الإثنين, 09 تموز/يوليو 2018 10:29

النظام العددي-العدد الاول

بسم الله الرحمن الرحيم 
‎‎ إهـــــداء

الى ابناء البجا .. حيث وجدوا. 
إنه لمن دواعي اعزازنا، وانه ليشرفنا كثيرا ان نرحب بكم في العدد الأول من اصدارتكم (بداويت). 
و (بداويت) في شكلها الذي بين أيديكم كانت جهدا مضنيا في البحث والتمحيص وكانت حلما راودنا طويلا، وهي بين أيديكم تنتظر دعمكم لتطويرها كلاً حسب إمكانياته الفكرية والفنية والمالية.. الخ. من ذلك نقدكم ودراساتكم وحتى ملاحظاتكم حول ثقافة البجا في كافة مجالاتها، ونتوقع، بل ونرجو إلا تستهينوا بشئ فالقليل، مهما قل، على القليل كثير، ونعد بنشر كل ما يصلنا منكم نقدا كان أو آراء أو دراسات إذ ان من ضمن أغراض الإصدارة إستثارة البحث في المكنون في دواخلنا، وتوثيقه سواء بالكتابة أو بغيرها. 
وقد كان الجانب التمويلي- وحده- العقبة الكأداء التي أخرت إشراقة (بداويت)، وإذا كنا وبحمد الله قد تجاوزنا هذه العقبة في عددنا الأول، فإن الأعداد القادمة سيقع عبء تمويلها بكامله على عواتقنا جميعا، هذا إذا أردتم أن تكون هناك أعداد أخرى. 
أما عضوية الجمعية [جمعية الثقافة البجاوية] فهي مفتوحة لكل أبناء البجا المهتمين بالبحث في ثقافتهم دون فرز بينهم لأي سبب من الأسباب، وما ذلك لا لقناعتنا التامة بأن المعرفة حول البجا ليست مقصورة على بعضهم دون البعض الآخر. ولأن الأمر متعلق بالمعرفة بثقافة البجا، فإن العضوية مفتوحة أيضا لكل المنشغلين والمشتغلين بتلك الثقافة على أن يوافق طالب العضوية على ما ورد في الأوراق التأسيسية للجمعية. 
ونحن في [جمعية الثقافة البجاوية] لسنا اكثر من أناس جمعتنا وتحركنا رغبة اكيدة في البحث في ثقافتنا في كافة جوانبها وتفاصيلها،واننا لنعلم يقينا أن عملنا سيظل على الدوام ناقصا يستدعي آراء العلماء والمتخصصين من أبناء البجا خاصة ومن غيرهم. 
وأخيرا.. 
لن يفوتنا هنا أن نسدي جزيل شكرنا لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم، أيا كان مقدار مساهمته، ويحق علينا ان نبين بأنه لو لا أريحية أبناء البجا في لندن لما كان هذا العمل ممكنا. 
ويحق علينا أيضا ان نقر بفضل الدكتور/ محمد الشاذلي من كلية الألسن جامعة عين شمس قسم الدراسات الافريقية وان نشيد بما قدمه من آراء ودعم لهذا العمل، كما ونأمل في تعاون أوسع مع قسم الدراسات الافريقية، كلية الألسن جامعة عين شمس.



النظام العددي

بقلم الأستاذ/ محمد أدروب محمد

مدخل

يرى علماء اللغويات أن لكل مجموعة بشرية طرقها الخاصة في التواضع على أعدادها: أسماءها وتراكيبها، فيما يسمى بالنظام العددي. ويرى هؤلاء العلماء أنه لا يمكن تصور أن أمة ما قد انتظرت غيرها من الأمم حتى تأتي لتعلمها كيف تحسب على أصابع الأيدي: واحد، اثنين، ثلاثة - بغض النظر عن اللغة- أو كيف يحسب الفرد منها عدد أفراد أسرته أو ممتلكاته… الخ. والنظام العددي، وفيما يرى هؤلاء العلماء، أمر يشكل في حد ذاته سمة تميز أمة ما عن غيرها من الأمم. ويرى علماء اللغويات أنه ( عندما نجد في أية لغة لفظا من ألفاظ الحضارة مستعارا من لغة أخرى .. لا نجد أن هذه الظاهرة تمثل أية مشكلة و لاسيما إذا كان اللفظ المستعار محافظا على بنيته الأصلية فلم يمتص تماما في جسم اللغة المستعيرة بحيث يرضخ لقواعد صرفها ونحوها واشتقاقها .. الخ؛ فالألفاظ الدخيلة تظل دخيلة مهما تم تداولها، وفي هذا نقول: لغة اقترضت من لغة أخرى ما تحتاج إليه أو ما تزين به نفسها)(1)
النظام العددي في البذاوِيّتْ 
ونبدأ بحثنا بمحاولة الإجابة على السؤالين التالين: 
هل في البذاويّتْ نظام عددي؟ وما هو ذلك النظام؟ 
وللإجابة على السؤالين لنبدأ بإستعراض الأعداد وتراكيبها في البداويت.

الأعداد وتراكيبها

أولا: أسماء الأعداد

(1) يحسب البذاويّتْ من (واحد) إلى (خمسة) فيقولون: 
قَالْ، قْوِرْ- للمؤنث : قاتْ 
مَلوُبْ - للمؤنث : مَلوُتْ 
مْهَيْبْ(2)- للمؤنث : مْهَيْتْ 
فَدِقْ(3)- للمؤنث : فَدِقْتْ 
أَيْبْ - للمؤنث : أَيْتْ

في تحليلنا للأعداد من 1 إلى 5 وفي سبيل مقارنة لأسماء الأعداد بين اللغات، لعله من المفيد الاضطلاع على الجدول التالي

عربية

عبرية

تقرِ

تقرينيه

أمهرية

لاتينية

يونانية

سنسكريتية

مصرية قديمة

بذاويت

واحد

إحاد

أورُوت

حادِ

آندْ

أوينو

أوينو

أيكا

وعيو

قال- قْوِرْ

اثنين

سنايم

كلوتْ

كِلِتِ

هُولِتْ

دوو

دوو

دْفا

صنو- سنو

مَلُ

ثلاثة

سَلُوسْ

سَلَسْ

سَلَسْتِ

سوسْ

تريسْ

تريوس

ترياس

خمت

مْهَيْ

أربعة

أرْبَ

أربعْ

أرْبَعتِ

أرات

كواتور

تتاريس

كاتفارس

فدو

فَذِقْ

خمسة

حَمِسْ

حـَمسْ

حَمُسشْتِ

أمِسْ

كوينكوي

بمبي

بنش

ديو

أيْ

ونلاحظ من ذلك: 
(أ) أن الباء في نهاية بعض الأعداد: (ملوب - مهيب- أيب) إنما هي باء التذكير، ويدل على ذلك أن مؤنث هذه الأعداد ينتهي بالتاء - أداة التأنيث في البذاويّتْ- بالإضافة إلى أن كل الأعداد في حالة التأنيث قد انتهت بتلك التاء. إذن فإن أصل الأعداد من 1 إلى 5، وبحذف أداتي التذكير والتأنيث، هو: 
(قَالْ - مَلُ- مْهَيْ- فَدِقْ- أَيْ). 
(ب) الواو في (ملوب) مده جاءت لمناسبة الضم على اللام، ويتضح ذلك من أن (ملو) في سياق حديثهم تنطق (ملُ) - بضمه وبدون المدة (الواو) - فيقول قائلهم (مَلُ أَرْ رِهَن) ومعناها رأيت ولدين- بل وهناك لغة (مَلِ) بكسر اللام عند أهل الجنوب من الهدندو ومن جاورهم، ولكنهم لا ينطقون اللام في الصيغة (ملوب) مكسورة. 
(ج) إن الحروف المكونة للأعداد من 1 إلى 5 تختلف عنها في بقية اللغات.

(2) ويحسبون من 6 إلى 9 فيقولون: 
أَسَقْوِرْ(4)- للمؤنث : أَسَقْوِتْ 
أَسَرَمَابْ - للمؤنث : أَسَرَمَاتْ 
أَسُمْهَيبْ - للمؤنث : أَسُمْهَيتْ 
اشَّدِقْ(5)- للمونث : اشَّدِقْتْ 
تَمِنْ(6)- للمؤنث : تَمِنْتْ

في تحليلنا للأعداد سنكمل الجدول(7) 

عربية

عبرية

تقرِ

تقرينيه

أمهرية

لاتينية

يونانية

سنسكريتية

مصرية قديمة

بذاويت

ستة

سِسْ

سِسْ

شدشْتِ

سِدِّسْ

سِكْسْ

هيكس

شاش

سيسو

أسَقْوِرْ

سبعة

سِب

سبُع

شَوعَتِ

سبات

سِبتِم

هـبْت

سِبْتتَن

سفخو

أسَرَمَ

ثمانية

سِمونِية

سمان

شَمُّنْتِ

سمِّنت

أوكتو

أوكتو

أشْتاوْ

خَمْنو

أسُمْهَيْ

تسعة

تِسَ

سِع

تِشْعَتِ

زيتنق

نوفم

نوفم

نافا

بسد

أشَّـذِقْ

عشرة

عسِّرتِ

عسِر

عَسَّرْتِ

عَسِّرْ

دِيكم

دِيكا

داسا

مْدوْ

تَمِنْ

ومن ذلك نلاحظ: 
(أ) إن الحروف المكونة للأعداد تختلف كليا في البذاويّتْ عنها في بقية اللغات. 
(ب) أن الباء، حيث وردت في الأعداد، إنما هي باء التذكير. 
(ج) يكون أصل الأعداد من 6 إلى 9: أسقور * اسرم * اسمهي * اشدق.

ثانيا: تركيب الأعداد:

وبمقارنة الأعداد من 1 إلى 5 بالأعداد من 6 إلى 9 نلاحظ: 
(1) أنه قد تكررت (أس) أمام المجموعة الثانية ما عدا العدد (اشدق). 
ولكنه من المعروف أن (أس) أداة معناها: أرفع أو زيد(8).. كقولهم: 
(أ) (أُهِسُوكْ أَسَ دْإىَ): أرفع صوتك. 
(ب) (هُـ أَيُوكْ أَسَ أبِكَ): أرفع يدك. 
(ج) (مَنَ… أَسَ سِمَ): "زيد" سعر شيء، في مزاد مثلاً. 
(3) إن الأعداد من: ستة (أسقور) إلى: تسعة (أشدق)، فيما يبدو واضحاً، هي مجرد تركيب بإضافة العدد إلى مضمر، يدل على ذلك تكرار (أس). 
(4) إذن هم يضيفون إلى عدد ما.. واحد فنتجت (أس- قور) .. اثنين فنتجت (اس- رم)،.. ثلاثة فنتجت (اسمهي)، أربعة فنتجت (اشدق). فما هو العدد الذي يضاف إليه واحد فينتج: سته، وما هو العدد الذي يضاف إليه إثنين فينتج: سبعة، وما هو العدد الذي يضاف إليه ثلاثة فينتج: ثمانية؟ 
(5) من واقع ترتيب الأعداد نصل إلى أنه عند إضافة كل عدد من أعداد المجموعة الأولى إلى عدد معين فإنها تنتج أعداد المجموعة الثانية، وإلى أن ذلك العدد الذي يضيفون إليه هو العدد (خمسة).. ولكن أين الخمسة في منطوق الأعداد (أسقور) إلى (أسمهي)؟ 
… أما العدد (أشدق) فسنرجئ نقاشنا حوله إلى مرحلة تحليلنا للأعداد. 
(6) والعدد خمسة اسمه (أي)، ومن المعروفة أن اليد / الكف عندهم تسمى (أَيِ) (أَيِبْ) بإضافة باء التذكير.

هذا من ناحية أسماء الأعداد.

ثالثا: جذور أسماء الأعداد

أما من ناحية جذور أسماء الأعداد، وبالبحث عن مصدر العبارة (يد) في اللغات، فإن بعض علماء اللغويات يرون: 
‌أ- أن الكلمات (هاند) الإنجليزية = (هوند) إنجليزية وسطى = (هانت) ألمانية = (
Handus) قوطية، لها صلة بالفعل (هنثان – Hinthan) في اللغة القوطية بمعنى يمسك أو يقبض، وآخرون يرون أن أصل الكلمة غير معروف. 
‌ب- أن العبارة (مان) فرنسية = (مانوس) لاتينية = (موند –
Mund) جرمانية قديمة = (موند) أنجلوسكسونية، وأن هذه العبارات من أسرة (مانوس) اللاتينية. 
‌ج- وفعل الإعطاء في المجموعة التيوتونية هو (
Give) = (Giotan) = (Gitan) أنجلوسكسونية = (Given) ألمانية = (Givan) قوطية وفيما يبدو فإن هناك علاقة جذرية بالفعل (habere) بمعنى: يعطي: To Give، وكذلك بكلمة (Gibenti) اليثوانية، ومن ناحية أخرى (Gabhasti) السنسكرتية بمعنى: يد. 
ويصل البحث(9) إلى أن هناك علاقة جذرية بين: (هاند)– (هوند) التيوتونية وكلمة "يد"، وأن جذرها هو (دا –
Da) السنسكريتية بمعنى: يعطي وهو ý (Ga) وراء فعل الإعطاء في المجموعة التيوتونية. 
واسم اليد في البذاويّتْ هو: (أيِ -
ayi) والعبارة تعني أيضا: "ذو خمسة". إذ يقولون: (مَلوُيِ): وتعني ذو اثنين، (مْهَيِ): ذو ثلاثة؛ و(أيِ) تعني: ذو خمسة وفي الوقت نفسه تعني يد. 
ونستتنتج من ذلك أن الاسم يبتعد كثيراً عما ذكر، ليس فقط من ناحية تركيبة الأعداد المذكورة التي وضحناها، بل أن الاختلاف واضح أيضاً في المصدر الذي خرج منه الإسم، فإذا كان اسم اليد تخريجاً من فعل (الإعطاء) هناك، فإنه في البذاويّتْ تخريج من صفة، وليس فعلاً، وهي صفة شيئ "ذو خمسة".

رابعا: معاني الأسماء الأعداد

إن (قال) – أو( قور) من معانيها: الابتداء أو السبق. 
أما ( مـَلُ) فألمح فيها معنى من: ( مَلْهـُ) بمعنى: وسط، ولكن أوسط ماذا .. الواضح أنه أوسط الخمس: الأصابع؛ فإذا كان ذلك كذلك، يكون المقصود بالعبارة: (مل) هو الاصبع الأوسط .. وبذلك لا مفر من أن تكون السبابة هي المقصود بالعبارة: (قال) وذلك حتى يكون العدد التالي لها هو "اثنين" و "أوسط الخمسة" في نفس الوقت، إذ لا مفر أيضا من فكرة ربط الأعداد بالكف وأصابعها الخمس.

وعليه فان الاستمرار في العد، في اليد اليمنى أو اليسرى لا فرق، ابتداء من [السبابة] ( قال)، تليها [الوسطى] (مل) أو (ملهـ) يجعل [البنصر] هو المقصودة بالعبارة (مـهي)، وفي العباره، وفيما أرى، من معنى: (مْهاىِ) والتي تعني: التخلف من شيء، أو البقاء "بعد نهاية شئ"، فتقول: ( مْهِىَ ) إذا أمرت شخصا بأن يتخلف "عن ركب أو ما شابههه"، وتقول: ( أمْهِـ ) إذا تخلفت، و( إمْهـِ) إذا أخبرت عن شخص قد تخلف.

ولكن متبقي من ماذا؟ الواضح أن المقصود هو المتبقي من الأصابع لفتح اليد/ الكف وإكمال العد.

بعده (فذق) – تركيب بالحرف الشبيه بالدال- وهو المرحلة الأخيرة لفتح الكف، وتعادل [الخنصر]؛ لأنك لو كنت تحسب بكف مضمومة الأصابع، وبطن الإبهام قد وضعت ملامسة للسبابة .. وبدأت برفع السبابة وأعقبتها بالوسطي ثم البنصر، فأن الذي ينجز فتح الكف هو [ الخنصر]. والمح في اسمه (فذق) معنى: الذي يفتح، وذلك بافتراض (فَنْدِيقْ ) قديمة سابقة لعبارة (فدق) في الاستعمال والتي تحمل نفس المعنى: الذي يفتح أو التي تفتح- لاحظ أن الأصابع، مفردها وجمعها مؤنث في البداويت. وفي (فنديق) -المفترضة- نلاحظ انه قد التقت "نون" و "دال" في وسط العبارة حيث يكون اللسان أثناء نطقهما في نفس المكان على سقف الحلق ولكن بوضعين مختلفين بالضرورة، ومع سرعة توالي النون والدال يتوسط اللسان وضعه عند نطق النون ووضعه عند نطق الدال .. وان ذلك قد انتج الصوت الشبيه بالدال وذلك هو تحديدا موضع نطق ذلك الصوت.

(8) من كل ذلك نستنتج: 
(أ) أن الأصل في (أي): خمسة فيه إشارة لليد ولأصابع الكف. 
(ب) أن هناك ثمة مضمر في تركيبهم للأعداد من (اسقور) إلى (أسمهي) وهو عدد أصابح اليد.. خمسة(10).

خامسا: تحليل اسماء الأعداد

تحليل العدد أسقور: 
(1) يتضح من ذلك أن الذي يحدث هو أن من يحسب: 
(أ) يضيف (قْوِرْ) - وأصلها قال- وكانه يقول (أس) بمعنى ارفع أو أزيد - إلى ما فى ذهني- (قال) لتصبح: (أس- قال) = (اسقال)، ويحول اللام إلى راء (اسقار) ويتحول الألف الى واو فتصبح (اسقور). والأقرب أنهم يضيفون: (قور) التي تعني: واحد بعد أداة الزيادة (أس) فتنتج: (أسَ- قْوِرْ). 
(ب) وقولنا أن (قور) هي (قال) نستنتجه من مقارنه العددين أحد عشر: (تمن قور) وواحد وعشرين: (تقو قور) بالعددين واحد وثلاثون: (مهى تمون و قال) ومائة وواحد: (شيب و قال) اذ نلاحظ أن إضافة الواحد فى العددين الأولين قد تمت ب (قور) وأنها فى العددين الأخيرين قد تمت بالعدد (قال) وهي هي اضافة واحد لكل من العددين.

(2) الأكثر دلالة على أن (قور) أصلها (قال) الآتي: 
(أ) المعروف هو أن أحد صور تأنيت العدد (قال) هي (قات) بحذف اللام اذ يؤنث العدد واحد وثلاثين بـ (مْهَىْ تَمَونْ و َقَاتْ وَ)، والعدد مائة وواحد بـ (شِيبْ و َقَاتْ وَ) - انظر مؤنث العدد (قال). 
(ب) الصورة الأخرى لتأنيث العدد (قال) هي (قْوِتْ) كما في العدد أحد عشر: (تَمْنَ قْوِرْ) والذي يؤنث (تَمْنَ قْوِتْ)، وواحد وعشرين: (تَقْوَّ قْوِرْ) الذي تأنيثه (تَقْوَّ قْوِتْ). 
(ج) ولكن تأنيث العدد (أسقور) هو (اسقوت)- (اس -قوت)، وكان (أس) قد جاءت أمام مؤنث (قال)… ولعلها كانت (قورت) ثم خففت بحذف الراء.

(3) مما يؤكد ذلك هو أنه مازال هناك نطق (قورت) إذ أن البعض ينطقونها (تقو قورت).

إضافة إلى ذلك فالمعروف أنه وفي الترتيب، وعندما يراد تأنيث (السادس) فإنهم ينطقونه (أَسَقْوراتْ) - (أَسَقْوْراب) للسادس- ونلاحظ عودة الراء، إذن فإن أصل (أسقورات) هو (اسقورت) وليس (اسقوت)، وذلك يرجح أن أصل العدد تركيب بالراء وليس باللام.

(4) لا نعرف حاليا سببا لهذه التحولات التي أدت إلى تحول الاسم من (قور) إلى (قال) إلّا أن يكون في ذلك إستعمال للعبارة (قْوِرْ) والتي من معانيها الإبتداء بدلا للعبارة (قْوِلْ) وهي تصغير: (قور)؛ والبداويت- اللغة- لا تصغر الاسم ما لم يكن في أصل تركيبته حرف راء او حرف لام، ويتم التصغير بتحويل الراء فيه إلى لام- كما في حالتنا هنا. و(قْوار) من الممكن ان تكون قد تحولت إلى (قوال)- والتي تعني التقدم والسبق- على سبيل التصغير ثم خففت إلى (قال).

تحليل العدد (أسرم): 
(1) يضيف اثنين (مَلُ) وكأنه قد قال: (أس- مل) = (اسمل)، ولكنها (أس- رم) وليست (مل)، وكان اللام في (مل) قد قلبت راءاً لتصبح (مر) ثم قدمت الراء فأصبحت (رم).

(2) أو أن التركيب في العبارة ( أسَرمَ) قد قصد منه المعنى المباشر: تابع (رَمَ) في زيادتك وزد: (أس) واحدا "على الستة".

تحليل العدد (اسُمهي): 
والأمر يكاد يكون في غاية البساطة والوضوح في العدد (أَسُمْهَىْ): ثمانية، إذ أنه وببساطة يضيف ثلاثة (مْهَىْ) إلى ما في ذهنه ويسبقه بـ (أس) فتنتج (أسَ- مْهَى)= (أَسُمْهَىْ)، واعتقد أن الضمة على السين قد جاءت لمناسبة حركة حرف الميم بعدها.

تحليل العدد (اشَّدِقْ): 
(1) لاحظنا أن العدد (أشدق) يختلف في تركيبه عن فرضيتنا وهي أن أعداد المجموعة الثانية هي مجرد تركيب لأعداد المجموعة الأولى بعد (أس) يحمل معنى الإضافة إلى معلوم.. إذ أنه ليس في (اشذق)، وفيما يبدو للوهلة الأولى، (أس) ولا فيها الفاء البادئة في (فذق) وذلك باعتبار ان الاضافة للمعلوم قد تمت هنا بالعدد اربعة (فذق)، ثم إن هناك شين مشددة فيه.

(2) بدأ بحثنا في (اشذق) بافتراض صحة فرضيتنا بعد ملاحظتنا لملاءمة الفرضية للسياق حتى "اسمهي"، وعليه فإن أصل العدد سيكون (أس- فذق)، ولكن أين السين والفاء، ثم من أين جاءت هذه الشين، وما هي دلالة التشديد عليها؟

(3) ونتج عندنا سؤالان كانا مدار بحث طويل، وهما: 
هل للمسألة علاقة بالتقاء السين والفاء في وسط العبارة في اللغة؟ وماذا ينتج عند التقائهما؟ 
ثم هل يدعم ذلك فرضيتنا في تركيب الأعداد في البذاويّتْ أم لا؟

(4) في بحثنا وجدنا في البذاويّتْ أداة أخرى هي (أس) سببية بمعنى: جعلت أو سأجعل، إذ يقولون: (أَسْنَفِرْ) ومعناها جعلته حلوا. (أس): جعلت، (نَفِرْ): حلو.. (أسْدَوِلْ) ومعناها جعلته قريباً. (أس): جعلت، (دَوِلْ): قريب. 
وبما أن هذه الأداة تدخل على الصفات والأفعال، فكان البحث بإدخالها على مختلف الصفات والأفعال، مع التركيز على تلك التي تبدأ بحرف الفاء. 
ووجدنا أنه بدخول (أس) هذه على الأفعال التي تبدأ بالفاء فإنه: 
(أ) في بعض الحالات يظل شكل الأداة والفعل بعدها كما هما: 
(أَسْفُورْ) - (أُسْ - فُورْ) بمعنى جعلته ينفر. 
(أَسْفَيِكْ) - (أَسْ - فَيِكْ) بمعنى جعلته يحمل. 
(ب) في حالات أخرى يتغير الشكل حيث تحذف الفاء في أول الفعل وتظهر شدة على سين (أس) دلالة على المحذوف: 
(أَسْ - فَدِقْ) تتحول إلى (أَسَّدِقْ) بمعنى جعلته يفك أو يحل. 
(أَسْ - فَتَةْ) تتحول إلى (أِسَّتَة) بمعنى جعلته يخاصم. 
(أَسْ - فَتِكْ) تتحول إلى (أَسَّتِكْ) بمعنى جعلته يقتلع.

(5) وسنستعين بحوارات قصيرة لتوضيح ما نريد حول ما يحدث عند دخول (أس) على فعل يبدأ بالفاء يتلوه الحرف الشبيه بالدال. وسنلاحظ ان الشكل سيكون كالأتي(11)
(أ) إذا طلب أحدهم من آخر أن يعترف أو يقر بفعل شيء والآخر ينكره، وللأول وسائله التي ستجعل الآخر يعترف فإن الحوار يكون: 
الأول: (تُونَ فِذَذَ)- (تو) أداة التعريف للمفرد المؤنث، (ن) بمعنى شي و(فِذَذَ) فعل أمر بمعنى اعترف. 
الثاني: (كَافْدَدْ = كَا – فْذَذْ) - (كا) أداة نفي والعبارة معناها لا اعترف. 
الأول: (أَشِّذِذْهُوّكْ أنْدِ): سأجعلك تعترف لكن .. (أَشِّذِذْ) هي (أَسْ) -(فِذِذْ). 
(ب): وإذا طلب منه أن يقطم (يقرم) شيئاً بأسنانه وذلك يرفض: 
الأول: (تُونَ فِذَأَ) : أقطم الشيء 
الثاني: (إيْفَذَاْ كَادِ) : لن أقطمه . 
الأول: (أشِّذَأِهُوّكْ أنْدِ) : سأجعلك تقطم .. ولكن (أُشِّذَا) هي (أِسْ - فِذَأْ). 
(ج) وإذا طلب منه أن يقوِّم أو (يعدل) شيئاً معوجاً، وذلك يرفض: 
الأول: (تُونَ فِذِذَ): قوم الشيء 
الثاني: (إتفذِذْ كاد): لن أقوم . 
الأول: (اشِّذِذْهُوّكْ أنْدِ) سأجعلك تقوم .. ولكن (اشِّذِذْ) هي (أس- فذِذْ). 
(د) وإذا طلب منه أن يقلب - يسوط - شيئاً (طعاماً مثلاً) وذلك يرفض: 
الأول: (توْنَ فِذِىَ) : قلب الشيء. 
الثاني: (إفاذْ كاد) : لن أقلب. 
الأول: (أشِّذْهُوّكْ أنْدِ) : سأجعلك تقلب .. ولكن (أشِّذْ) هي (أُسْ - فِذْ).

(6) إذن فإن (أس) عندما تدخل على فعل يبدأ بحرف الفاء يتلوه- شرطاً - الحرف الشبيه بالدال، فإنها تتحول إلى (أش) مع تشديد الشين.

(7) واضحة الآن صحة الفرضية، ولم نعتمد في ذلك إلا على اللغة فقد نتج أن: 
(أسْ -فذق) ستتحول إلى (أشَّذق) حسب قاعدة صوتية في البداويت، ويتضح أن الشدة على الشين دلالة على محذوفين: سين (أس) وفاء (فذق).

(8) وعليه يتضح أن المسألة هي مجرد إضافة ذهنية لعدد بالأداة (أس) - (فذق) في حالتنا هذه - إلى العدد الأساسي (أي).

تحليل العدد (تمن): 
العدد (تمن): عشرة لم نجد له علاقة من حيث التركيب والحروف بالعدد الأساسي (أي) إلا بتقديرات للمعاني، ومن الممكن أن يكون (تمن) دلالة على عدد الأصابع اللاتي يأكلن: (تَمِينْتْ)(12)

ما يرجح ذلك ومن عادتهم في لحظات الفرح بالفوز بشيء أو النصر أن يقول أحدهم للآخر: (تَمِنْتْ كْوَاسَانْ) ويمد يده اليمنى مصافحاً… ويمد الأخر يده اليمنى أيضاً، وتلتقي الأصابع… العشرة. 
تمنت : مؤنث تمن. 
كواسان: (كْوَاسَ) : فعل أمر بمعنى: اجعل، والألف والنون أداة طلب أو رجاء.

بذلك يكون الأقرب أن الاسم (تمن) أصلاً مؤنث - فإنهم لا يقولون (تمن كواسان) بتذكير العشرة. ويدل على ذلك أن الياء بعد الميم في (تمينت) بمعنى: اللائي يأكلن مجرد إمالة إذ أنها تحذف في بعض المواضع: (تَمْتَ) بمعنى أكلت - وليس (تميت) - (تَمْتَانَ؟) بمعنى: أأكلتمن وليست (تَمِيّتانَ). 
ولنلاحظ التالي: 
ان العبارة (تَمَنَابُ) بفتح الميم معناها: أكول، وبتسكين الميم: (تَمْنَابُ) معناها عاشر. 
و(تَمَنَاتُ) بفتح الميم معناها: أكولة، وبتسكين الميم: (تَمْنَاتُ) معناها عاشرة. 
و(تَمَنَاتَ) بفتح الميم معناها: أكولات، وبتسكين الميم: (تَمْنَاتَ) معناها ترتيبهن عاشر. 
و(تَمَنَابَ) بفتح الميم معناها: أكولين، وبتسكين الميم: (تَمْنَابَ) معناها ترتيبهم عاشر. 
و(تَمْنَ) معناها: اكلنا، ومعناها تماماً: عاشر.

أي أن الأمر أمر علاقة بين الخمسة والخمسة في اصابع اليدين.

تراكيب الأعداد

توصلنا وعبر تحليلنا للأعداد من سته الى عشرة أن صورة تركيب الأعداد بعد الخمسة وإلى العشرة هي مجرد زيادة أعداد المجموعة من واحد الى خمسة الى معلوم "وهو الخمسة" باستعمال الأداة (أس) والتي تعني: زيد أو ارفع، وأنه بذلك تنتج اعداد المجموعة من الستة الى العشرة.

الأعداد: أحد عشر: (تمن قور) إلى خمسة عشر: (تمن أيب) 
الأعداد بعد (تمن) تستمر من (تَمِنَ قْوِرْ) حتى (تَمْنَ أَيْبْ). بعد تمن يضيف (قال وهي قْوِرْ) فتصبح (تمن قْوِرْ)، (ملوب) فتصبح (تَمْنَ مَلوُبْ)، (مهيب) فتصبح (تَمْنَ مْهَيْبْ)، (فدق) فتصبح (تَمْنَ فَدِقْ)، (أيب) تصبح (تَمْنَ أَيبْ).

الأعداد من ستة عشر (تمن اسقور) إلى تسعة عشر (تمن اشدق): 
ابتداء من العدد (تمن أسقور) تبدأ الإضافة الذهنية إلى العدد الأساسي (أي) المضاف إلى العشرة (تمن): 
(أ) يضيف (قال) فتصبح (تَمْنَ أَسَقْوِرْ)- أي الخمسة والخمسة في (تمن) زائدا الخمسة المضافة في (أسقور) زائدا الواحد المضاف - في الزيادة الذهنية - إلى الخمسة في (أسقور). (مل) فتصبح (تَمْنَ أَسَرَمَابْ)، (مهى) فتصبح (تَمْنَ أَسُمْهَيْبْ)، (فَذقْ) فتصبح (تَمْنَ اَشَّذقْ). 
(ب) وكأنهم في (تمنَ اسَقْوِرْ) يذكرون العشرة (تمن) وهي الخمسة والخمسة مضافاً إليها: (أسقور) وهي الخمسة الثالثة مضمراً فيها (قال)، وفي (تَمْنَ أسرماب) هي العشرة ثم تلك الخمسة مضمراً معها (مل).. ثم (اسمهيب) وهي الخمسة مضمراً معها (مهى)، ثم (أشذق) وهي الخمسة مضمراً معها (فذق). 
(ج) يتم تركيب العدد في المرحلة من أحد عشر إلى تسعة عشر بتقديم العشرات تتلوها الآحاد، وهو تركيب لا يوافق التركيب في العربية ولا الإنجليزية إذ تقدم فيهما الأحاد على العشرات.

العدد عشرون: (تقوق): 
(تَقُوقْ) لا علاقة له من حيث الحروف بالعدد (أي) ولا بالعدد (تمن) وما زال أمره محل بحث.

الأعداد واحد وعشرون إلى تسعة وعشرون: 
(أ) عند إضافة (قال) إلى (تقوق) تنتج (تَقْوَّقْوِرْ)، ويلاحظ التقاء ثلاثة (ق)، الأولى بعد التاء والثانية بعد الواو في نهاية (تقوق) والثالثة في بداية (قور)- إذ يفترض أنها (تقوق قور) - وأن الثانية قد حذفت لتنتج (تقوَّ- قور) ويبقى التشديد على واو (تقوَّ) دليلاً عليها. 
(ب) بعدها تأتي (تَقْوَّ مَلُوبْ) ثم (تَقْوَّ مْهَيبْ) ثم (تَقْوَّ فَدِقْ) … إلى (تَقْوَّ أَشَّدِقْ). 
(ج) التركيب مشابه للتركيب في الإنجليزية حيث تقدم العشرات على الآحاد، ولا يوافق العربية حيث تقدم الآحاد على العشرات.

العقود ابتداء من ثلاثين إلى تسعين: 
(أ) ثلاثون: (مْهَىْ تَمُون)، وتمون لا علاقة لها بالعدد (أي) من حيث الحروف، غير أنه واضحة علاقته بـ (تمن). (ب) يكون (مهى تمون) معناها: ثلاث عشرات، (فَدِقْ تَمْونْ): أربع عشرات … وهكذا، أي أنه يقدم عدد العشرات ثم العشرات.

ثلاثون إلى تسعة وتسعون: 
(أ‌) ابتداء من العقد الثالث يتم تركيب الأعداد بعد العقود كإضافة عادية بواو الإضافة: (مهى تمون وقال و) (مْهَىْ تَمُونْ وَ مَلُو وَ) إلى … (مهى تمون و اشدق و)؛ ثم (فدق تمون). 
(ب) التركيب في هذه المرحلة أقرب للتركيب في الإنجليزية حيث تقدم العشرات على الأحاد منه للعربية حيث تقدم الآحاد تتلوها العشرات.

الأعداد من مائة إلى مائة وتسعة وتسعون: 
1- مائة: (شيب) ولا علاقة له بالعدد (أي) ولا (تمن) ولا (تقوق) ولا أسماء العقود من حيث الحروف المكونة. 
(أ) أصل العدد مائة هو (شِ) بكسر الشين، وعند إضافته إلى عدد آخر تظهر مدة (ياء) ممالة للفتح بعد الشين المكسورة - وهي المدة المناسبة للكسر - فيصبح الاسم: (شِي): (ملُ شِ) - (مل شي و قال و ). 
ويأتي العدد (شي) على شكل (شيب) بإضافة باء تذكير بعد الياء إذا جاء في أول العدد أو إذا لم يرد عدد قبله مضافاً إليه: (شِ ) - (شِيبْ) - (شيب و قال و ) - (مل شي و قال و ). 
(ب) يتم تركيب الأعداد به بالإضافة بواو الإضافة: (شيب و قال و ) .. إلى (شيب وتمن و ) .. إلى (شيب وتقوق و ) .. إلى (شيب ومهي تمون و ) … إلى (شيب واشدق تمون واشدق و ). 
(ج) في مرحلة العقود عشرة وعشرون المضافة إلى المائة التركيب فيها يوافق التركيب في العربية والإنجليزية حيث ترد المائة بعدها العقود: (شيب وتمن و ) (شيب وتقوق و ). 
(د) بقية العقود المضافة إلى المائة التركيب فيها يختلف عن التركيب في العربية والإنجليزية إذ ترد المائة بعدها عدد العشرات ثم العشرات: (شيب ومهى تمون و ) : مائة وثلاثون (شيب واشدق تمون و ): مائة وتسعون.

2- المرحلة إلى مائة وتسعة عشر: 
تتقدم العشرات على الآحاد: (شِيبْ و تَمْنَ اشّدِق و) ويختلف عن التراكيب في العربية والإنجليزية حيث تقدم الآحاد على العشرات بعد المائة.

3- المرحلة مائة وعشرون: 
(شِيبْ وَ تَقُوقْ وَ) مماثلة للتركيب في الإنجليزية والعربية.

4- المرحلة إلى مائة وتسعة وتسعون: 
(شِيبْ وَ اشَّدِقْ تَمُونْ وَ اشَّدِقْ وَ) يقدم فيها عدد العشرات على العشرات.

الأعداد من مائتين إلى تسعمائة تسعة وتسعون: 
1- يتم تركيب الأعداد فيها بإيراد عدد المئات ثم المئات: 
(مَلُ شِ) : مائتين أو " إثنين مائة"، (مْهِىْ شِ).. إلى (اشَّدِقْ شِ) أو "تسع مائات". 
2- بعدها يتم تركيب الأعداد بإيراد عدد المئات ثم المئات ثم الآحاد: 
(مْهَىْ شِى وَ قَالْ وَ) .. (فَدِقْ شِى وَ اشَّدِقْ وَ): أو " أربعة مائات وتسعة". 
3- بعدها يورد عدد المئات ثم المئات ثم العشرات. (فَدِقْ شِى وَتَمِنْ وَ) .. (أيْ شِى و تَقُوقْ وَ) أو "خمسة مائات وعشرون". 
4- بعدها يورد عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات: ( اَسَقْوِرْ شِى وَ مْهَى تَمونْ وَ) .. (أَسَرَمَ شِى وَفَدِقْ تَمُونْ وَ) أو "سبعة مائات وأربعة عشرات". 
5- بعدها يورد عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات ثم الآحاد: (اسًمْهَىْ شِيى وَ اَسَرَمَ تَمُونْ وَ فَدِقْ وَ) .. (اشَّدِقْ شِى و اشَّدِقْ تَمُونْ و اشَّدِقْ وَ).

الألف(13)
1- (أَلِفْ)، وسمعت (لِفْ)(14)، ويتم تركيب الأعداد فيها بإيراد (أَلِفْ) تتلوها الآحاد والعقود كإضافة عادية 
(ألِفْ وَ قَالْ وَ).. إلى (أَلِفْ و اشَّذقْ وَ).. (أَلِفْ وَ تَمِنْ وَ) (أَلِفْ وَ تَقُوقْ وَ). 
2- وعند إضافة الآحاد، بعد العشرات، تتغير صيغة (تقوق) إلى (تقوَّ) .. 
(أَلِفْ وَ تَقْوَّ اشَّذقْ وَ). 
3- ثم الألف وبعدها بقية العقود: 
(أَلِفْ وَمْهَىْ تَمُونْ وَ)… إلى (أَلِفْ وَ اشَّذِقْ تَمُونْ وَ). 
4- ثم الألف بعدها العقود ثم الأحاد: 
(أَلِفْ وَ اشَّذِقْ تَمُونْ و اشَّذِقْ وَ). 
5- ثم الألف بعدها المئات 
(أَلِفْ وَ شِىّ وَ). 
6- ثم الألف بعدها المئات ثم العقود: 
(أَلِفْ وَ شِى وَ اشَّذِقْ تَمُونْ وَ). 
7- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات: 
(أَلِفْ وَ مَلُ شِىّ وَ) (أَلِفْ و اشَّذِقْ شِىّ وَ)(15)
8- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات ثم الآحاد: 
(أَلِفْ وَ اشَّذِقْ شِى وَ قَالْ وَ) 
9- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات ثم العشرات: 
(أَلِفْ و اشَّذِقْ شِىّ وَ تَقُوقْ وَ). 
10- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات ثم العشرات ثم الأحاد: 
(أَلِفْ و اشَّذِقْ شِىّ وَ تَمْنَ قْوِرْ وَ) 
11- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات: 
(أَلِفْ و اشَّذِقْ شِىّ و اشَّذِقْ تَمُونْ وَ). 
12- ثم الألف بعدها عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات ثم الآحاد: 
(أَلِفْ وَ اشَّذِقْ شِىّ و اشَّذِقْ تَمُونْ وَ اشَّذِقْ وَ). 
13- ثم عدد الألوف ثم الألوف ثم عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات ثم الآحاد: 
(مَلُ ألفَا وَ اشَّذِقْ شِىّ و اشَّذِقْ تَمُونْ وَ اشَّذِقْ وَ)… إلى 
14- (اشَّذِقْ شِ ألفَا وَ اشَّذِقْ َ تَمُونْ وَ اشَّذِقْ َ ألِفْ وَ اشَّذِقْ َ شِىّ و اشَّذِقْ َ تَمُونْ و اشَّذِقْ وَ) إذ يأتي عدد مئات الألوف ثم مئات الألوف ثم الألوف ثم عدد عشرات الألوف ثم عشرات الألوف ثم الألوف، ثم عدد الألوف ثم الألوف ثم عدد المئات ثم المئات ثم عدد العشرات ثم العشرات ثم الآحاد، وقراءتها مماثلة لـ: تسعمائة ألف وتسعون وتسعة ألف وتسعمائة وتسعون وتسعة.

سادسا: من كل ذلك نستنتج: 
(1) أن النظام العددي في البذاويت يقوم على الخمسة: 
(قالْ)- (مَلُوّبْ) … (أيْبْ). 
بعدها خمسة زائداً واحد: (أسَقْوِرْ)، 
ثم خمسة زائداً اثنين: (اسَرَمابْ) … إلى (اشَّذِقْ). 
وبعدها خمسة وخمسة: (تَمِنْ)، 
ثم خمسة وخمسة وواحد (تَمْنَ قْوِرْ)... إلى خمسة وخمسة وأربعة (تَمْنَ فَذِقْ). 
ثم خمسة وخمسة وخمسة: (تَمْنَ أيْبْ). 
ثم خمسة وخمسة وخمسة وواحد: (تَمْنَ أسَقْوِرْ)، 
ثم خمسة وخمسة وخمسة وأربعة (تَمْنَ اشَّذِقْ). 
ثم خمسة وخمسة وخمسة وخمسة (تَقُوقْ). 
ثم خمسة وخمسة وخمسة وخمسة وواحد: (تَقْوَّ قْوِرْ) … وهكذا(16).

(2) عليه نصل إلى أن النظام العددي في البذاويّتْ نظام خمسي.

هوامش

(1) أنظر كتاب: مقدمة في فقه اللغة العربية صفحة (229). 

(2) الميم الساكنة والهاء المفتوحة ينطقان دفعة واحدة إذ أنهما حرف واحد. 

(3) الحرف التالي لحرف الفاء حرف شبيه في نطقه بحرف الدال كما في الاسم بداويت. 

(4) الحرف التالي لحرف السين ينطق كما تنطق القاف اليمنية أو الجيم المصرية. 

(5) الحرف التالي لحرف الشين هو الحرف الشبيه بالدال. 

(6) العدد (تمن): عشرة أوردناه في الجدول لتسهيل مقارنته في مختلف اللغات ولكننا فضلنا تحليله منفرداً لأغراض البحث. 

(7) الجدول مع بعض الإضافات، من كتاب "مقدمة في فقه اللغة العربية" للدكتور لويس عوض، صفحة (228) والصفحات التالية. 

(8) انظر كتاب “Tu Bedawie” صفحة (154). 

(9) مقدمة في فقه اللغة العربية - مصدر سابق – صفحة (277). 

(10) عند البداويت، وكأمر ذو دلالة، تعبير مماثل لتعبير الدارج (هات ايدك) يقولها أحدهم للآخر في لحظات الفرح… فهم يقولون للتعبير في نفس الموقف (وْاَيُوكْ هِيَانْهِيبْ).. وترجمتها المباشرة: هات ذو الخمسة حقك. 

(11) عند دخول (أس) على فعل يبدأ بالباء يتلوه الحرف الشبيه بالدال فإن الظاهرة تتكرر: (بِذَأ) بمعنى ابتعد، عندما تسبقه (أس) فإنهما معا ينطقان (أَشْبَذاْ) بمعنى جعلته بعيداً أو جعلته يبتعد، ولعل ذلك من تماثل مخارج الباء والفاء. 
إلى جانب ملاحظات أخرى في ذلك وجدنا أن (أس) لا تدخل قبل الأفعال قصيرة المصدر، بل تأتي بعد تلك الأفعال على شكل سين بدون الألف: 
(دَابْسَنْ): جعلته يجري. وأصل العبارة هو (داب- س- ن)، و(دَابْ) أصلها (ذب) وتعنى:جرى والنون الساكنة ضمير المتكلم. 
(جْهَسَنْ): جعلته يشحذ. وأصل العبارة هو (جْهـ- س- ن)، و(جَهـ) تعنى: يشحذ والنون الساكنة ضمير المتكلم. 
(دِبْسَنْ): جعلته يقع. وأصل العبارة هو (دِبْ- س- ن)، و(دِبْ) تعنى: (وقوع) والنون الساكنة ضمير المتكلم. والبداويت أثناء حديثهم لا يترددون في مكان وضع (أس)، فهم، وكما يقال (بالسليقة) يعرفون متى يقدمون (أس) ومتى يؤخرونها. 

(12) وهذا سيتوقف على نوع طعامهم في ذلك الوقت. 

(13) من الممكن أن يكون الألف من أسماء الحضارة التي دخلت للبداويت من اللغة العربية، ولكن ما زالت توقفنا عبارة:(لِفْ) والتي يستعملونها للألف. 

(14) من المعروف أنهم كانوا يسمون العشرة جنيها بـ (لِفْ)، وفي العشرة جنيهات1000(قرش) وكان وقتها أغلب تعامل الناس بالقروش لا الجنيهات. 

(15) إلى جانب الحساب بالألف فأنهم يحسبون بالمائة، فيقولون للعدد ألف وتسعمائة: (أَلِفْ و اشَّدِقْ َشِى وَ) أو (تَمْنَ اشَّدِقْ شِ) وترجمتها الحرفية: تسعة عشر مائة، والتركيبان مماثلان لأساليب التركيب في اللغة الإنجليزية إذ يقال: (One thousand nine hundred) أو (Nineteen hundred)… وذلك حتى نهاية مرحلة الألوف: 
(اشدق تمون و اشدق شي و أشدق تمون و اشقد و) وقراءتها: تسع وتسعون مائة وتسع وتسعون، ويمكن أن تقرأ بالإنجليزية:

(Ninety nine hundred and ninty nine).

(16) والأمر أقرب إلى الرومانية القديمة فمعروف أن الأعداد فيها كانت تركب على الخمسة كما يلي:

(I)- (II)- (III)- (IV)- (V)- (VI)- (VII)- (VIII)- (IX)- (X)- (XI)- (XII)- (XIII)- (XIV)- (XV)- (XVI) (XX).

ومن المعروف أن الخمسة فيها هي (V) - وهي رسم لحافة راحة اليد وأن العشرة هي خمسة ثم خمسة مقلوبة تحتها أنتجت عشرة (X) وكأنهم يحسبون إلى الخمسة ثم يضيفون إليها: واحد: خمسة وواحد، ثم - خمسة واثنين - ... حتى العشرة - ثم خمسة وخمسة واحد ... إلى خمسة وخمسة وخمسة ... الخ.

 

6004 تعليقات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة