويقولون: 
(أَسَّدِقْ):جعلته يفك أو يطلق. ولكن فك أو إطلاق في اللغة هي عبارة: (فَدَقْ)، ولنلاحظ ان العبارة ( فَدَقْ) تبدأ بحرف الفاء. 
( أسَّـتَه): جعلته يخاصم. ولكن العبارة بمعنى "خصام" في اللغة هي: ( فِتُهـَ)، والعبارة ( فِتُهـَ) تبدأ بحرف الفاء. 
( أَسَّتِكْ): جعلته يقتلع. وعبارة " يقتلع " في اللغة هي: ( فِتِكْ) والعبارة ( فِتِكْ) تبدأ بحرف الفاء أيضا. 
ولعلنا قد لاحظنا، وعند تركيب العبارات بالأداة (أس)، أنه قد اختفى صوت (الفاء) البادئ للعبارات وأنها ليست كما في المجموعة الأولى: (أَسْنَفِرْ )، (أسْدَوِلْ) حيث ان العبارتان (نَفر) و(دَوِل ) موجودتان عند نطق العبارة بعد الأداة: (أس)!! 
           والمسألة تذهب ابعد من ذلك، وسنستعين بحوارات قصيرة لتوضيح ما نريد: 
(أ) إذا طلب أحدهم من آخر أن يعترف أو يقر بفعل شيء والآخر ينكره، وللأول وسائله التي تمكنه من جعل الآخر يعترف فإن الحوار سيكون: 
الأول: ( تُوّ نَ فِذَذَ) - (تُوّ): أداة التعريف للمفرد المؤنث، ( نَ) بمعنى شي، و(فِذَذَ) فعل أمر بمعنى: اعترف.. 
لاحظ أن العبارة (فِذَذَ) تبدأ بصوت الفاء أيضا. 
الثاني: (كَافْذَذْ) - (كا) أداة نفي والعبارة معناها لا اعترف. 
الأول: (أَشِّـذِذْهوك أند): سأجعلك تعترف- لاحظ ما آل إليه حرف الفاء في بدية العبارة (فِذِذْ). 
لكن (أَشِّذِذْ) هي (أَسْ) + (فِذِذْ) وربما نطق بعضهم العبارة: (أَسْفِـذِذْهوك أند). 
(ب) وإذا طلب منه أن يقطم (يقرم) شيئاً بأسنانه وذلك يرفض فالحوار سيكون: 
(تُونَ فذَءَ) : أقطم الشيء. 
(إيْفذءْ كَادِ) : لن أقطمه. 
(أشِّذْأهُوكْ أنْدِ) : سأجعلك تقطم. 
ولكن ( أشِّذَءْ ) هي ( أِسْ – فِذَءْ ). 
(ج) وإذا طلب منه أن يقوِّم أو (يعدل) شيئاً معوجاً، وذلك يرفض: 
- (تُونَ فِذِذَ) : قوم الشيء. 
- (إيفذِذْ كادِ) : لن أقوم. 
- ( أشِّذِذْ هوك أند) سأجعلك تقوم. 
ولكن ( أشِّذِذْ) هي (أس - فذذ). 
(د) وإذا طلب منه أن يقلب - يسوط - شيئاً (طعاماً مثلاً) وذلك يرفض: 
- (توْنَ فِذِىَ) : قلب الشيء. 
- (إفاذْ كاد) : لن أقلب. 
- ( أشِّذْهوك أندِ) : سأجعلك تقلب. 
ولكن (أشِّذْ) هي ( أسْ - فِذْ). 
           والظاهرة تتكرر ولكن في محيط آخر: 
( أَشْبَذَءْ): عبارة تعني: جعلته يبتعد أو جعلته بعيدا- أبعدته. وما حمل المعنى " جعلته" هي الأداة: (أس)، و( بَذَءْ) تحمل المعنى الآخر في العبارة .. لاحظ حرف الباء في بدية العبارة.
( أشْباذِنْ ) تعني: جعلته ينسى. وما حمل المعنى: "جعلته" هي هي: (أس)، و(باذِنْ) تحمل المعنى الآخر في العبارة .. لاحظ حرف الباء في بدية العبارة بعد الأداة: (أس). 
           والظاهرة تتكرر أيضا .. ولكن بشكل آخر: 
( أشِيشَلِكَ) تعني: جعلت شيئا يقل أو "قللت شيئا"، وأصل العبارة هو: ( شَلِكْ) وتعني: قليل. 
( أشِينْشُوفَ) تعني: جعلت شيئا يخف أو "خففت شيئا"، وأصل العبارة هو: ( شُوفْ) وتعني: خفيف. 
( أشِيشْبـُوبَ) تعني: جعلت شيئا جيدا أو "جودت شيئا"، وأصل العبارة هو: ( شِبُ) وتعني: حُسن. 
فما الذي حمل المعنى: جعلت؟ 
           والظاهرة تتكرر أيضا .. ولكن بشكل آخر: 
- (ذِبْسْ) : والعبارة لا تعني شيئا غير: جعلت او سأجعل " شخصا مثلا" يقع، وأصل (ذِبْسْ) هو (ذِبْ) بمعنى وقوع فماذا يحمل المعنى: "جعلت" في العبارة؟ لا نحس شيئا غير صوت السين المكسورة بعد (ذِبْ). 
- (جْهَسِ): سأجعل (آحر) يشحذ، وأصل (جهس) هو (جَهْـ) بمعنى شحذه. فما الذي يحمل المعنى "سأجعل"؟. 
- (مْهِيلْسِ ): سأجعله يداوي، وأصل (مهيلس) هو (مْهِيلْ) بمعنى دواء. 
- ( قِيـقْسِ): سأجعله يذهب، سأبيع "شيئا" واصلها: ( قِيـقْ). 
ولكن شكل تركيب العبارة هنا مختلف تماما عما سبق. 
والواضح أن التركيب يأتي على ستة حالات: 
الأولى: تحتفظ فيها الأداة والعبارة بعدها بشكليهما: (أَسْنَفِرْ)= (أَسْ - نَفِرْ)، (أسْدَوِلْ)= (أسْ - دَوِلْ). 
الثانية : [ (أَسَّدِقْ) = ( أَسْ – فَدِقْ)]، [ (أسَّـتَة) = ( أسْ – فتَة) ]، [ (أَسَّتِكْ) = (أَسْ – فَتِكْ) ] .. الواضح انه قد اختفي فيها صوت الفاء البادئ للعبارة عند دخول الأداة وتظهر شدة على سين (أس) دلالة على محذوف في العبارة وهو الفاء. 
الثالثة : تختفي فيها سين ( أس) وصوت الفاء البادئ للعبارة معاً، ويظهر "بدلا عنهما" صوت شين مشددا لا يرد في أصل صوت الأداة ولا العبارة التالية لها: (أَشِّـذِذْ)، ( أُشِّذءْ )، ، والشدة دلالة على محذوف في العبارة وهما "سين أس والفاء البادئة للعبارات". 
ولنلاحظ أن ذلك يتم عند دخول (أس) على اسم يبدأ بحرف الفاء يتلوه- شرطا- الحرف الشبيه بالدال. 
الرابعة : أما العبارات: ( أَشْبَذءْ )، ( أشْباذِنْ) فالواضح أن ما حدث فيها هو اختفاء "سين" ( أس) وظهور"شين" بدلا عنها، وبقاء الجزء الذي حمل المعنى الآخر في العبارة كما هو. 
ولنلاحظ أن ذلك يتم عند دخول (أس) على صفة أو اسم يبدأ بالباء يتلوه – شرطا – الحرف الشبيه بالدال .. والواضح أيضا أن العلاقة هنا علاقة أصوات. 
الخامسة : لأن العبارة تبدأ بصوت الشين فإنه يستثقل سبقها بصوت سين، أي أن هناك ثقلا في أن تنطق العبارة شيئا مثل: ( أسِيشَلِكَ) ( أسِينْشُوفَ) ( أسِيشْبـُوبَ) لذلك استبدل صوت السين في ( أس) السببية بصوت الشين. 
السادسة : تأتي فيها الأداة بعد العبارة وليس قبلها: (ذَابْسِ)، (جْهَسِ)، ( مْهِيلْسِ) ( قِيقْس) .. ويختفي صوت الألف البادئ للأداة: ( أسْ). والسؤال هو: لماذا يتغير تركيب العبارة في كل حالة؟ 
           لا يمكننا القول، طبعا، بأن ذلك من قبيل لغتين مختلفتين ما لم نستطع ان نحدد هاتين اللغتين، وان نحدد وعبر البحث وجود هذه السمات في اللغتين. والإجابة على سؤالنا تكمن داخل اللغة .. والقضية هي: كيف نستخلص القاعدة؟. والقضية فيما أرى قضية صوتيات أيضا. 
           فإلى جانب ملاحظات أخرى في ذلك لنلاحظ أن الصفات: (نَفر): حلو، ( دَوِل): قريب، ( فِذَذْ) فعل والصفة منه: (فَذَاذْ): معترف، (فِذَءْ) فعل والصفة منه: (فَذَءْ)، (فِذَذْ) فعل والصفة منه: (فَذَاذْ): قويم، (فِذِي) فعل والصفة منه: (فَذايْ)، (بِذَءْ) فعل والصفة منه: (بَذَءْ): مبعد، و(باذِنْ) فعل والاسم منه: (بِذْنِ): نسيان.. فإدا اردت تعريف ايا منها تقول: (أُ نَفر)، (أُ دَوِل)، (أُ فَذَاذْ)، (أُ فَذايْ)، (أُ بِذْنِ) ونلاحظ انها قد اخذت كلها ادوات قصيرة الصوت وذلك دليلنا على انها عبارات طويلة الصوت؛ ولنلاحظ أن الأداة ( اس ) السببية قد جاءت قبلها. 
وأن العبارات: ( ذِبْ ) و( جَهـْ) و( مْهِيّـلْ) و( قِيقْ) عبارات قصيرة الصوت، فإذا اردت تعريفها فهي: ( أوّ ذِبْ)، ( أوّ جَهـْ)، ( أوّ مْهِيّـلْ)، و( أوّ قِيقْ) واخذت كلها ادوات طويلة الصوت مما يدل على انها عبارات قصيرة الصوت ولنلاحظ أن الأداة السببية قد جاءت بعدها. 
           إذن فإن علاقة التركيب بالأداة (أس) السببية علاقة صوتيات لا اكثر، وأنه وعندما تكون الصفة أو الاسم طويل الصوت فإن الأداة تأتي قبله، وعندما يكون الاسم أو الصفة قصير الصوت فإن الأداة تأتي بعده. 
           وما يمكن تصوره هنا هو أن كلام البذاويت يصدر في جمل صوتية متناغمة او في " هارموني"؛ ولننظرلجملة مثل: ( أو رَ تُوّ رِ يْأرِبْ): ورد الظبي البئر، تحديدا: الظبي البئرَ ورد، ولنلاحظ التقسيم الصوت في الجملة المذكورة: 
           القسم الاول من الجملة: الفاعل معرفا: [الصوت الطويل في بداية العبارة (أو)- أداة تعريف الاسم المفرد المذكر قصير الصوت الفاعل بالقيمة (8) والتي تصل الى (اوو)- لابد أن يعقبه صوت قصير: (رَ ): ظبي= صوت قصير بالقيمة (1)]... أي (صوت طويل يعقبه صوت قصير).        القسم الثاني من الجملة : المفعول معرفا: [الصوت الطويل الممال: (تُوّ): أداة تعريف الاسم المفرد المؤنث قصير الصوت المفعول بالقيمة (9)- لابد أن يعقبه صوت قصير: (رِ ): بئر، صوت قصير بالقيمة (4)] أي (صوت قصير يعقبه صوت طويل).. وذلك للمحافظة على " الهارموني" وليكتمل تنغيم الجملة وذلك مرتبط، وكما وضحنا، بالمعنى. فقولك شيئا مثل: ( إ رَ تِ رِ يْأرِبْ) سيربك المعنى تماما. 
           والبذاويت أثناء حديثهم لا يترددون في مكان وضع (أس)؛ وهم، وكما يقال، (بالسليقة) يعرفون متى يقدمون (أس) ومتى يؤخرونها ومتى يحذفون الفاء/ الباء البادئة للاسم، ومتى يحذفون سين (أس) ومتى يحذفونهما معا. 
           ولا اعتقد أن في وجود مترادفات في اللغة أي شيء غير دليل على حيويتها، والقضية هي اختلاف تراكيب هذه المترادفات وهو أمر لا يقتضي، بالضرورة، التأثر بلغة أخرى أو أن يكون من قبيل لغتين مختلفتين. وفيما أرى، فالقول بلغتين يستوجب، وكما اسلفت، تحديد اللغتين؛ أعني تحديد مقومات وتراكيب كل لغة ثم تحديد السمات التي تتشابه فيها اللغتان والفروق بينهما. 
           وهذا لا ينفي طبعا تأثر اللغات بعضها ببعض، وحينئذ لا نقول أن لغة ما قد شوهت لغة أخرى، او ان هذه من تلك إذ أن كل لغة تأخذ من غيرها ما تحتاجه من أسماء لأداء معان لا توجد فيها أو لمجرد التجمل والتزين، ثم ترضخ ذلك لقواعد صوتياتها ونحوها. 
           والعربية ليست نشاذا في ذلك. يورد الشيخ جلال الدين السيوطي(30): (أن في القرآن اكثر من مائة لفظ غير عربي). ويقول دكتور جعفر ميرغني"أن السيوطي قد أبان بروايته بأن سبعة وعشرين لفظ من تلك الألفاظ مأخوذ من لسان الحبشة"؛ وتلك النسبة، وكما قال الدكتور وبحق "نسبة عالية من عينة صغيرة ". ويضيف الدكتور: ".. كيف لو نظرنا في الألفاظ العربية كلها ولم نقتصر على ما ورد في القرآن خاصة؟ قواعد الإحصاء تقول أنه لابد أن يزيد عدد المعربات من الحبشية أضعافا مضاعفة؛ ويضيف: ( أن السيوطي في كتابه " المزهر في علوم اللغة وأنواعها "والذي وضع فيه بابا كاملا للمعربات لم يورد فيها فيما عرب من الحبشية غير لفظة " هَرْج" وأن معناها بالحبشية: القتل)(31). فترى ما معنى: (هَرِدْ) وما معنى: (هَرْدِ) في البذاويت؟ إنهما لا تعنيان شيئا غير: " قَتَلَ ذبحا"، أو "قَـتْلْ ذبحا". وكما قلنا فان كل لغة تأخذ من غيرها ما تحتاجه من أسماء، ولكنها ترضخ كل ذلك لمقوماتها وتراكيبها وفقا لقواعد صوتياتها.

هل يشنف البذاويت الآذان بأصوات مبهمة؟ 
           ليس فقط ضمن المجموعة الواحدة، بل المعلوم هو أنه وعند التقاء أناس من مختلف المجموعات، من أهل الجنوب ومجموعات الشمال، وعلى فجاءة فإنهم يدخلون في تبادل التحايا: (دَبَيْ دِلْهَيْتْ)، وتبادل ال (سَكَنابْ): الأخبار دون اي قدر من المعاناة في معرفة معنى ما يقوله الطرف الآخر. وفي مجالس حكمائهم ولحل اشكالياتهم الحياتية فانهم لا يحتاجون لمترجمين ... وهكذا. 
           والكلام لا شك مركب من اسم وفعل وحرف .. في جمل فيها صفات وأسماء معرفة. وفي البذاويت نظام صوتي متميز، وذلك الجرس الذي لا يقوم المعنى الا به، وبها ادوات تعريف متعددة، ونظام عددي متميز؛ وقد عبر البذاويت بلغتهم هذه ولعدة آلاف من السنين.. بالإضافة الى ما وضحناه من اختلافاتهم فيما هو لهجات. إذن فإن ما نتحدث به لغة لها قواعد يعرفها الفرد بسليقته، لغة بما تحمله وبدورها الذي ظلت تؤديه(32)
           وتظل المسألة الأساسية هي: كيف نستنبط قاعدة ما من معطيات اللغة نفسها وحسب آلياتها في تركيب عباراتها وجملها بدلا عن محاولة البحث في اللغة بمعارف عن طرق لغات أخرى في تركيب عباراتها وجملها باعتبار ذلك معيارا، أو محاولة توطين وسائل تلك في وسائل هذه. 
           ان ذلك ليس أمرا غير سليم فحسب .. بل انه مضلل في أكثر الأحيان.

هوامش

(1) (بداويت)- بتركيب بالحرف الشبيه بالدال- هو الاسم الذي تعرفه القبائل التي يطلق عليها اسم: (بِجا) في شرق السودان، اذ انهم في باديتهم لا يعرفون الاسم الثلاثي: (بجا) او ايا من صيغه الاخرى: بُجا، بِجا او بجة، بيجة او بُجاة.

(2) ورقة الاستاذ/ ادروب عبدالله عبارة عن رسالة معنونة ل (المؤتمر الدولي الأول: نحو كتابة البداويت)، وقد ارسلت للجمعية مؤخرا من قبل الأستاذ/ محمد احمد عبد الرحيم في الرياض. وقد طلبنا الورقة كاملة لنشرها.

(3) لابد من أن أوضح عدم اتفاقي مع أي كتابة لاسم تلك القبائل على نحو: ( هدندوة) - بتاء مربوطة في آخره- خاصة عندما يجيء ذلك ضمن رؤية تنحى منحى العلمية؛ وهي كتابة للاسم اسميها "الخطأ الشائع " وهي عندي في نفس الوقت كتابة للاسم من عينة الاستكانة " للمشهور" وللذي " ألفناه" دون تكلفة للنفس عناء معرفة كنه وحقيقة ما نقول. فالاسم وحسبما تنطقه القبائل نفسها مركب من (هَذَ) التي تعني أسد أو أسود + (ن) + (ذِوَ) الواو بصوت فتحة قصيرة، وتعني: أهل أو عشيرة- راجع مقالتي: "إيتمولوجي الاسم: بجا".

(4) ونجد لهجة أهل سواكن (سواكنِ) "السواكنية" في حاضرتهم سواكن وجوارها على تباين.

(5) يورد الدكتور محمد طاهر حامد- نقلا عن بروفسور مورين ديدر- ان بلهجة القاش 11 صوتا، راجع ورقته (بعض السمات اللغوية والاجتماعية بشأن كتابة البداويت). ويرد في كتاب (Tu Bedawie) صفحة (7) تأليف Roper) ( أن في البذاويت 14 صوتا؛ ويرد في دراسة (A Structural Sketch of Beja) للبروفسور (R.A.Hudson) أن في البداويت (10) أصوات- انظر، صفحة (113).

(6) وينطقها البعض ( دِلْؤُبْ) بكسر الدال.

(7) في بعض الحالات سيكون من الصعب الفرز بين ما هو أداة تعريف وبين ما هو جزء من من تركيبة بعض الأدوات. من ذلك فإن العبارة (رَ ) تعني: جَدي، وجمعها أيضا: (رَ ). وعند تعريف الاسم جمعا مفعولا يسبق بأداة التعريف: (إيـّ) وسينطق الاسم مع اداة تعريفه: (إيـّرَ )، وإذا لم نفصل أداة التعريف عن الاسم فإن ذلك يمكن أن يشكل مع العبارة بمعنى: ابيض إذ أنها تنطق وستكتب: (إيـّرَ)؛ لذلك سنكتب الإسم معرفا: ( إيـّ رَ ) وليس: (إيـّرَ ) وإلا فإن العباراتان ستكتبان متماثلتين مما سيؤدي الى ربكة في المعاني. وبالمثل قد يختلط الأمر فيما هو جزء من تركيبة فعل ما يشبه في بدايته أداة التعريف، فنقول: (تُوسِ): زاحمي، أو اكبسي- إذا كانت تعبئ شيئا مثلا- وهو فعل الأمر للمؤنث إذا وردت بعده تكملة للجملة، ففعل الأمر للمؤنث هو : (تُوسِى)، ولكنه يرد على صيغة: (تُوسِ) في جملة مثل: (تُ نَفِ تُوسِ أُ رَبِ يَكْسِيسِى): عبئي الجراب مع كبس؛ وذلك سيشبه العبارة عند تعريف الاسم: (سِ) والذي يعني: كبد، إذ وبما أنه اسم مؤنث قصير الصوت وأنه وعند تعريفه في حالة كونه فاعلا فانه سيأخذ الأداة طويلة الصوت: (تُو)، وعند كتابة مثل هذا الاسم في مثل هذه الحالة فإننا سنكتبه: (تُوسِ).. والصوت في الاسم سيشبه الصوت في فعل الأمر المذكور- انظر مرشد القاموس.

(8) في عبارات مثل: (إيـّـنْدَ)= (إيـّ + نْ + دَ) حيث ان (دَ) تعني: رجال، و(إيـّ) هي اداة التعريف والعبارة تعني: الرجال. (أُنْقِرَبْ)= (أُ + نْ + قِرَبْ): حيث ان (قِرَبْ) تعني: مغرب، و(أُ ) هي اداة التعريف والعبارة تعني: المغرب. (تُوّندِ)= (تُوّ + ن + دِ): (دِ) تعني: أم "والدة" او قطعة حديد، و(تُوّ) هي اداة التعريف والعبارة تعني: أم او قطعة حديد "معرفا". بل ان اللغة في بعض المواضع تضيف صوت ميم بعد صوت اداة التعريف وقبل صوت الاسم المعرف: ( تُوّمْبأسْ): حيث ان( تُوّ) هي اداة التعريف و(بْأس) تعنى: وسادة، (تُمْبأسْتُ): الوسادتي، (أومْبْءِ): اليوم، ( أمْبْإيـّـىُ): اليومي، أي اليوم "ملكي" .. الخ. والصوت الوارد هنا لا هو جزء من اداة التعريف ولا هو جزء من الاسم المعرف وهو لا يضيف معنى ولا يحذف معنى، إذن فهو صوت يأتي للتفرقة بين الاداة والاسم المعرف.. وهذا ما يجعلنا نقول ان اللغة تعرف التفرقة بين اداة التعريف والاسم المعرف. ونلاحظ ايضا ان صوت النون يرد فقط قبل صوت الدال او صوت القاف، إذن فهو صوت تورده اللغة للفصل بين اداة التعريف وصوت الدال او صوت القاف في بداية الاسم المعرف. وصوت الميم يرد فقط قبل صوت الباء، إذن فهو صوت تورده اللغة للفصل بين اداة التعريف وصوت الباء في بداية الاسم المعرف. في حالة ظهور صوت ليس من أصل صوت الاسم ولا من أصل صوت أداة التعريف- والذي يرد للغرض المذكور- نقترح كتابة العبارة متصلة: (تُونْـدِ)، (تُومْبأسْ) ، (تُمْبأسْتُ) ، (أومْبْءِ)، (أمْبْإيـّـىُ).

(9) المعنى الحرفي للعبارة هو: على الجمل ذبح.. إذ أنهم يقدمون الاسم على الفعل أو الصفة في جملهم.

(10) يستثقل دخول ( أ ) على ما أوله ألف ( أُ أُوّرْ) ويمكن ان تتحول العبارة إلى (هـُ أُوّرْ) أو (و أُوّرْ).

(11) المعنى المباشر للعبارة: (فاتن تو كام تهسل) هو: فاطمة الناقة رسنت، وكذلك عبارة (ال توكام يهسل): على الناقة رسن.

(12) تاء التعريف غالبا ما ينطقها أهلنا الهدندو مكسورة: (تِ تكت ): المرأة، (تِ كوب): إناء خشبي، (تِ بداوى ): البذاويت؛ أنظر كتاب من تاريخ البجا للأستاذ محمد أدروب أوهاج- صفحة (11)؛ وهو من أبناء الهدندو، وللمقارنة أنظر كيف أوردت الموسوعة البريطانية ذلك الاسم: (To Bedawie).. الموسوعة البريطانية، المجلد الثانى صفحة (53) وأنظر كيف أوردها كتاب: (Tu Bedawie).

(13) الأسماء المؤنثة - تنقسم إلى قسمين: 
(أ) أسماء في أصلها أسماء مذكره أنثت بإضافة تاء التأنيث في آخرها: (كام): جمل- (كامْتْ): ناقة. (هَذَ): أسد- (هذاتْ): لبوة. (هيـّليْ): أرنب- (هيليت). (تك): رجل- (تكت). 
(ب) أسماء لا توجد منها صيغ مذكرة: (هَوَتْ): سعن اللبن. (أوْتْ): عسل. (وَتْ): صديد.

(14) الملاحظ أنه عند تعريف الاسم (أوت) بمعنى: بنت قد حذفت تاء التأنيث فصار (ت أور)، ورجع الاسم إلى أصله: (أور) بمعنى: ولد، إذ يبدو أن أصل الاسم (أوت) كان (أورت) وان الراء قد حذفت للتخفيف إذ هاهي قد عادت عند التعريف الذي يحذف تاء التأنيث/ التنكير.

(15) وهذا ما يجعلنا نقول ان التاء الاخيرة في هذه الاسماء ايضا للتنكير، إذ انه وعند تعريف الاسم حذفت هذه التاء؛ وما يجعل ذلك ممكنا هو وجود اداة لتعريف الاسم المؤنث تختلف عن اداة تعريف الاسم المذكر.

(16) المعنى المباشر للجملة: (تُ كامْتُ هَرِدَ) هو: (ناقتي اذبح) إذ انهم يقدمون الاسم على الفعل أو الصفة ذلك لأن الجملة في البذاويت تركب: "فاعل – مفعول – فعل" وليس "فعل - فاعل – مفعول" كما في العربية.

(17) الجموع المذكرة ساكنة الآخر تتحول إلى جموع مملوكة بكسر أخرها ، فالاسم (كَمْ) يدل على مطلق جمال، وعند كسر أخره: (كَمِ) يكون المراد ليس مطلق جمال بل: جمالي.. (أرْ): أولاد، وبكسر آخره: (أرِ) ستعني: أولادي.

(18) لا توجد صيغة للمثنى في البذاويت.

(19) لا تدخل الأداة (هـ ) على أسماء الجموع المبتدئة بحرف الهاء أو بحرف الواو: 
أ - تقول: (إ هتى) ولا يصح قولك (هـ هتى). 
ب - تقول: (إ هِمَ) ولا يصح قولك (هـ هِمَ). 
جـ - تقول: (أ ورقْ) ولا يصح قولك (هـ ورقْ).

(20) المعنى المباشر للعبارة هو النياق بتاعتي أرسنها.

(21) الفعل (هسلَ) بفتح أخره يكون فاعله مذكر، وبكسرة يكون فاعله مؤنثا- من ورقة بعنوان (نحو قواعد للبداويت).

(22) الياء في (تكمتيّك) وفي (تكمتىّ) و (تكمتـيّن) و (تكمتـيّكن) تنطق بالقيمة (6) الامالة للفتح.

(23) يورد الدكتور/ مختار خليل كبارة في كتابة (اللغة النوبية كيف نكتبها) أن الحرف النوبي (λ) وصوته معادل لصوت (L) وأسمه (لمدا)، عندما يرد في نهاية الاسم فان مؤداه تعريفي أي أنه أداة تعريف- صـفحة (26)، وأنظر النماذج:1- 8 صفحات 13- 57.

(24) اعتقد ان الدراسة ستظل ينقصها استعراض سمات لهجات البذاويت في شمال منطقتهم وهي لهجة البشاريين ومن واطنهم في منطقتهم، ولهجة (الألياب) في شمال منطقتهم الغربي.

(25) الحرفان الأخيران هما الصوت الشبيه بالدال.

(26) لاحظ أنه، وفي كل الأسماء التي دخلت للغة من لغات أخرى للبذاويت، فإنها لم تأخذ تلك الأسماء بأدوات تعريفها في لغاتها، كما فعلت الانجليزية مع الاسماء Algebra - Alcohol ، وأدخلت أداتها للتعريف عليه حسب شروطها.

(27) لاحظ أن الحروف الصحيحة هي التي تأخذ أرقاما، أما حروف الحركة فهي بدون أرقام إذ أنها حروف تابعة مكملة للصوت المطلوب. ففي (بوّك)، مثلا، فالحروف التي أخذت الأرقام هي: الباء والكاف، والباء مع الواو قيمتهما (9) إذ ان صوت الواو ناتج من الضم على الباء، والكاف بالقيمة (3).. أما في أداة التعريف (اوّ) فان الرقم (9) للألف والواو تابع يكمل صوت أداة التعريف.

(28) راجع مقالتي: إيتمولوجي الاسم: بجا.

(29) صفحة وكيبيديا في الإنترنت- من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، راجع "الإسم" في الفهرست. وحول الكثير من الأمثلة الواردة عن العبرية هنا انظر كتاب: " التوراة جاءت من جزيرة العرب" للدكتور كمال سليمان صليبي، نشر مؤسسة الأبحاث العربية ش. م. م. بيروت، الطبعة الرابعة، صفحة (134) وغيرها.

(30) كتاب: الإتقان في علوم القرآن - بهامش القاضي أبي بكر الباقلاني المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان 1973 - صفحة 135.

(31) انظر دراسة "المعربات السودانية" مجلة حروف العدد (2-3) مزدوج- 1991- صفحة (58).

(32) يوقف البعض تعريفه للغة على أن اللغة هي ما كان مكتوبا من الكلام، وبالتالي يعرف ما لم يكن مكتوبا من الكلام بانه لهجة – هذا اذا لم يقل "رطانة". واعتقد ان التعريف الوارد لماهية اللغة وما هية اللهجة تعريف قاصر. فمعروف ان كل اللغات المكتوبة اليوم، ولاشك، قد مر بكل منها وقت لم تكن قد كتبت فيه بعد وهذا لايغير انها كانت لغات .. لغات بما حملته من مقومات وبدورها الذي كانت تؤديه. ومن ناحية اخرى فأن تكتب اللغة او لا تكتب، ان ذلك ليس شأنا متعلقا باللغة كلغة بقدر تعلقه بحملة تلك اللغة والمتكلمين بها والمهتمين بامرها فإذا ارادوا كتبوها؛ ومجرد تقاعس حملتها ليس امرا متعلقا بماهيتها. واذا القينا نظرة على الطرق التي كتبت بها اللغات المختلفة اليوم، فإن امر الرموز التي يمكن ان تكتب بها اية لغة لن يكون امرا معجزا.

مصادر المادة

1. مقالة: "إيتمولوجي الاسم: بجا". 
2. ورقة الاستاذ/ ادروب عبدالله، والورقة عبارة عن رسالة كتبها الباحث لمؤتمر كتابة البذاويت: (المؤتمر الدولي الأول: نحو كتابة البذاويت). 
3. ورقة الدكتور محمد طاهر حامد (بعض السمات اللغوية والاجتماعية بشأن كتابة البداويت)، والورقة قد قدمت للمؤتر الدولي الاول: نحو كتابة البذاويت. 
4. كتاب: (
Tu Bedawie) وهو تأليف E.M. Roper سنة 1928 وهو احد المفتشين الانجليز. 
5. دراسة : 
A Structural Sketch of Beja- R. A.Hudson 
6. مرشد القاموس في العدد السادس من اصدارة (بداويت). 
7. كتاب من تاريخ البجا، الأستاذ محمد أدروب أهاج. 
8. الموسوعة البريطانية، المجلد الثانى مادة: 
Beja . 
9. كتاب: " التوراة جاءت من جزيرة العرب" للدكتور كمال سليمان الصليبي، نشر مؤسسة الأبحاث العربية ش. م. م. بيروت، الطبعة الرابعة.
10. كتاب: الإتقان في علوم القرآن، الشيخ جلال الدين السيوطي بهامش القاضي أبي بكر الباقلاني المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان 1973.
11. دراسة : " المعربات السودانية"- دكتور جعفر ميرغني، مجلة حروف العدد (2-3) مزدوج 1991. 
12. العدد السادس من اصدارة (بداويت). 
13. كتاب ( اللغة النوبية كيف نكتبها)- الدكتور/ مختار خليل كبارة، نشر المركز النوبي للدراسات والتوثيق- القاهرة.

 

154209 تعليقات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة