الأربعاء, 29 تموز/يوليو 2015 09:08

مرشد القاموس

مرشد القاموس

اعداد الأستاذ/ محمد ادروب محمد

بعد ترجمة (بذاويت/ عربي) من كتاب: "Tu Bedawie"-كتبه E.M. Roper، أحد المفتشين الإنجليز في العام 1928م في فترة وجودهم في السودان،- لقاموس في أصله (بذاويت/ إنجليزي) نشرت في العدد السادس من اصدارة (بداويت)، رأيت بعد تلك الترجمة أنه من المناسب والضروري إصدار نص (عربي/ بذاويت) لتلك الترجمة. والفكرة وراء ذلك قد نبعت من ملاحظتي بأنه لا أصل القاموس ولا ترجمتنا له بكافيين لتحقيق الاهداف من كتابة قاموس. 
وفي إطار اغراض الجمعية فقد هدفنا الى التعريف بالثقافة وحفظها أو المحافظة عليها. 
ولعله ليس اكثر إيفاء للغرض في العمل على المحافظة على الثقافة اكثر من العمل على حفظ اللغة كتابة إذ أنها الوعاء الذي حمل تلك الثقافة ولعدة آلاف من السنين. 
وللتعريف بثقافة البذاويت، فإن أصل القاموس يوفر فرصة للمهتمين الملمين باللغة الانجليزية للإطلاع على جوانب من تلك الثقافة؛ والترجمة، بمداخل البذاويت، توفر الفرصة للناطقين بالبذاويت؛ والقاموس بالمداخل العربية، يوفر الفرصة للناطقين بالعربية. إلى جانب ذلك فقد تطرقنا في الترجمة الى فكرة البحث حول "تاريخ اللغة"، وقلنا أن توفر الترجمة كفيل بأن يفتح البحث حول ذلك. 
وقد اشرت في الترجمة العوامل دفعتني إلى ترجمة القاموس، ولعل أهمها التالي: 
أن البذاويت-اللغة- وبقدر ملحوظ قد حافظت على قوامها من صوتيات وقاموس وقواعد، إلا أن ذلك لا ينفي المخاطر التي تواجهها والتي تمثلت في أن مستودع هذه الثقافة الوحيد هو صدور الرجال والنساء في البادية وفي أعالي الجبال، وأن هؤلاء يتناقص عددهم مع غروب شمس كل يوم. اضافة الى ذلك ما نلاحظه من واقع هذه الثقافة من ان الذين تحولولوا منهم للعيش في المدن، والذين ولدوا أو نشأوا وترعرعوا في تلك المدن، لم يعودوا يعرفون لغتهم كما يعرفها أهلوهم في مستودعها الطبيعي ذاك؛ وقد خلصت من كل ذلك الى ان وتائر الفاقد في الثقافة الآن تنداح بسرعة وشمول كبيرين. 
وقد اشرت هناك الى انه من المعلوم بأن كتابة أي لغة ما هو إلا تواضع واتفاق أهلها على ذلك، وأن العمل مازال في أمس حاجة لأية آراء تصوبه أو تقومه. والى ان هنالك ثمة اختلافات في الطريقة التي كتبنا بها القاموس عما نكون قد اضطلعنا عليه من كتابة لنصوص البذاويت بالحرف العربي إذ نقترح رموزا لبعض الأصوات لم يألفها من قرأ تلك النصوص. 
وقد لاحظنا أن النص المترجم لم يغط كل اللغة، ولعل وراء ذلك أغراض كتابة قاموس في ذلك الوقت. 
وقد لاحظنا أن الكثير مما أورده القاموس من أسماء وتعبيرات ومفردات لم تعد متداولة بيننا أو أنه قد قل استعمالها الآن، هذا إذا لم تكن قد نسيت. ولا نعتقد كمالا في العمل، ونعتبر أن هذا العمل مدخل جاد وجيد وسانحة تشجع الجميع لرصد قوائم بكلمات البذاويّت التي لم يتم رصدها، كلا حسب مقدرته ومعرفته. 
وكما قد وضحت عند الترجمة، فانه من الضروري كتابة مرشد بغرض مساعدة القارئ في قراءة النص ومن ثم استيعاب المادة. 

مرشد القاموس

أولا- نظام الكتابة: 
فيما يتعلق بالنظام الأفضل للكتابة وحسبما أوردت ورقة " اختيار حروف الكتابة" التي قدمها الدكتوران كلاوس وشارلوتي ودكند لمؤتمر [ نحو كتابة البذاويت] الذي انعقد في القاهرة في سبتمبر 1999، فقد رأى المؤتمر عبر تلك الورقة أن اختيار النظام الأفضل لكتابة اللغة - أية لغة- هو ذلك الخيار الذي يلبي ثلاثة اعتبارات معا: اعتبار النظام الصوتي للغة مع اعتبار أفضليات وتوقعات أصحاب اللغة- أو القراء- مع اعتبار العلامات المتوفرة للكتابة أو النسخ، أي طرق الطباعة. أي ذلك النظام الذي يوافق نظام اللغة الصوتي مع ما يفضله المتحدثون باللغة مع ما يضمن الاستفادة من آلات الكتابة والنسخ. وهذا الخيار وبتلبيته للاعتبارات الثلاث يعد الخيار النموذجي، وهو خيار من ثمانية خيارات. 
إن تحقيق هذا الخيار (النموذجي) من الصعوبة بمكان؛ وقد ثبت أنه لم يكن ممكنا، وفي كثير من اللغات، إلاّ تحقيق واحد من أحد خيارين- من الخيارات الثمانية- يتناسب في أحدهما اعتبار ما يفضله أصحاب اللغة مع اعتبار طرق الكتابة، ولكن لا يتناسب ذلك، وكما ينبغي، مع النظام الصوتي للغة. والخيار الآخر يتناسب فيه اعتبار النظام الصوتي مع اعتبار ما يفضله القراء، ولا يتناسب مع اعتبار طرق الكتابة المتوفرة. وتوضح ورقة " اختيار حروف الكتابة" أن هذه الخيارات تتحدد على أساس ثلاثة مبادئ نتجت عن خبرات في نظم الكتابة في ثقافات عدة: 
* المبدأ الأكثر إنصافا للنظام الصوتي للغة، وهو بعد الأكثر موافقة لمعارف المتحدثين باللغة المعينة، هو مبدأ: "علامة أو رمز لكل صوت"؛ فالأفضل ألا يتم، مثلا، اختيار رموز مختلفة للصوت المعين مثل الصوت الوارد في الكلمتين (see) و(sea) الإنجليزيتين .. إذ أن نفس الصوت يكتب برمزين مختلفين؛ وأيضا ألا يتم إختيار رمز واحد لصوتين مختلفين كما في: العبارتين: (be) و (bet)
* مبدأ التوافق الصوتي: وهو استعمال رموز متشابهة لأصوات شائعة في أكثر من لغة، مما سيسمح بتبادل سلس بين لغات مختلفة إلى جانب أنه سيوفر الكثير من الوقت والجهد الذي يبذل في تعلم الرموز منفصلة كلا على حدة. 
* المبدأ العملي: ويعني أن نظام الكتابة الجيد هو ذلك الذي تستعمل فيه الحروف أو العلامات المتوفرة في الآلات الناسخة للأصوات المعتادة، أي أنه ينبغي تفادي الحروف أو العلامات التي لا تتوفر في الآلات الناسخة. اجتماعيا مثل هذه الحروف يمكن اختيارها عندما تكون مقبولة عند الناس، أي عندما يعبر " اغلب الناس"، وليس المثقفون فحسب، عن قبولهم لذلك الحرف؛ وعندما يسهل ذلك الخيار تعلم الكتابة ولا يضع قواعد معقدة لذلك. 
من هذه المبادئ حققنا من كل من "مبدأ التوافق الصوتي" و" المبدأ العملي". 
إن الخيار "علامة أو رمز لكل صوت" يعني أنه إذا كان في اللغة تسعة أصوات، فإن كل صوت سيكتب على تسعة هيئات، أي أن الباء، مثلا، ستكتب على تسعة اشكال ومن ثم تركب في الكلمات حسب صوتها في الحالة المعينة؛ ولأن ذلك سيتطلب اكثر من مائة وثمانين رمزا لكتابة البذاويت الأمر الذي سيصعب حفظها أو على الأقل سيتطلب وقتا كبيرا حتى يألفه الناس، فقد فضلنا اختيار الحرف العربي لكتابة اللغة. 
واختيارنا للحرف العربي يحقق قدرا معقولا من "مبدأ التوافق الصوتي"، فالأصوات المشتركة بين البذاويت والعربية اخترنا لها رموزها التي تكتب بها في العربية، والأصوات غير المشتركة بين اللغتين حاولنا توظيف رموز من الحرف العربي لها. والواضح أن هذا الخيار قد حقق ايضا مدى معقولا من "المبدأ العملي" فهذه الرموز متوفرة في الادوات الناسخة عند كتابة اللغة العربية.

ثانيا: صوتيات اللغة: 
في نقاشنا لصوتيات اللغة هنا سنبين الرموز التي تم الاتفاق على كتابة الأصوات بها. وبالبحث في البذاويت وجدنا ان بها 9 أصوات، ولنوضح ذلك لنأخذ حرف الدال، مثلا، لنبين تلك الأصوات: 
1- صوت الفتحة القصيرة سنبينه بوضع علامة الفتحة على الحرف كما في: (دَبَ ) بمعنى: صدر. 
2- صوت الفتحة مع مد سنبينه بإضافة مد - ألف- بعد الدال مع علامة الفتح: (دَابْ ): بمعنى: رجال. 
3 - صوت السكون سنبينه بوضع علامة السكون على الحرف كما في: (دْآىْ) بمعنى: غيرة. 
4 - صوت الكسر القصير سنبينه بوضع علامة الكسر تحت الحرف: ( دِنْ): صمت أو سكون. 
5- صوت الكسر الطويل المولد ياء سنبينه بإضافة مد- ياء- مع علامة الكسر على الحرف كما في (دِينُ): تجوال. 
6 - صوت الكسر الطويل الممال للفتح سنبينه بإضافة مد- ياء- وفوقها شدة فقط، مع توضيح الكسر على الحرف السابق لها؛ ولقد أسميتها الشدة الوحدانية-The Lonely Shaddah – لأنها شدة فوق الياء بدون فتحة أو كسرة أو ضمة، وكما سلف، بغرض توضيح الصوت الممال للفتح. وذلك كما في العبارة: (دِيـّتْ) بمعنى: ام. والصوت كثير في اللغة، وعليه سترسم تلك الشدة مع توضيح الصوت الأساسي بتشكيله، فالعبارة بمعنى: ابيض ستكتب: ( إيـّرابْ) والألف البادئة بصوت كسر. واسم القبائل او اللغة سيكتب: (بِداوِيـّـتْ)... وهكذا. 
7 - صوت الضم القصير سنبينه بوضع علامة الضمة على الحرف كما في: (سرادُ ): ظهري. 
8 - الضم الطويل المولد واوا سنبينه بإضافة واو بعد الضمة كما في: (دُوفْ ) بمعنى: عرق. 
9 - صوت الضم الطويل الممال للفتح سنبينه بإضافة واو عليها "الشدة الوحدانية" بعد الضمة: ( دُوّفْ ) بمعنى: قطعة لحم. 
# نلاحظ من ذلك اننا سنستعمل ما اسميناه "شدة وحدانية" لتبيان حالات الإمالة في اللغة، فهي ستستعمل لإبانة الكسر الممال للفتح والضم الممال للفتح. 
# متى ما كان الصوت مشددا في الكلمة، ولأن التشديد في أصله صوت من اصوات اللغة ينطق بصورة تختلف قليلا عن نطق الصوت في صيغته المعتادة، فإننا سنوضح ذلك بوضع الشدة بالإضافة إلى علامة الصوت، كما في قولك: (أيـَّابُ) بمعنى: خامس فالياء بصوت فتح مشدد؛ وكما في قولك: (كسُّـوّ): كله " مفعولا "، و(كسُّـو): كله "فاعلا"- لاحظ ان الصوت بعد السين او على السين في حالة المفعول هو صوت ضم ممال للفتح ولذلك وردت الشدة "الوحدانية" على الواو الأخيره، وانه في حالة "الفاعل" فإن الصوت على السين هو صوت ضم ثقيل يولد واوا؛ وكقولك: ( هَسِّـي) فعل الأمر للأنثى بمعنى: مرري.

ثالثا: صوتيات اللغة في النص المترجم: 
النص المترجم يفترض أن في اللغة (14) صوتا، بدون صوت السكون. والواضح أن النص يضيف أصواتا لا ترد في اللغة؛ ولنأخذ مثالا لذلك حالة الكسر، فأحد الأصوات التي يضيفها النص لذلك هو صوت كسر قصير ممال للفتح ويكتبه: (e) – انظر صفحة (7) من كتاب:(Tu Bedawie) - والصوت المذكور لا يرد في اللغة. 
والنص نفسه يتردد في بعض المواقع في كيفية كتابة ذلك الصوت، هل يكتبه: (i) وذلك ما يعادل الكسرة قصيرة الصوت، أم يكتبه: (e) وهو صوت كسر قصير ممال للفتح كما في العبارة: "help" وهو أحد الأصوات التي يفترض النص وجودها في اللغة. 
ولقد لخص النص نفسه رأيه في ذلك إذ يورد التالي: (حروف الحركة في البذاويت لا تنطق بشكل منتظم وواضح كما يحدث في الفرنسية والإيطالية، إذ أنها تميل إلى عدم الثبات كما في العربية الدارجة، للدرجة التي يحتار فيها المرء بأية طريقة يكتب العبارة بمعنى: تقول "للأنثى"، هل يكتبها: (tendi) أم (tindi) أم (tinde) أم يكتبها (tende)؛ إن تلك الحروف ميالة أيضا للمد/ المط والإمالة)- انظر صفحة (7). ويقول: (إن صوت الكسر القصير (i) كما في العبارة: "pit" ولكن اللسان فيه يتدلى من أعلى باطن الفم، والصوت يميل لصوت الكسر الممال للفتح (e)؛ الصوتان (i) و(e) اكثر صعوبة من أن يميز بينهما). 
والعبارة التي يوردها النص بالمعنى المذكور، وفيما أعرف، فإن كل البذاويت وعلى اختلاف لهجاتهم، سينطقونها بتاء مكسورة الكسر القصير ونون ساكنة ودال مكسورة كسرة قصيرة أيضا: (tindi)– ( تِــنْـدِ). 
والقضية في تصوري قضية " سماع ". فالأمر متوقف على الكيفية التي سمع بها الكاتب أصوات الكلمات والعبارات من حوله بخلفية معرفته بلغته وربما معارف من لغات أخرى؛ الأمر الذي جعله يصل للرأي الذي أورده. ولعله ليس أسطع في ذلك من الذي أورده النص حول كتابة العبارة المذكورة .. وغيرها. 
والنص يضيف إلى مجموعة أصوات الكسر أصواتا أخرى ويكتبها كما يلي: 
أ ـ (ē) والغريب هو أن النص لم يورد هذا الرمز على مدى ما أورد إلا في كلمتين هما: (mēK) بمعنى: حمار، والكلمة بمعنى "رماد": (n’ē t-hash) هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى وبمقارنة الصوت في الكلمتين مع الصوت في كلمات مثل: (نِيـّكلْ) بمعنى: تعريفة أو خمسة مليمات، والصوت في الكلمة: (رِيـّوْ): بهائم أو مال، نجد أن الصوت هو نفس الصوت في الكلمتين .. إلا أن النص، ومن الواضح، يتردد في كيفية كتابة هذا الصوت إذ يكتبه (nέkal) في الكلمة بمعنى تعريفة أو خمس مليمات، وفي الكلمة بمعنى (بهائم) يكتبه: (rεw). 
من جهة اخرى النص يكتب العبارة بمعنى: سهو أو إغماء يكتبها: (nε) والعبارة بمعنى: "يطفو" يكتبها: (šai) والصوت في آواخر العبارتين هو نفس الصوت والفرق بينهما هو الصوت البادئ، أولهما "نون": (نَيْ ) والثاني" شين": (شَيْ ). 
ب ـ (ε) ويقول عنه انه يماثل الصوت : (ay) كما في payer. 
ج ـ ( î ) للدلالة على الصوت ( ea) في الإنجليزية كما في العبارة: (bead) بمعنى: حبة خرز. 
د ـ (y) كما في العبارة الإنجليزية (yes) ويستعمل عادة كرابط عند تجاور حرفي حركة إذا كان أحدهما الصوت (i). 
والنص يبين بقية الأصوات كما يلي: 
هـ ـ صوت فتحة قصيرة ويكتبه (a). 
و ـ صوت الفتحة مع مد يكتبه (ā). 
ز ـ صوت السكون على الحرف البادئ في بعض الكلمات لا توجد طريقة لتبيانه في اللغة الإنجليزية. ففي عبارة مثل العبارة: (gwálāl) فالحرف الأول ساكن، وهو دون أية علامة إذ لا توجد علامة لذلك في اللغة الإنجليزية- والحرف التالي تلاه الرمز (á) للدلالة على صوت فتح- انظر الكتاب صفحة (189). وإذا اردنا كتابة العبارة بما اقترحناه فاننا سنكتبها: ( قْوَلالْ)- القاف البادئة بصوت سكون، الواو بصوت فتح قصير، وواضح ان اللام بصوت فتح مع مد، واللام النهائية بصوت سكون. 
ح - صوت الضمة القصيرة كما في العبارة: "good" يكتبه: (u). 
ط - صوت الضمة الطويلة المولدة واوا كما في العبارة :”soon” يكتبه: (ū). 
ى - يضيف صوتا لضم قصير بمد ممال للفتح- أقرب للصوت في العبارة: "god" بمعنى: إله- ويكتبه ( ŭ). 
ك - صوت الضمة الطويلة الممالة للفتح كما في العبارة "note" يكتبه: (o). 
ل ـ وقد اورد النص صوتا قال عنه: (صوت نهائي قصير خافت وغير مسموع و يتم تجاهله عادة إذا سبق حرف حركة أو صوت منطوق مع نفخ بملء النفس )، وهو صوت لم أستطع تحديدة. 
وكما سلف فإن النص المترجم، وكغيره من كتابات حاولت كتابة البذاويت، لا يرى السكون صوتا؛ وبعض اللغويين لا يعتبرون السكون صوتا بمعنى أنهم لا يعدون السكون في عداد الأصوات؛ وبغض النظر عن نقاش طويل حول الموضوع نوضح التالي: 
في الغالب لا يعد السكون صوتا لأنه غالبا ما يأتي في اللغات في وسط الكلمات أو في أواخرها، بمعنى أنه ليس بصوت بادئ للكلمة. 
في نقاشنا كنا نحاول دوما توضيح أنه من الخطأ الدخول للبحث في البذاويت، او اية لغة، بخلفيات معارف من لغات أخري، وكنا نقترح أن تدرس وتستنطق البذاويت كما هي، وأن يعتمد الباحث ما يثبت عبر دراستها الفعلية. 
فيما أرى، وإذا كان صحيحا أن الكلمات لا تبدأ بصوت سكون في كثير من اللغات، فإن البذاويت تختلف عن ذلك، وبالبحث سنجد أن عددا وافرا من الكلمات فيها يبدأ بصوت ساكن، إذ نجد عبارات مثل: (بْأنِ) بمعنى صقر- فهي ليست ( بَأنِ) بفتح الباء حيث تعني " أنا راقد" في لهجة البعض؛ ولا هي مكسورة الباء، ولا هي بمضمومتها حيث ستعني " أنا أحجم" من الحجامة، إذن فهي ساكنة- والعبارة: (كْـأنْ او قْـأنْ) بمعنى "حالك" للسواد إذا كان شديدا؛ والعبارة: (مْأقِ) بمعنى " عنق أو رقبة "؛ ( مْهَـلَّقَ): نقود؛ ( مْهِيـّـلْ ): دواء .. وهكذا. وبقليل من التمعن سنجد أن الصوت البادئ للعبارة إذا ورد قبل صوت هاء أو همزة - ألف- فأنه سيكون ساكنا. 
والصوتان " الهمزة والهاء" صوتان يصدران من الحلق دون تدخل أي عضو من أعضاء النطق؛ وللابتداء بصوت ينطق بعده الألف أو الهاء، وفي سرعة انسياب الهواء وتغيير اتجاهاته عند نطق الصوت والانتقال لصوت آخر، سنجد أن الأسهل هو نطق الصوت الأول ساكنا وتنطق بعده الألف أو الهاء .. وكأنك في ذلك تجهز الفم لنطق الحرف الأول ولكنك تنطق الألف أو الهاء مما يجعل الحرف البادئ للعبارة، فيما قبل الألف أو الهاء، ساكنا.

رابعا: مؤتمر كتابة اللغة: من الضروري ان نثبت هنا ان مرجعية هذا العمل هي مقررات المؤتمر المذكور "مؤتمر كتابة البذاويت" والذي انعقدت فعالياته في القاهرة- سبتمبر 1999. فقد قيض لذلك المؤتمر ان التقت فيه مجموعات كان همها الخروج بمقررات جادة حول كتابة اللغة، وكان يحدوها الأمل في ان يتم ذلك باسرع ما يمكن.

حضور المؤتمر 
وقد تشكل حضور المؤتمر من اعضاء "جمعية الثقافة البجاوية" المتواجدين في القاهرة وقتها، وبعض المتخصصين في اللغات في العديد من جامعات العالم، وبعض ابناء البذاويت اللذين دعوا من داخل السودان لحضور ذلك المؤتمر. نذكر من اساتذة الجامعات والمتخصصين في اللغات حضور المؤتمر: كلاوس ودكند- متخصص لغات عمل في اثيوبيا واريتريا حول كتابة البذاويت ولأكثر من عشرين سنة. 
شارلوتي ودكند- متخصصة لغات. 
اندريه زابروسكي- استاذ لغات في عدة جامعات، وله عدة بحوث حول البذاويت. 
توماس بيرث- استاذ لغات في جامعة "زيورخ"، سويسرا. 
دكتور فكلاف بلاجاك- جامعة "برنو"، جمهورية التشك. 
الاستاذة انا فيشر، جامعة لندن، بريطانيا. 
ونذكر من اللذين سعت الجمعية لإحضارهم من السودان لحضور المؤتمر والمشاركة بآرائهم: 
الاستاذ محمد بدري ابو هدية (رحمه الله). 
الاستاذ جعفر بامكار 
الأستاذ محمود كرار 
الاستاذ أحمد آدم تميم 
الأستاذ محمد نور محمد الحسن 
الاستاذ ابو علي اكلاب.

قرارات المؤتمر 
وبعد مدولات حول عدة اوراق طرحت في المؤتمر حول موضوع كتابة اللغة، قرر المؤتمر ان تكتب البذاويت بالحرف العربي. وتمت إجازة كل الرموز العربية التي ترمز لأصوات مشتركة بين البذاويـت والعربية؛ وكتابتها كما في العربية وهي: 
أ، ب، ت، ج، د، ذ، ر، س، ش، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي. 
1- قرر المؤتمر أنه لابد من الاستعانة بالتشكيل في الكتابة وأنه وبدونها لن نتمكن، على الأقل في الوقت الحالي، من توضيح الأصوات المطلوبة كما ينبغي. 
2 ـ فيما يتعلق بأصوات البذاويت المنعدمة في اللغة العربية فقد كانت هناك عدة خيارات، وقد اعتمد المؤتمر الآتي: 
أ ـ الصوت الشبيه بالدال كما في الصوت التالي للباء في الاسم (بداويـت) أقترح له الرمز (ض) أي أن نكتب الاسم: (بضاويت). 
ب ـ الصوت الشبيه بصوت التاء، كما في الصوت التالي لصوت الهمزة البادئة للفعل: (أتأ ) بمعنى: "ضربتُ" أقترح له الرمز: (ط)، أي أن نكتب الفعل: (أطأ). 
ج ـ الصوت المركب من صوتين: " صوت كاف وصوت واو " - ينطقان دفعة واحدة - كما في الكلمة بمعنى: " نعام" أقترح أن يكتب الرمزان مع تشكيلهما أي بتسكين الصوت الأول: ( كْوِيرِيـبْ). 
د - الصوت المركب من صوتين: "صوت قاف وصوت واو" - ينطقان دفعة واحدة – كما في الاسم: " قْوِيلاىْ" أقترح أن يكتب الرمزان مع تشكيلهما.

خامسا: مجموعة العمل للتدرب على الكتابة بالحرف العربي: 
كون المؤتمر مجموعة عمل من المتطوعين للتدرب على الكتابة بالحرف العربي، واكتساب الخبرات حول ذلك؛ وقد عقدت تلك اللجنة عدة لقاءات للتدرب على كتابة نصوص من البذاويت بالحرف العربي. وبما أن اللغة لن تستعمل بعض الرموز العربية المتاحة في أدوات الكتابة من ناسخات وغيرها، وهي الرموز التي ترمز للأصوات المنعدمة في البذاويت، فقد رأت اللجنة التالي: 
1 ـ اختيار الرمز (ذ) بدلا عن الرمز (ض) للحرف الشبيه بالدال وذلك لما رأته المجموعة من أن الرمز (ذ) أقرب شكلا لحرف الدال الذي تعود الناس رؤيته في الاسم وفي غيره من الكلمات التي يدخل في تركيبتها الصوت الشبيه بالدال. 
وكما لاحظت المجموعة فإنه ومن ناحية موقع نطق الاسم في جهاز النطق "place of articulation" فإن "الذال" ينطق وطرف اللسان ملامسا لأسفل الأسنان العليا، والحرف الشبيه بالدال ينطق وطرف اللسان على اللثة أعلى الأسنان العليا- أو مثنيا قليلا للوراء في ذلك الموضع. 
وعليه فإن العبارة بمعنى: أهل أو عشيرة ستكتب: (ذِوَ) والعبارة بمعنى: باب ستكتب: (ذِيـّـفَ)، و اسم لغتهم وقبائلهم سيكتب: (بِذاوِيـّـتْ) .. وهكذا. 
2 ـ تم اختيار الرمز (ث) بدلا عن (ط) للحرف الشبيه بالتاء، وعليه فإن الكلمة بمعنى: أحذية ستكتب (ثَباتْ)، والكلمة بمعنى: ضربتُ ستكتب: (أثَـأ) والكلمة بمعنى: عجنت ستكتب: (أهْثِـكْ)- لاحظ مكان نطق الصوتين (الثاء) والصوت (الشبيه بالتاء) في الفم. 
3- فيما يتعلق بالهمزة الحلقية سنوضحها كما يلي: 
أ- صوت الهمزة بالفتح سنوضحه بوضع الهمزة فوق الألف إذا ورد في اول أو وسط الكلمة: (أفَ): الليلة البارحة، (بْأنِيـّبْ): صقر. 
ب- صوت الهمزة بالكسر إذا كان في أول الكلمة أو في وسطها فسنبينه بكتابة الهمزة تحت الألف: (إهِـ): أعطى، (بْـإىَ): رقد. 
ج - صوت الهمزة في آخر الاسم أو الكلمة سنبينه بوضع الهمزة على الحرف الأخير مع التشكيل: (كَبْلءِ ) بمعنى: جحش، (أسُءُ ): نيئ. 
د ـ الأسماء المكونة من صوت همزة منفردا سنكتبها بالألف مع وضع الهمزة عليها حسب صوت الاسم سواء ورد الاسم في وسط الجملة أو في آخرها، فالاسم بمعنى: لبن سنكتبه: (أ)، والاسم بمعنى ودع أو ودعة أو نفس سنكتبه: (إ )؛ فالعبارة بمعنى: لبن طازج ستكتب: (لْـآتْ أ)، والعبارة بمعنى: هذا اللبن غير طازج " خمير" ستكتب: ( تانْ تَ أ هَمِيتَ).. وهكذا. لاحظ أن تلك الأسماء وعند ورودها في بداية الجملة فإنها لا ترد منفردة، ولأن هذه الأسماء مؤنثة فإنها لابد وأن تقرن بالتاء للتأنيث أو التنكير، فتقول: (آتْ) بدلا عن (أ)، وتقول: (آتْ لْـآتْ إبَرِ): عنده لبن طازج؛ وتقول (إيتْ) بدلا عن (إ )، فتقول: (بَتُو إيتْ سَرِّيدْ): هي ترمي الودع. 
هـ - فيما عدا ما وضحنا في [رابعا] فأن اللجنة قد أقرت الرموز التي تم الاتفاق عليها في المؤتمر وهي تلك التي ترمز، وكما سلف، لأصوات مشتركة بين البذاويت والعربية.

سادسا: لهجة القاموس: 
يقول النص المترجم (أن المادة قد جمعت بشكل أساسي في سنكات ومن رواة من قبيلة (الإميـّـراب) من "الهذنذو")- راجع مقدمة الكتاب. ويورد في المقدمة صفحة (2) ( أن قواعد اللغة ابعد من أن تكون سهلة، وأنه يبدو مستحيلا وضع قواعد ثابتة لا تسمح بإستثناءات). وبغض النظر عن تفاصيل كثيرة حول ذلك هنا، فإنه يبدو لي أن معضلة النص، وبشكل أساسي، تتحدد في إشكاليات أرى أنها وراء ذلك: 
الأولى: هي أن النص قد دخل للبحث في البذاويت بخلفيات معارف عن اللغة الإنجليزية، وربما بمعارف عن لغات أخرى، قواعد وصوتيات وتراكيب وهو الأمر الذي يجعلني أقول بأنه ليس صحيحا البحث في البذاويت انطلاقا من معارف عن لغات أخرى. 
الثانية: الإشكاليات حول الجمع والإفراد في البذاويت. 
الثالثة: تتعلق بظاهرة أن البذاويت، وبشكل عام، يميلون إلى الكسر بعض ما هو بصوت ضم، ذلك بغض النظر عن السبب وراء تلك الظاهرة الآن فذلك مبحث آخر. 
من ذلك، وهو أحد الأمور التي سببت ربكة النص فيما أرى، أن الهذنذو بصفة خاصة يميلون لكسر أكثر ما هو بصوت ضم؛ وذلك يصعب معرفة القاعدة في الكثير من الأحيان. والظاهرة المذكورة تبدو وكأنها شاملة عندهم، ولكن وبالبحث فيها سيتضح الأمر وإلى أي مدى ستمتد هذه الظاهرة. وأكثر ما سبب ربكة النص هو أن الهذنذو يميلون لكسر أداة التعريف "القصيرة الصوت" للاسم المفرد طويل الصوت مذكرا ومؤنثا، والتي تنطق مضمومة عند آخرين. 
وهنا لابد من إيراد ملخص موجز لأداة التعريف وأدائها في البذاويت بغرض توضيح الإشكالية:

سابعا: أدوات التعريف: 
1 - في اللغة عدة أدوات لتعريف الأسماء، ومن بين عدة فروق بينها فإن الفرق الأساسي بين تلك الأدوات هو انقسامها إلى نوعين من حيث طول أصواتها، فهناك مجموعة من الأدوات قصيرة الصوت وأخرى طويلة الصوت. 
2 - تقسم البذاويت الأسماء إلى نوعين من حيث طول صوت الاسم، وبموجب ذلك التقسيم تعمل في الأسماء أدواتها للتعريف؛ والملاحظ في ذلك أن العلاقة بين الاسم المعرف، من حيث طول صوته، وبين أداة تعريفه علاقة عكسية: 
أ- الاسم قصير الصوت تدخل عليه أداة طويلة الصوت: الأسماء ( كامْ): جمل، (مِيـّكْ): حمار، (رِبَ): جبل أسماء قصيرة الصوت فستأخذ الأداة طويلة الصوت ( أو)، فتقول: (أو كامْ)، ( أو مِيـّكْ) أو ( أو رْبَ ). مؤنث هذه الأسماء، لقصرها، سيأخذ أداة تعريف الاسم المفرد المؤنث طويلة الصوت ( تُو)، فتقول: ( تُو كامْ): الناقة- ( تُو مِيـّكْ): الحمارة، أو ( تُو رْبَ ): الجبل مؤنثا. 
وهذه قاعدة شاملة عند البذاويت. 
ب- الاسم طويل الصوت تدخل عليه أداة قصيرة الصوت: الأسماء: (كْوَكْوَرْ): ثعبان، ( قَناىْ): غزال، ( دُوبَ): عريس أسماء مفردة مذكرة طويلة الصوت، ستأخذ الأداة قصيرة الصوت: ( أُ): ( أُ كْوَكْوَرْ)- ( أُ قَناىْ)- ( أُ دُوبَ). الأسماء (تَكَتْ): امرأة، ( دُوبَ): عروس، ( لِيلِ): عين .. ستأخذ الأداة قصيرة الصوت: (تُ): (تُ تَكَتْ): المرأة، (تُ دُوبَ): العروس، (تُ لِيلِ): العين. ولنلاحظ إن الاسم طويل الصوت تسبقه أداة قصيرة الصوت وان الاسم قصير الصوت تسبقه أداة طويلة الصوت، وكأني المح تناغما أو ما يسميه أهل الموسيقى (هارمونى) بين الصوتين.. تناغما ينتج تلك الجملة الموسيقية التي بها ينتج المعنى، وكأنه وإلى جانب المعنى فهناك جرس موسيقى يجب أن يراعى في تواتر أداة التعريف والاسم بعدها .. جرس بدونه تشنف الآذان بالنشاز ويرتبك المعنى.

ثامنا: كتابة أدوات التعريف: 
فيما يتعلق بكتابة أدوات التعريف فلقد اخترنا تفرقة أداة التعريف عن الاسم بعدهـا- وسنلاحظ هنا ان اللغة نفسها تعرف التفريق بينهما- وهنا لابد من إيراد ملخص لأداة التعريف وأدائها في البذاويت مع ملخص للأسباب وراء مقترحنا بفصل أداة التعريف عن الاسم: 
أ – الواضح أن أداة التعريف ليست جزءا من الاسم، بمعنى أن الاسم وأداة التعريف شيئان مختلفان، ونحتاج لتوضيح ذلك خاصة في المرحلة الحالية لكتابة اللغة. 
ب- صحيح أن الأداة طويلة الصوت، وعند سماعها، تحس باتصال صوتها مع صوت الاسم المعرف بعدها؛ فعبارة مثل: (أو كامْ): الجمل، أو (أو رْبَ): الجبل تحس باتصال صوت الأداة (أو) مع بداية صوت الاسم لأن تلك الأداة تنتهي بصوت مد وهو صوت ضم ممال للفتح، حتى وأن الاسم المعرف إذا كان مكسور الأول فان صوت الكسر فيه سيستبدل بصوت سكون لصعوبة إسقاط صوت الضم الممال في آخر صوت الأداة على صوت الكسر البادئ للاسم، فالاسم: (رِبَ): جبل مكسور الأول ولكن وعند نطقه مع أداة التعريف: (أو رْبَ) يسكن أوله "الراء". 
ج- إلا أن الأمر ربما قد يختلف مع الأداة قصيرة الصوت والتي أحس بفترة -pause - بين نطق الأداة ونطق الاسم بعدها؛ أو دعني أقول أن توالي صوت الأداة والاسم بعدها ما بين الأداة الطويلة الصوت والأداة قصيرة الصوت ليس واحدا أو متساوياً. ولتوضيح ذلك نورد التالي: 
تراكيب بعض الأدوات: 
في بعض الحالات سيكون من الصعب الفرز بين ما هو أداة تعريف وبين ما هو جزء من من تركيبة بعض الأدوات. العبارة (رَ ) تعني: جَدي، وجمعها أيضا: (رَ )، وعند تعريف الاسم جمعا مفعولا إذا لم نفصل أداة التعريف عن الاسم فإن ذلك يمكن أن يشكل مع العبارة بمعنى: ابيض إذ أنها ستكتب: (إيـّرَ)؛ لذلك سنكتب الإسم معرفا: ( إيـّ رَ ) وليس: (إيـّرَ ). والعبارة: (أونْ) اداة اشارة تعني: هذا، ومؤنثها: (تونْ) فكيف سنوضح أن: (أو) و(تو) فيما قبل النون في أداتي الأشارة الواردتين ليستا أدوات التعريف؟ وكيف سنفرز بينها وبين العبارة (أوّ نَ) والتي تعني: الشيء "مذكرا"، او العبارة (تُوّ نَ) والتي تعني: "الشيء" مؤنثا؟. رأينا أنه إذا فرقنا أداة التعريف من الاسم بعدها فإنه كلما وردت تراكيب تشبه أدوات التعريف فإن ورود أداة التعريف منفصلة دلالة على أنها أداة تعريف وليست شيئا آخر. 
تراكيب بعض الاسماء والأفعال: 
بالإضافة إلى ذلك فقد لاحظنا أنه وفي بعض الحالات ربما قد يحدث خلط بين ما هو أداة تعريف وبين ما هو جزء من تركيبة اسم أو فعل ما يشبه في بدايته أداة التعريف، فنقول: (تُوسِي) وهو فعل الأمر للمؤنث بمعنى: زاحمي، أو اكبسي- إذا كانت تعبئ شيئا مثلا. والفعل إذا وردت بعده تكملة للجملة، فانه يتحول الى : (تُوسِ) بكسر السين وبدون المد الياء. فهو يرد على صيغة: (تُوسِ) في جملة مثل: (تُ نَفِ تُوسِ أُ رَبِ يَكْسِيسِي): عبئي الجراب مع كبس؛ وذلك سيشبه العبارة عند تعريف الاسم: (سِ) والذي يعني: كبد، إذ وبما أنه اسم مؤنث قصير الصوت- مكون من صوت السين فقط- وانه وعند تعريفه في حالة كونه فاعلا فانه سيأخذ الأداة طويلة الصوت: (تُو)، وعند كتابة مثل هذا الاسم في مثل هذه الحالة فإننا سنكتبه: (تُوسِ) فتقول: (تُوسِ تِوْلَءْ) إذا أردت أن تقول أن شخصا أحس برغبة في ترجيع الطعام "بطنه طمت".. والصوت في الاسم سيشبه الصوت في فعل الأمر المذكور. وسيتشابه الصوتان في فعل الأمر للأنثى بمعنى: كرري الضغط مع الاسم بمعني بئر إذا عرفناه في حالة كونه مفعولا، إذ انه سيكتب: (تُوّ رِ) فتقول: (تُوّ رِ أكْتِمْ): وصلت البئر، وذلك سيختلط مع العبارة الأولى، بمعنى: كرري الضغط والتي ستكتب: (تُوّرِ) ايضا (تُوّ يَ تُوّرِ و أبْ سِفَرَءِ) إذا طلبت من امرأة ان تضغط بطن بهيمة عند الولادة لإخراج الجنين. 
لذلك كله رأينا فصل أداة التعريف من الاسم المعرف؛ أي أننا سنكتب الإسمين: (تُو سِ): الكبد- فاعلا، و(تُوّ رِ): البئر- مفعولا. 
نرد هنا للظاهرة التي تحدثنا عنها من أن الهذنذو ميالون لكسر ما هو مضموم: 
صوت الضم على أداة التعريف: 
الملاحظ أن الهذنذو ينطقون صوت الضم على أداة التعريف مكسورا: ( إ دُوبَ): العريس. (تِ دُوبَ): العروس، (تِ لِيلِ): العين. والأمر المهم هنا هو توضيح أن هذه التراكيب بكسر الأداة تعني عندهم، وعند غيرهم، جمعا أيضا. 
ما هو مضموم الآخر: سواء كان ذلك الضم من أصل الاسم أو كان بتأثير قواعد اللغة، نلاحظ أن الضمة على أداة التعريف والضم الأخير على الاسم سيكسران عند الهذنذو؛ ولنتذكر أن أواخر الأسماء غالبا ما تكون ساكنة في البذاويت، وعليه سنورد أمثلة لأسماء يضم آخرها بتأثير القواعد: 
أ/ (كامْ): جمل سيتحول إلى: (كامُ): جملي. 
ب/ (مِيـّكْ) سيتحول إلى: ( مِيـّكُ ): حماري. 
وعند تعريف هذه الأسماء سنقول: ( أُ كامُ ): الجمل ملكي، تحديدا: " الجملي"- ( أُ مِيـّكُ): الحماري؛ وعند الهذنذو ستنطق هذه الأسماء: ( إ كامِ)، ( إ مِيـّكِ)- بكسر صوت الضم في أداة التعريف وفي آخر الاسم. وعند التأنيث سينطقونها: (تِ كامْتِ)، (تِ مِيـّكْتِ) بكسر أداة التعريف وكسر آخر الاسم المضمومين أيضا. 
إلى جانب ذلك فإن أكثر إشكال الأمر يكون في حالة التعبير عن المفرد أو الجمع، فأداة التعريف المضمومة تعبر عن المفرد والمكسورة تعبر عن الجمع، وقد قلنا أن نطق صوت أدوات التعريف طويلة الصوت مضمومة، قلنا أن ذلك قاعدة شاملة عند كل البذاويت فكلهم يقولون: (أو كامْ): الجمل، (أو رْبَ): الجبل؛ إنما الإشكالية ستكون في الأدوات قصيرة الصوت، ولقد تحدثنا منذ قليل عن أداة الاسم المفرد المذكر المضمومة ( أُ) و (تُ) وأبنا كيف أن الهذنذو سينطقونها مكسورة ( إ) و (تِ)؛ وقلنا أن الأدوات المكسورة تكون للجمع والمضمومة للمفرد، ومن هنا تأتي الإشكالية والخلط في الاسم المعرف أهو جمع أم مفرد !! 
ولكن ماذا عن هذه الظاهرة، ظاهرة تبديل صوت الضم بصوت كسر عند الهذنذو، هل هو قاعدة شاملة عندهم ترد في كل مكان أم هنالك اعتبارات أخرى لهذه الظاهرة ؟. 
للإجابة على هذا السؤال لابد من بحث تفصيلي حول لهجة الهذنذو؛ وأرى أن ذلك سيتم، أفضل ما يتم، إذا أجرى ذلك لبحث أحد أبناء تلك اللهجة. ولكن لابد هنا من أن أوضح ملاحظاتي حول ذلك: 
ما ألاحظه هنا هو أن تلك الظاهرة ليست قاعدة شاملة، بل أن ذلك التبديل يتم لاعتبارات ليست منظورة بالنسبة لي الآن؛ بمعنى أن هذا التبديل لا يتم على الدوام وفي جميع الأحوال بحيث يمكن أن نعتبره قاعدة. 
ولنبدأ بمناقشة الاسم : (دُوبَ ): عريس أو عروس- حسب أداة التعريف التي تسبقه، فإذا كانت "الفا" فهو: عريس، وإذا كانت " تاء" فهي عروس؛ فالاسم معرفا ينبغي أن ينطقوه: ( إ دُوبِ) بكسر أداة التعريف وكسر آخر الاسم، ولكن وبالرغم من أنهم يبدلون صوت الضم إلا أنهم لا يبدلون صوت الفتح على الحرف الأخير، أي أنهم سينطقون الاسم مع أداة تعريفه ( إ دُوبَ) وليس ( إ دُوبِ) بالكسر، وكذلك كل اسم لا ينتهي بضم، فتظل الحركة على آخره كما هي. 
وماذا عن أسماء مثل ( أُ كامُ) و ( أُ مِيـّـكُ) التي وضحنا أنها ستنطق ( إ كامِ)- و ( إ مِيّـكِ) هل الكسرة على أواخرها قاعدة ثابتة في كل الأحوال ؟ 
بتحليل العبارات في أوضاع مختلفة نلاحظ أنه وعند إسناد أي من هذه الأسماء لضمير المفرد المخاطب، مثلا، فإنهم سينطقون التركيب: ( إ كامُوكْ): الجملك، ( إ مِيـّكُوكْ): الحمارك؛ أي أن ذلك الكسر على آخر الاسم لم يكن قاعدة ثابتة، فالواضح أنه وعند الإسناد رجع الصوت لحالته الأصلية وهي الضم بدليل صوت الضم على الحرف الأخير في اصل الاسم - الميم- والمدة التي جاءت بعدها وقبل ضمير المخاطب: "الكاف" الاخيرة. وإذا كانت الحركة كسرا في أصلها فالمفترض أن ترد المدة المناسبة للكسر وهي الياء؛ أي من المفترض أن يكون نطق الاسم شيئا مثل:(إ كامِـيكْ) أو (إ مِيـّكِـيكْ). 
ذلك فيما يتعلق بأواخر الأسماء، فماذا عن كسر أداة التعريف؛ أهو قاعدة ثابتة أم أنه ينطبق عليه ما قلناه عن أواخر الأسماء ؟ يثبت البحث أن ذلك أيضا ليس بقاعدة ثابتة في كل الأحوال، إذ سنجد عندهم صورا مختلفة لأدوات التعريف. 
فالاسم المفرد المؤنث نجد أنهم يسكنون أداة تعريفه، بدلا عن الكسر، إذا كان الاسم يبدأ بألف أو هاء: 
أ / فالاسم: ( أبَ ): بمعنى: خور سيعرفونه: (تْ أبَ ) بتسكين أداة التعريف وليس: (تِ أبَ)؛ ( ألَ ): رقبة أو حبة خرز، سيعرفونه: ( تْ ألَ) وليس: (تِ ألَ). والمهم هنا توضيح انهم سيقولون: (تِ أبَ) و( تِ ألَ) جمعا. 
ب/ والاسم: ( هَوَتْ ): سعن اللبن سيعرفونه: ( تْ هَوَتْ) بتسكين تاء تعريفه، وليس بكسرها؛ (هَدَلْ): أسود أو سوداء سيعرفونه: ( تْ هَدَلْ) وسيقولون: (تِ هَدَلَ) جمعا. 
ج/ والاسم مضموم الاول سيعرفونه بتسكين أداة تعريفه، وليس بكسرها، فيقولون: ( تْ أورْ) وليس: ( تِ أورْ): البنت. 
إذن فإن كسر المجموعة محل البحث لأداة التعريف ولأواخر الأسماء، إن ذلك ليس بقاعدة بل هو تعبير يرد في بعض المواقع ولا يرد في غيرها. 
ولكن ما هي الإشكالية التي تظهر في كل ذلك للباحث الذي لا يعرف اللغة ؟ إن الإشكالية مترتبة علي الإشكالية الثانية والإشكالية الثالثة. الإشكالية الثانية: "الإشكالية حول الجمع والإفراد" في البذاويت، والإشكالية الثالثة: "ظاهرة الميل إلى كسر بعض ما هو بصوت ضم" إذ أن ذلك الباحث سيصعب عليه معرفة الفرق بين المفرد والجمع، والفرق في أدوات تعريف كل منهما مما يجعله يعتقد أن ( قواعد اللغة أبعد من أن تكون سهلة، وأنه يبدو مستحيلا وضع قواعد ثابتة لا تسمح بإستثناءات). وفيما يبدو واضحا فإن النص لم يلحظ أن ذلك لا يعدو أن يكون لهجة، ضمن تلك اللغة، تحتمل مثل هذه الاختلافات؛ واللهجات عادة ما تكون بينها وبين لغاتها الأم بعض الفروق؛ خاصة وأن النص يورد في مقدمته- صفحة (1)- أنه: " من الضروري وضع الاعتبار اللازم لتعدد اللهجات واختلافات النطق والكلمات، وربما ان ذلك ليس اكثر من الاختلافات في النطق بين بعض المتكلمين بالإنجليزية في أقاليم بريطانيا المختلفة". وفيما أرى فإن صعوبة البذاويت في صوتياتها وليس في قواعدها، فكل لغة لا يعرف المرؤ قواعدها فإنها ستصعب بالنسبة اليه.

تاسعا- الجمع والإفراد في البذاويت: 
إلى جانب ما أوردناه أعلاه، رأيت أنه من الضروري إفراد فقرة في مرشد القاموس لهذه المادة بغرض توضيح صورة تركيب اسم الجمع من الاسم المفرد في البذاويّت وذلك لمساعدة القارئ لتفهم تلك الكيفية؛ لأنه وكما أرى فإن كيفية تركيب اسم الجمع من الاسم المفرد في البذاويّت هي أحد أهم إشكاليات البذاويّت، فالعلاقة هنا أيضا علاقة أصوات، والباحث الذي تنحصر معرفته لوسائل لغات أخرى في ذلك سيجد صعوبات جمة في معرفة الكيفية التي يتم بها الجمع والإفراد في البذاويّت. 
ونلاحظ في ذلك كثرة تلك الصور، وسأحاول هنا في بعض التفصيل أن أعطي صورة لتلك الكيفية. 
فالبذاويت تقسم الأسماء من حيث الإفراد والجمع إلى عدة أنواع: فمن أسماء مفردة لا تأتي منها صيغ للجمع، وأسماء جموع لا تأتي منها صيغ مفردة .. إلى أنواع من حيث صحة الاسم واعتلاله، فالاسم المفرد الصحيح تركب منه صيغة الجمع بصورة تختلف عن تركيب الجمع من اسم مفرد يدخل في تركيبته حرف حركة، والأسماء التي تدخل في تركيبتها باء "التذكير/ أو التنكير"، أو تاء "التأنيث/ أو التنكير" يختلف تركيب جموعها عن تركيب الجموع في الأسماء التي لا تدخل في تركيبتها تلك الأداوات. 
I – أسماء مفردة لا ترد منها صيغ للجمع: 
أ – ( تَكْ) : رجل ، وجمعه هو ( دَ ). 
ب – ( تَكَتْ) : امرأة ، وجمعه هو ( مَءْ). 
II– أسماء جموع لا تأتي منها صيغ مفردة: 
أ - ( يَمْ) : ماء. 
ب ـ (آتْ) : لبن. 
ج – (شُـوكْ) : روح. 
ومن حيث صحة تركيبة الاسم (صحة الاسم أو اعتلاله) فان البذاويّت تقسم الأسماء إلى أنواع بموجب الحركة على آخر الاسم المفرد: 
III – الأسماء المفردة الصحيحة: 
1ـ الاسم المفرد الصحيح ساكن الآخر: 
تركب صيغة الجمع منه بإبدال صوت السكون على آخره بصوت فتح: 
- (تِرِقْ) : هلال أو شهر، وجمعه : (تِرْقَ). 
- (رَقَدْ) : قدم وجمعه : (رَقَدَ). 
- (هَلَكْ) : ثوب وجمعه : (هَلَكَ). 
- (كْوَكْوَرْ) : ثعبان وجمعه : (كْوَكْوَرَ). 
2- الاسم المفرد الصحيح ساكن الآخر المنتهي بحرف متكرر: 
تركب صيغة الجمع منه بإدغام الحرفين المتشابهين وحذف احدهما وظهور شدة على آخر الاسم- والشدة عادة للدلالة على الحذف- ذلك بغض النظر عن الحركة على الحرف قبل الأخير: 
- ( مَنَنْ ) : سكين وجمعه : ( مَنَّ). 
- (بَرَرْ ) : خلاء وجمعه : ( بَرَّ ). 
- (سَلَلْ) : درب وجمعه : (سَلَّ). 
- (أذِذْ ) : قسم أو نصيب وجمعه : ( أذَّ )- لاحظ أن الحرف قبل الأخير في الاسم مكسور. 
3- الاسم المفرد الصحيح متحرك الآخر بالفتح: 
تأتي صيغة الجمع منه بمجرد إضافة أداة تعريف الجمع إليه- حسب حالة الاسم في الجملة- فالصوتان في حالة الجمع والمفرد متماثلان سواء كان مذكرا أو مؤنثا دون تغيير في صوت الاسم: 
*- (رِبَ ): جبل وجمعه: (رِبَ )، وجمعه معرفا: ( إ يـّ رْبَ). 
*- (قِـرْمَ ): رأس وجمعه: (قِـرْمَ )، وجمعه معرفا: ( إ قِـرْمَ ). 
*- (لـَقَ): عجل وجمعه: (لـَقَ)، وجمعه معرفا: ( إ لـَقَ ). 
*- (لِـيلِ): عين- مؤنث- وجمعه: (لِـيلِ)، وجمعه معرفا: (تِ لِـيلِ). 
4 – الاسم المفرد الصحيح متحرك الآخر بكسر: 
تأتي صيغة الجمع منه بمجرد إضافة أداة تعريف الجمع إليه: 
*- (نَـفِ) : جراب- مؤنث- وجمعه معرفا: (تِ نَـفِ). 
*- (لـَكِ) : "راكوبة " وجمعه معرفا: ( إ لَـكِ ). 
*- ( أتَنِ): نوع من البروش، وجمعه معرفا ( تِ أتَنِ). 
5 – الاسم المفرد الصحيح مضموم الآخر : 
تأتي صيغة الجمع منه بمجرد إضافة أداة تعريف الجمع إليه : 
*- (قَـلُ) : جلد- مؤنث- وجمعه معرفا: (تِ قَـلُ). 
*- (أشُ): "عدو" وجمعه معرفا: (هِـ أشُ). 
*- (أرَرُ): طائر الرهو، وجمعه معرفا: (ىْ أرَرُ). 
*- (أدَرُ): أحمر، وجمعه معرفا: (هـِ أدَرُ). 
IV- الأسماء التي في تركيبتها حرف متحرك تركب صيغة الجمع منها بحذف حرف الحركة: 
1 – الاسم المعتل ساكن الآخر: 
تركب صيغة الجمع منه بحذف حرف الحركة مع نبر أوله: 
*- (كامْ ): جمل، والجمع منه (كَمْ ). 
*- (قَالْ): واحد - العدد- والجمع منه (قَـلْ). 
*- (أُورْ): ولد والجمع منه (أرْ). 
2 – الاسم المعتل المتحرك الآخر بفتح: 
تأتي صيغة الجمع منه بإضافة أداة التعريف للجمع إليه مذكرا أو مؤنثا: 
*- (كُوبَ): قدح خشبي - مؤنث- وجمعه: (كُوبَ)، وجمعه معرفا: (تِ كُوبَ). 
*- (دُوبَ): زوج أو زوجة، وجمعه مذكرا معرفا: (إ دُوبَ)، ومؤنثا معرفا: (تِ دُوبَ). 
3ـ الاسم المعتل المتحرك الآخر بكسر: 
تأتي صيغة الجمع منه بإضافة أداة التعريف للجمع إليه مذكرا أو مؤنثا: 
*ـ (بِيلِ): قفة أو زنبيل وجمعه: (بِيلِ) وجمعه معرفا: (إ بِيلِ)، ويؤنث إذا كان صغير الحجم: (تِ بِيلِ). 
*- (سِيدِ): فلجة في الأسنان، وجمعه معرفا: (تِ سِيدِ). 
4 – الاسم المعتل المتحرك الآخر بالضمة: 
تأتي صيغة الجمع منه بإضافة أداة التعريف للجمع إليه مذكرا أو مؤنثا: 
*- (دِيفُ) : بليلة- مؤنث- وجمعه معرفا (تِ دِيفُ). 
*- (بِيبُ): رقص مع قفز وجمعه: (بِيبُ)، وجمعه معرفا: (إ بِيبُ). 
V– الجمع والإفراد لما في تركيبته باء "تذكير/ تنكير" أو تاء "تأنيث/ تنكير": 
بالإضافة إلى ما ذكر فإن بعض تراكيب الجمع في البذاويّت للأسماء المنتهية بباء التذكير أو تاء التأنيث تبدو أكثر صعوبة، وما سنلاحظه هو أن الاسم في حالة إفراده يشبه الاسم في حالة جمعه من حيث الحروف المكونة ومن حيث ترتيبها ومن حيث نطقها، وأن الفرق الوحيد بين الاسم المفرد وجمعه فرق في النطق فقط؛ ذلك الاختلاف الذي يتحدد حسب تركيبة الاسم: 
أولا: أسماء مثل: 
(هَذَابْ): أسد وجمعه: (هَذَابْ): أسود. 
(بابابْ): أب وجمعه: (بابابْ): آباء. 
ونلاحظ ان الإسمان "في حالة الجمع والإفراد" متشابهان من حيث الحروف و ترتيبها ومن حيث التشكيل. ولا أجد طريقة لتوضيح الفرق في النطق غير محاولة رسم هذه الحركات وأرجو أن يساعد ذلك في توضيح ما أريد. 
وإذا استطعنا تصور مجرى الهواء كمنطقة بين خطين متوازيين .. خط يمثله السقف العلوي للقصبة الهوائية والفم، وخط يمثله السطح السفلي لهما، حيث أنه يتم نطق الأصوات بدرجات ومواقع إغلاق أجزاء الفم لمسار الهواء. فصوت الألف يتم نطقه بإغلاق أسفل الحلق .. والباء يتم نطقها في الطرف الخارجي للفم بغلق الشفتين على الهواء وفتحهما فجأة .. والتاء يتم نطقها بقفل مسار الهواء بملامسة مقدمة بطن اللسان لسقف الحلق... وهكذا. 
وما سأحاول أن أبينه هنا هو الكيفية التي ينساب بها الهواء أثناء النطق إلى مكان إحداثيات النطق عند أجزاء الفم المشاركة في النطق وتوضيح النبر على بعض الأصوات. 
وفي حالة الجمع والإفراد، وكما بينا، فإن الاختلاف اختلاف " نبر"، أي أن بعض الأصوات والتي يتم نطقها في مستوى معين بحركة الأجزاء المشاركة في النطق، فإنه وعند النبر فالصوت المنبور يخرج من نفس مخرج الصوت غير المنبور وبمشاركة نفس أعضاء النطق ولكن في مستوى أعلى قليلا من مستوى الصوت غير المنبور. 
وإذا حاولت أن أرسم ذلك فسأوضحه كما يلي:

 

لاحظ أن الصوت غير المنبور قد وقع وسطا بين الخطين المتوازيين وأن الصوت المنبور قد وقع في منطقة أعلى من تلك التي وقع فيها الصوت غير المنبور. 
وغالبا ما يصاحب النبر هبوط أو صعود في الأصوات .. ولنوضح مفهوم علو وهبوط الأصوات، فإذا أردت أن تنطق الكلمة ( هَـرَ ): بمعنى: كذب، فالكلمة مكونة من مقطعين ويمكن رسم ذلك كما يلي:

لاحظ أن المقطعان قد خرجا في مستوى وسط واحد. 
ولكنك إذا أردت نطق فعل الأمر من العبارة بمعنى ذهاب: ( قِيقْ) فهو: ( قِـيـقا)، ويمكن توضيح نطق الفعل كما يلي:

ونلاحظ أن المقطع الأول مقطع هابط:[falling pitch]، يبدأ عاليا في نطق القاف ثم يهبط .. والمقطع الثاني مقطع صاعد: [rising pitch]، إذ انه وعند نهاية مستوى هبوط المقطع الأول يصعد الصوت في القاف الثانية لإعطاء معنى الأمر. 
وبالعودة للأسماء ( هَذَابْ) و(بابابْ) وكما هو واضح فإن الاسم المفرد وجمعه يتماثلان في الحروف المكونة وفي ترتيبها وفي نطقها "تشكيلها"، والاختلاف بينهما اختلاف نطق، إذ انه عند تحليل الاسم المفرد وجمعه يتضح التالي: 
1 – الاسم (هَذابْ) مكون من ثلاثة مقاطع: (هـَ – ذا – بْ ) وما يجري عليه عند نطقه هو:

* – يقع المقطع الأول من الاسم وسطا. 
*– يرتفع مستوى نطق المقطع الثاني صاعدا .. ويمكن توضيح ذلك كما يلي:

ويلاحظ فيه: 
أ – أن نطق المقاطع الثلاث قد صدر صوتها وسطا في النطق. 
ب ـ أن المقطع الأوسط مقطع صاعد [rising pitch]. 
اسم الجمع :

ويلاحظ فيه : 
أ - قد تم نبر للمقطع الأول مما جعل نطقه أعلى قليلا عن نطقه في الاسم المفرد. 
ب- المقطع الثاني في الاسم مقطع هابط [falling pitch]. 
2 - الاسم (بابابْ) مكون من ثلاثة مقاطع = ( با – با – بْ) وما يجري عليه عند نطقه هو: 
الاسم المفرد: 
با با بْ

أ - المقطع الأول قد وقع وسطا . 
ب - المقطع الثاني مقطع صاعد 
اسم الجمع : با با بْ

ويلاحظ فيه : 
أ – تم نبر المقطع الأول فصار أعلى في نطقه عما هو في الاسم المفرد. 
ب – المقطع الثاني مقطع هابط. 
.. الاسم (فِـناتْ): رمح، وجمعه (فِـناتْ) تنطبق عليه، عند جمعه، حالة نبر مقطعه الأول ونطق المقطع الثاني هابطا. وتنطبق هذه الحالة على أسماء مثل: 
(رِبَ) : جبل، وأحد صيغة إفراده هي: (رِبَابْ) بإضافة باء التذكير أو التنكير وجمعه : (رِبَابْ). 
(قِرْمَ) : راس، وأحد صيغ إفراده هي: (قِرْمَابْ)، وجمعه (قِرْمَابْ). 
(لـَقَ) : عجل، وأحد صيغ إفراده هي: (لَـقَابْ)، وجمعه : (لـَقَابْ). 
(لـِيلِ): عين، وأحد صيغ إفراده هي: (لـِيلِـيتْ)، وجمعه : (لـِيلِـيتْ). 
( سَبُّ ): صحراء، وأحد صيغ إفراده هي: ( سَبُّـوتْ )، وجمعه : ( سَبُّـوتْ ).

عاشرا: التصغير في البذاويّت: 
في البذاويت يتم التصغير بصورة تختلف عنها في العربية مثلاً .. ففي البذاويّت تصغر الاسماء بطرق مختلفة. 
الأولى: لتصغير الاسم اذا كان في تركيبته حرف "راء ". 
() بعض ما في تركيبته حرف راء يتم تصغيره بتحويل الراء فيه الى لام، فتقول: (سَرارابْ): طويل، وتصغره: (سَلالابْ)- ( نَفِرْ): حلو، وتصغره: ( نـَفِلْ)- (رِبَ): جبل، وتصغره: ( لِبَ). 
الثانية: بعض ما في تركيبته "لام اصلية" يصغر بتحويل اللام فيه الى نون، فتقول: (دَبَلُوبْ) وتصغره: (دَبَنُوبْ)، وتقول: ( هَلاقُ): معوج، وتصغره: ( هَناقُ). 
() لا يصح تحويل اللام الى نون- على سبيل التصغير- اذا لم تكن اصلية في الاسم، بمعنى انه لا يصح تحويل لام ناتجة عن تصغير "غير اصلية في الاسم"-كانت في اصلها راء- الى نون، اى انه لا يصح ان تصغر: ( سَلالابْ) الى: (سَنانابْ) ولا ( لِبَ) الى: ( نِبَ) مثلا. 
الثالثة: ما ليس في تركيبته حرف راء ولا لام يصغر بإضافة عبارة تعني: صغير قبل الاسم وهما العبارتين: (دَبَلُ) و( دِسْ). 
() (دَبَلُ) ترد لتصغير الاسماء التي لا يمكن عدها: (Uncountable Nouns). فتقول: ( دَبَلُ بْهَلِ إنْفَرَادْ) أي إنه قد حادثه بقليل- وربما قصد الخطير- من الكلام. 
() ( دِسْ) وترد عموما لتصغير الاسماء التي يمكن عدها: (Countable Nouns) فتقول: ( دِسْ رَقَدِيبُ): إنه ذو قدم صغيرة. 
الرابعة: بعض الاسماء والتي ليس في تركيبتها راء ولا لام يتم تصغيرها بتأنيثها.

حادي عشر: إشكاليات في الكتابة ما تزال في حاجة لحلول: 
يتضح من ذلك أنه ما تزال هنالك إشكاليات في كتابة البذاويت بالحرف العربي، ولنفرد هذه الفقرة لتلك الإشكاليات. 
1- من ذلك ما ذكرناه حول الجمع والإفراد والتشابه التام بين بعض الأسماء المفردة وجمع كل منها من حيث الحروف المكونة للاسم وترتيبها ومن حيث تشكيلها مع اختلاف في المعنى. والقضية متعلقة بكيفية توضيح النبر المشار إليه عند رسم الكلمات. 
2- يتسع ذلك ليشمل تراكيب أخرى كثيرة في اللغة، فعند إسناد الأسماء المفردة للمتكلم سنرد لنفس الإشكالية، فتقول: (أورُ ) تعني: مطلق ولد - و(أورُ ) وتعني: ولدي .. وتلاحظ أن كتابة العبارتين متطابقة حروفا وتشكيلا، إلا أن النطق والمعنى مختلفان، وهكذا: ( أنُوتُ): نعجة، ( أنُوتُ): نعجتي؛ (كامُ ): جمل، (كامُ ): جملي. 
3- من تلك الإشكاليات ما يظهر عند تعريف بعض الأسماء إذ أنه وعند دخول أدوات التعريف على بعض الأسماء في البذاويّـت، وكإجراء صوتي، يتم إضافة صوت بين الأداة والاسم المعرف .. فالعبارة (دِيـّتْ ) تعني: أم، والعبارة (دِيـتْ) تعني "حديدة" أو "قطعة حديد"، والتاء للتأنيث والتنكير؛ وأصل الاسم هو فقط الدال مكسورة: (دِ ). وعند تعريف الاسم ينطقونه: ( تُو+ نْ + دِ )= (تُونْدِ ): الأم أو "قطعة حديد"، إذ أن دخول أداة التعريف قد حذف التاء في آخر الاسم- وهذا ما يجعلنا نقول بأن التاء للتنكير وقد تم حذفها عند التعريف؛ ودخول أداة التعريف قد حذف، أيضا، دلالة التأنيث في الاسم لأن اللغة تفرز بين أداة لتعريف الاسم المذكر وأخرى لتعريف الاسم المؤنث؛ والأداة ( تُو)- في حالتنا هذه - توضح أن الاسم بعدها مؤنث فليست هناك حاجة لغويا لتأنيث الاسم بعدها. 
ونقول: (إيـّـنْدَ): الرجال، (أونقال): الواحد، أ(نقرب)، والنون في وسط العبارة قيمتها ليست من جهة المعنى، أي أنها لا تضيف معنى للعبارة ولا تحذف معنى، والواضح أنها تأتي لضرورة صوتية (صرفية) بغرض فصل صوت المد في نهاية اداة التعريف عن صوت القاف او صوت النون في بداية الإسم المعرف. 
ألم اقل من قبل أن اللغة تعرف الفصل بين أداة التعريف والاسم المعرف؟. 
والإشكالية التي ستواجهنا هنا هي كيفية كتابة مثل هذا الاسم مع أداة تعريفه. 
قلنا أننا سنفصل بين الاسم المعرف وأداة تعريفه في الكتابة لأسباب ذكرناها. ولكن، وفي مثل هذه التركيبة نلاحظ التالي: 
1- أن الصوت بين أداة التعريف وبين الاسم المعرف بعدها - صوت النون- ينحصر الغرض منه، وكما سلف، لناحية صرفية بغرض الفصل بين الأداة والاسم المعرف لا أكثر. 
2- الإجراء الصرفي المذكور متعلق ببعض حالات التعريف وهي تلك التي يبدأ فيها الاسم المعرف بصوت دال أو باء أو صوت قاف، بل أن ذلك لا يقع في تعريف كل اسم يبدأ بباء أو دال، فتقول:(تُو دَ): الوعاء؛ (تُو دَوْ): الزجاجة؛(أو دِ): الوادي، (أوّ قْنَءْ): القلب. 
3- إذا كانوا يضيفون صوت (نون) قبل صوت الدال فإنهم: 
أ- يضيفون صوت (ميم) قبل بعض الأسماء التي تبدأ بصوت الباء: (بأسْ) تعني فيما تعني: وسادة، وعند تعريف الاسم ينطقونه: (تُوّمْبْأسْ)؛ (برتْ): أرضة، نمل أبيض، وعند تعريفه ينطقونه: ( تُمْبِرَتِ) بإضافة باء بعد اداة التعريف. 
ب- في بعض الأسماء التي تبدأ بصوت القاف يضيفون صوت (نون) بعد اداة التعريف وقبل صوت القاف. فالعبارة: (قال): تعني واحد، بتعريفها ينبغي ان تسبقها اداة التعريف (أوّ)= (اوّ + قالْ). ولكنهم عند تعريف الاسم ينطقونه: (أُوّنْقالْ)= (أُوّ + نْ + قالْ) وواضحة اضافة النون بعد اداة التعريف وقبل القاف البادئة. ومن ذلك: (أُوّنْقَءْ): الخصر او الوسط واصله: (قَءْ): خصر او وسط، (أوّنْقْوَابْ) واصله: (قْوَابْ) بمعنى: أرض منبسطة جرداء، (أُنْقِرَبْ): واصله: (قِرَبْ): مغرب. وسناقش ذلك ببعض التفصيل. 
4- الواضح هو أن كتابة الاسم المفصول صرفيا عن أداة تعريفه ستنتج إشكاليات أكثر تعقيدا، إذ هل سنفرق بين الأداة من ناحية والاسم مع الصوت المضاف من ناحية أخرى؟ فالاسم: (بْأسْ) يعني: وسادة، إلا أنه وعند تعريفه ستأتي قبله أداة تعريف الاسم المذكر قصير الصوت: (تُو)، وسيضيفون(ميم) .. وسينطقون الاسم معرفا: ( تُو + مـْ + بْأسْ). فهل نكتب العبارة بتفريق أداة التعريف عن الاسم والصوت المضاف: ( تُو مْبْأسْ ) .. فما معنى: ( مْبْأس )؟ أم نكتبه بوضع الاسم منفردا: ( تُومْ بْأسْ ) .. فما معنى: ( تُومْ)؟. 
5- نقترح في مثل هذه الحالة فقط- حالة ظهور صوت ليس من أصل صوت الاسم ولا أداة التعريف، والذي يرد للغرض المذكور- نقترح كتابة العبارة متصلة: (تُونْـدِ): الأم، (تُومْبأسْ): الوسادة، (تُمْبأسْتُ ): الوسادتي، (أومْبْءِ): اليوم، (أمْبْإيـّـىُ ): اليومي أي اليوم "ملكي" او يومي- (أُوّنْقالْ) .. (أُوّنْقَءْ).. الخ. 
ويقال " أن لكل قاعدة شواذ" فلنعتبر هذه الكتابة لتلك التراكيب من قبيل الشاذ في قاعدتنا في فصل أداة التعريف لاستيعاب الضرورات الصوتية التي أملت تلك الإضافة. 
ألم أقل أن البذاويت صعوبتها في صوتياتها وليس في قواعدها؟. 
على كل فإن افضل طريقة لترسيخ هذه القواعد في الظروف الحالية، فيما ارى، هو تبادل الرسائل الشخصية وفي المناسبات المختلفة عبرها؛ ولعله من المناسب هنا ذكر انه قد تم تبادل رسالة واحدة بالبذاويت بيني وبين مولانا محمد طاهر علي عيسى في الرياض وذلك قبل نشر هذه القواعد.

ثاني عشر: .. أينما وجدت ذلك ضروريا، كأن يكون لتوضيح تركيب معين أو كان لتوضيح معنى ما فقد بينته بوضعه بين قوسين مربعين:[ ] .. وأرجو أن يكون ذلك قد أفاد فيما حاولت.

981135 تعليقات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة