الجمعة, 13 تموز/يوليو 2018 16:15

بداويت: أسماء الأيـام ‎

بداويت: أسماء الأيـام

بقلم الأستاذ/ محمد أدروب محمد 
عضو جمعية الثقافة البجاوية

 تقديم: 
بعد انتظار دام لأكثر من عام وبحث حثيث حول أسماء الأيام في البداويت، وردت إلينا قبل حوالي الأسبوعين أسماء لسبعة أيام. 
حقيقة الأمر هي أننا قد ظللنا نبحث عن أسماء الأيام في البداويت منذ حوالي منتصف تسعينيات القرن الماضي وكنا وقتها بعيدين عن المنطقة، وكانت في الخاطر حقيقة بسيطة وهي أن التمكن من الحصول على تلك الاسماء في المهاجر مسألة تكاد تكون مستحيلة، وأنه إذا قيض لهذا العمل أن يكون وسط أهله وفي حضن الثقافة فالاحتمال يكون أوسع لمعرفة ذلك وغيره الكثير، وقد استبشرنا كثيرا بعد تسجيل الجمعية في ولاية كسلا وولاية البحر الاحمر. 
معرفة البداويت للوقت: 
منطلقين من فكرة قديمة حول الموضوع تم استعراض ورقتنا (بداويت: علاقتهم بالوقت)، وقد نشرت في جريدتي (برؤوت) و(السوداني) كما نشرت على صفحتنا على الانترنت: (
www.bejaculture.org)- انظر صفحتنا على الانترنت الرابط "دراسات وبحوث". 
حاولنا في الورقة المذكورة البحث في مدى معرفة البداويت للوقت. 
بينّـا معرفتهم لليوم وأقسامهم ليومهم، ورصدنا أيامهم التي يتشاءمون منها. وإسمهم للأسبوع والأنشطة التي يقومون بها في أجزاء الأسبوع، وحسابهم لمراحل الأسبوع في سياقهم النهاري وسياقهم الليلي. ورصدنا معرفتهم للشهور وأسماءها ووضحنا تقاليدهم وحركتهم فيها. ورصدنا أسماءهم للفصول وحركتهم فيها. ورصدنا معرفتهم للنجوم وبروجها ووضحنا أسماءهم لبعض النجوم وحراكهم في تلك البروج. ورصدنا الكيفية التي يسمون بها سنينهم ووضحنا أن ذلك ذو علاقة بما يجري في بيئتهم، فظاهرة طبيعية غير مألوفة حدثت تؤدي لتسمية العام عليها، أو ربما كانت تسمية السنة بمناخ أو طقس صاحبها كحر شديد أو أمطار غزيرة أو تساقط ثلج، أو ربما كان ذلك من قبيل تكريس معتقد لديهم. 
وقد ناقشنا أسماءهم الحالية للأيام، ولاحظنا أن من الواضح أنها عربية الأصل: (تو سب)، (تُ هَدْ)، (تُ لِـتْـنِـينْ)، (تُ تلاتَ)، (تُ أربْءَ)، (تُ كْهميسْ)، (تُ جِمْءَ)، ولكننا، ومن جهة أخرى، لاحظنا أن كل أيامهم مؤنثة بدليل أداة تعريف الاسم المؤنث المفرد التي سبقت كل اسم منها، ولاحظنا أن أسماء الأيام في العربية منها المذكر ومنها المؤنث: (السبت)، (الأحد)،(الإثنين)، (الثلاثاء)، (الأربعاء)، (الخميس)، (الجمعة). 
ووضحنا كيف أن البداويت- اللغة- تأخذ ما تحتاجه من أسماء من اللغات الأخرى إلا أنها تحتفظ للاسم بجنسه أو نوعه، فالاسم المذكر في لغته الأم يظل مذكرا فيها، والاسم المؤنث في لغته الأم يظل مؤنثا فيها، وتساءلنا عن سبب تأنيث بعض الأيام المذكرة في العربية، ورجحنا أن ذلك من قبيل أنهم ما زالوا يحتفظون بذكرى لأسماء أيام "مؤنثة" سابقة لاستعمالهم للأسماء العربية الحالية. 
بناءا على كل ذلك اثرنا فرضيتنا القديمة بأنه لابد وأنه كانت هنالك أسماء للأيام في اللغة، وإن تلك الأسماء قد انزوت بعيدا في غياهب ذاكرتهم بعد غلبة استعمالهم لأسماء الأيام العربية. ولقد دللنا على ذلك بالذي حدث لأسماء الشهور فيما قبل الاسلام في الثقافة واللغة العربية، أذ أنه قد تم نسيان تلك الاسماء، وهي، وكما أوردناها كما يلي: 
مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر اسم شهر مُحَرَّم. 
نَاجِر اسم شهر صَفَر. 
خَوَّان أو خُوَّان اسم شهر ربيع الأول. 
وَبْصَان أو وُبْصَان أو وَبُصَان أو وَبِصَان أو الوَبَّاص أو بُصَان أو بَصَنَّى أسماء شهر ربيع الآخر. 
الحَنِين أو حَنِين اسم شهر جمادى الأولى. 
رُبَّى أو رُبَّة اسم شهر جمادى الآخرة. 
الأَصَمّ (أيضا مُنْصِل الأَسِنّـَة أو المُحَرَّم) اسم شهر رجب. 
عَإذِل اسم شهر شعبان. 
النّـَاتِق اسم شهر رمضان. 
الوَعْل أو الوَعِل اسم شهر شَوّال. 
الوَرْنَة اسم شهر ذي القعدة. 
'بُرَك (أيضا المَيْمُون) اسم شهر ذي الحجّة- راجع صفحتنا على الانترنت (
www.bejaculture.org). 
وأعتقد أن القليلين يعرفون أسماء هذه الشهور في وقتنا الحاضر... 
وذلك قد حدث لأسماء الأيام أيضا، وقد كانت أسماؤها: 
السبت: السبت بالعربيه البرهه من الدهر، وكان يسمى: (شبار). 
الاحد: بمعنى الواحد أول العدد، وكان يسمى: (أول). 
الاثنين: اليوم الثاني وكان يسمى: (اهون). 
الثلاثاء: اليوم الثالث وكان يسمى: (جبار). 
الاربعاء: اليوم الرابع وكان يسمى: (دبار). 
الخميس: اليوم الخامس وكان يسمى: (مؤنس). 
الجمعة: من الاجتماع، وكان يسمى: (عروبة). 
وأعتقد أن القليلين يعرفون أسماء هذه الايام حاليا. 
وبغض النظر عن كل المعرفة التي رصدناها حول معرفة البداويت للوقت، قد ركزنا على علاقتهم بيوم الأربعاء خاصة ونحن نبحث في العلاقات الباطنية بين الأشياء. 
وبغض النظر عن كل المعرفة التي رصدناها حول معرفتهم للوقت قد ركزنا على علاقتهم بيوم الأربعاء خاصة ونحن نبحث في العلاقات الباطنية بين الأشياء. 
وحول معارفهم لأيامهم بينا كيف أنهم يتشاءمون من الأربعاء فلا يسافرون فيها ولا يقيمون فيها أفراحا من عقد قران أو ما يشابه ذلك، وأنهم يحرصون على ألا يتركوا وعاءا مكشوفا فيها سواءً كان زير ماء أو وعاءا فيه طعام أو ما شابهه. وأنهم يحرصون على ألا يناموا تحت السماء ليلة الأربعاء، وهم لا يتعرون ويكرهون أن يستحموا فيها، وهم لا ينقصون شيئا من أجسامهم يوم الأربعاء من حلاقة أو تقليم أظافر. 
ووضحنا بداهة أن هذه العادات والممارسات قديمة، بما يعني أنها كانت سائدة عندهم قبل إسلامهم. فإذا اتفقنا على قدم هذه المعتقدات، أفلا يكون من الصعب تصور أن هذا اليوم كان بدون اسم في ذلك الوقت، وفيه تمارس أو لا تمارس كل هذه التفاصيل؟ ووضحنا معقولية وبداهة أن ينسحب ذلك على كل يوم يرتبط عندهم بطقس أو ممارسة خاصة. 
وبالنتيجة، وبناء على كل ذلك، كان السؤال المحوري في الورقة: أليس من المنطقي افتراض أنه كانت هنالك في لغتهم أسماء لأيامهم؟ 
أسماء المجموعة الأولى: 
وبعد هذا البحث والانتظار الطويل والذي سألنا خلالهما الكثيرين وفي مختلف المناطق عن أسماء الايام في اللغة، وردت إلينا قبل حوالي الأسبوعين أسماء لسبعة أيام. وقد وردت المادة من منطقة "وقر" حيث سيدة كبيرة في السن ما زالت تحفظ هذه الأسماء. 
ولابد من التنويه هنا إلى أن هذه الاسماء قد وردت إلينا مكتوبة، وكنا نفضل أن يكون ذلك تسجيلا صوتيا، وذلك من باب الحرص على الدقة بأن يكون ما وصل إلينا صحيحا، ومازلنا نحاول الحصول على تسجيل صوتي لتلكم الأسماء لأننا نعرف أنه حين كتابة البداويت بالحرف العربي فلكل كاتب قواعد كتابة تختلف عن قواعد كتابة غيره- أنظر مادة "أفكار حول معرفة البداويت للحرف العربي" في صفحتنا على الانترنت، رابط "دراسات وبحوث" وما استعرضناه فيها من بعض الكتابات بالحرف العربي. 
والأسماء وحسب ما وردت إلينا، مبتدئين بيوم السبت إلى يوم الجمعة، هي كما يلي: 
(سَبُوكَ)، (هَباكَ)، (بادِ)، (أمارَ)، (بِشارَ)، (تِفِيدَ)، (مَقْبُـولَ). 
تحليل الأسماء المذكورة: 
(سَبُوكَ) ونعتقد أن الصوت على الباء في الاسم هو صوت الضم الطويل الممال للفتح. 
(هَباكَ). 
(بادِ) ونعتقد بأن الصوت الأخير في الاسم هو صوت الدال المرتجع (
Retroflex) والذي ينطق بوضعك طرف اللسان ملامسا لسقف الحلق ووراء الأسنان مباشرة. 
(أمارَ). 
(بِشارَ). 
(تِفِيدَ) ونعتقد بأن الصوت على الفاء في الاسم هو صوت الكسر الطويل الممال للفتح. ثم ماذا عن الاسم من ناحية نوعه، هل هو مذكر أم مؤنث، بمعنى ماذا عن هذه التاء في بداية الاسم هل هي جزء من الاسم ليكون أصل الاسم هو: (تِفِيدَ)، حيث سيكون اسم اليوم معرفا هو: (تُ تِفِيدَ) أم هل هي تاء التعريف ليكون أصل الاسم هو (فِيـد)؟. 
(مَقْبُـولَ). 
وملاحظاتنا الابتدائية حول هذه الأسماء ما يلي: 
أولا: لم نتعرف على معاني الأسماء (سَبُوكَ) و(هَباكَ) و(بادِ) و(تِفِيدَ)، وقد عملنا على توزيع الأسماء لمختلف الجهات منتظرين الافادات حول معاني الاسماء هذه. 
ثانيا: الأسماء (أمارَ)، (بِشارَ) و(مَقْبُـولَ) نعتقد أن مصدرها اللغة العربية. فالاسم (أمارَ) فيما يبدو فيه معنى العلامة كقولك لأحدهم يدعي شيئا، مثلا: (بأمارَة ماذا؟) أو (بأمارَة شنو؟) تسأله عن دليل لإدعائه. ونظن أن الاسم (بِشارَ) من البشارة، و الاسم (مَقْبُـولَ) من القبول. 
ثالثا: الاسماء في هذه المجموعة لم ترد إلينا بأدوات تعريفها. 
أسماء المجموعة الثانية: 
وفي الأسبوع الماضي وردت إلينا مجموعة أخرى لسبعة أسماء لسبعة أيام، وهي، مبتدئين بيوم السبت إلى يوم الجمعة، كما يلي: 
(سِلْـفَدَيْ)، (ألإيفَدَيْ)، (مُورَيْ)، (هَرَيْ)، (قَنْدَيْ)، (مَكْوَكْوَيْ)، (دامَرَيْ). 
وأثناء كتابة الاسماء على لوحة كنت مترقبا انظر للكاتب- وهو مصدرنا حول أسماء المجموعة- وهو يكتب، انظر مترقبا إلى تأنيث وتذكير الاسماء. وقد كتبها كلها مسبوقة بأداة تعريف الاسم المفرد المؤنث، وهذا ما أعتقده وهو أن أسماء الايام في البداويت لابد وأنها كانت مؤنثة. 
تحليل اسماء المجموعة: 
يوم السبت هو (سِلْـفَدَيْ)، وأعتقد أن السين في الاسم بصوت ضم (سُلْـفَدَيْ) فالعبارة في الراجح مكونة من ثلاث عبارات: (سُولْ) و(فَدَ) و(يْ)، حيث أن (سُولْ): تصغير (سُورْ)- فالبداويت تصغر بعض ما فيه صوت راء بتحويل الراء فيه إلى لام- ومن معاني العبارة (سُورْ): متقدم أو بادئ، والياء في نهاية الاسم (يْ) دلالة تخصيص، فتقول: (قالْ أيَـيْ): ذو يد واحدة، (بـِرَيْ هُـمَّـار)، (بـِرَيْ) تعني: مطري أو منسوب للمطر، و(هُـمَّـار): قوس أو قوس خشبي يشكل هيكل مسكنهم، والعبارة (بـِرَيْ هُـمَّـار) ستعني: "قوس قزح"- انظر صفحتنا على الانترنت الرابط "قواميس"- قاموس: بداويت/ عربي، مادة "هُـمَّـار"، (أوَيْ هاشْ) أرض حجرية أو ذات حجارة. وبالعودة للاسم (سُلْـفَدَيْ) فالعبارة (فَدْ) جمع (فادْ) وهو الطرف، ويكون معنى الاسم مع تأنيثه: ذات الأطراف المتقدمة، تحديدا: المتقدمة. 
ويوم الأحد هو (ألإيفَدَيْ)، والاسم مكون من ثلاث عبارات (ألإي) و(فَدَ) والياء، حيث أن (الْءِ) تصغير (أرْءِ)- حولت الراء فيه إلى لام على سبيل التصغير- والياء في (ألإي) مدة زائدة، والعبارة (الْءِ) تعني: المتأخر أو التالي "مصغرا". ووضحنا معنى (فَدَ) والياء في نهاية الاسم، فيكون معنى (ألإيفَدَيْ) هو: التالية. 
ويوم الاثنين هو (مُورَيْ) والاسم مكون من عبارتين (مُورَ) وَ(يْ)، وقد وضحنا مؤدى الياء في نهاية الاسم. و(مُورْ)- الميم بضم طويل ممال للفتح- من (مِرْ) والتي تعني التجهيز أو الإعداد (للسفر عادة)، و(مُورْ) دلالة على الإكثار من ذلك، وسيكون معنى الاسم: التي يتم فيها التجهيز (للسفر). 
ويوم الثلاثاء هو (هَرَيْ) والاسم مكون من (هَرَ) و(يْ)، وقد وضحنا مؤدى الياء في نهاية الاسم. و(هَرَيْ) من (هَرِ) التي تعني: دابة الركوب "للسفر"، وسيكون معنى الاسم: ذات دابة الركوب، أو يوم الركوب "للسفر". 
ويوم الاربعاء هو (قَنْدَيْ) والاسم مكون من (قَنْدَ) و(يْ)، وقد وضحنا مؤدى الياء في نهاية الاسم. و(قَنْدَ) من (قَنْدِ) بكسر آخره، والصوت الاخير هو صوت الدال المرتجع (
Retroflex)، والعبارة تعني: مؤخرة أو شرج أو عـجُز- انظر صفحتنا على الانترنت- رابط "قواميس"- قاموس عربي/ بداويت- مادة: (شرج- عجُز). 
والاسم دلالة على تشاؤمهم من هذا اليوم، وهم يتحاشون السفر فيه، وحتى إذا كانوا في سفر طويل فإنهم لا يرتحلون فيه. وسيكون معنى الاسم: التي لا يسافرون فيها أو التي يتشاءمون من السفر فيها. 
ويوم الخميس هو (مَكْوَكْوَيْ) والاسم مكون من (مَكْوَكْوَ) و(يْ)، وقد وضحنا مؤدى الياء في نهاية الاسم. و(مَكْوَكْوَ) أصلها (مَكْوَكْوْ)- بتسكين آخره- والتي تعني: مكان، وسيكون معنى الاسم: التي يتم الوصول فيها للمكان "بعد السفر". 
ويوم الجمعة هو (دامَرَيْ) والاسم مكون من (دامَرَ) و(يْ)، وقد وضحنا مؤدى الياء في نهاية الاسم. و(دامَرَيْ) أصلها (دامَرْ) ومن معانيها: موطن، وسيكون معنى الاسم: التوطن بعد السفر. 
وما نلاحظه من الذي استعرضناه حول هذه الاسماء هو أنها في صيغ أقرب للصفات: (سِلْـفَدَيْ): البادئة، (ألإيفَدَيْ): التالية، (مُورَيْ): ذات التجهيز "للسفر"، (هَرَيْ): ذات الدابة "للسفر"، (قَنْدَيْ): التي لا سفر فيها. (مَكْوَكْوَيْ): التي يتم فيها الوصول للمكان "بعد للسفر"، (دامَرَيْ): التي يتم فيها التوطن "بعد الوصول للمكان بعد السفر". 
بين أيدينا الآن مجموعتان لأسماء الأيام، فكيف نستجلي كنه هذه الاسماء وكيف نستقرئ الأفكار التي كانت وراء تسميتها؟. 
في البداية كان لابد من تحليل الأسماء ومعانيها كي يسهل القاء نظرة عن قرب لما نريد، وقد حاولنا تحليل الاسماء في الفقرات السابقة. ثم بعد ذلك ربما كان استنتاج تراتب أو علاقة صوتية أو غيرها بين هذه الاسماء يرشدنا لمعرفة ما نريد. 
سياقات أسماء الأيام في اللغات: 
من معرفتنا حول أسماء الأيام في اللغات سنلاحظ أن هنالك نَـظم أو ترتيب وسياقات تندرج فيها تلك الاسماء أو لنقل أن ذلك السياق أو النظم يجمع تلك الاسماء. 
سياق أسماء الأيام في اللغة العربية: 
في اللغة العربية نلاحظ أن السياق الذي تندرج فيه أسماء الايام سياق أو نَـظم عددي، أي أن أسماء الايام العربية قائمة على الأعداد في عمومها، فالأحد من العدد واحد، والاثنين من العدد إثنين... وهكذا حتى الخميس. والجمعة والسبت يندرجان تحت معاني خاصة إختلفت عن النَـظم العددي لأسماء الأيام تلك. 
سياق أسماء الأيام في اللاتينية: 
والإغريق قد سموا الايام على أسماء الشمس والقمر والكواكب الخمس المعروفة والتي كانت بدورها أسماء لآلهة، وسموها "أيام الآلهة". وقد استبدل الرومان هذه الاسماء بأسماء آلهتهم. 
وفي اللغة اللاتينية فإن يوم الأحد هو (
Sunday) وهو يوم الشمس (الإله)، والاثنين (Monday) يوم القمر (الإلاهة)، والثلاثاء هو (Tuesday) يوم المريخ (إله الحرب)، والاربعاء هو(Wednesday) من الإسم (Woden) وهو كبير الآلهة عند الأنجلو- ساكسون، والخميس هو (Thursday) من إسم إله الرعد (Thor)، والجمعة (Friday) من إسم الإلاهة (Freya) وهي إلاهة الحب والجمال عند الاسكندنافيين، والسبت (Saturday) من إسم الإله (Saturn) وهو إله الزرع وهكذا. 
والواضح إن النظم الذي يضم أسماء الايام في اللاتينية يندرج في سياق أسماء آلهة قديمة- راجع الانترنت:
http://www.crowl.org/lawrence/time/days.html
من ذلك نستنتج إن النظم الذي تندرج فيه أسماء الأيام العربية نظم عددي، والنظم الذي تندرج فيه أسماء الأيام في اللاتينية سياقه أسماء آلهة قديمة. فما هو السياق الذي يمكن ان تندرج فيه أسماء الأيام في البداويت؟ 
سياق أسماء الأيام في البداويت (المجموعة الأولى): 
كما ذكرنا، وفيما يتعلق بالمجموعة الأولى، فإننا حين محاولة تحليل أسمائها لم نتعرف على معاني أربعة اسماء وهي: (سَبُوكَ)، (هَباكَ)، (بادِ)، و(تِفِيدَ)، أما الاسماء (أمارَ)، (بِشارَ) و(مَقْبُـولَ) فقد لاحظنا أنها من الممكن أن تكون عربية المصدر، لذلك فإن البحث عن سياق يجمعها من الصعوبة بمكان. 
سياق أسماء الأيام (المجموعة الثانية): 
وملاحظتنا حول أسماء المجموعة الثانية للأيام هي أن هنالك سياقا ونَـظما تندرج فيه ويجمعها. 
(سِلْـفَدَيْ): البادئة، (ألإيفَدَيْ): التالية، (مُورَيْ): التي يتم فيها التجهيز، (هَرَيْ): ذات دابة الركوب، (قَنْدَيْ): المتشاءم منها، (مَكْوَكْوَيْ): التي يتم الوصول فيها للمكان، (دامَرَيْ): التي يتم فيها التوطن. 
ونلاحظ أنه وبخلاف اسماء اليومين الأولين: (سِلْـفَدَيْ) و(ألإيفَدَيْ) اللذين يمكن إدراجهما في نسق ترتيبي: (المتقدمة) و(التالية)، فإن السياق الذي يجمع غالب الايام هو سياق "الترحال أو السفر" أو عدم السفر: (مُورَيْ)، (هَرَيْ)، (قَنْدَيْ)، (مَكْوَكْوَيْ)، (دامَرَيْ). والترحال أو السفر سمة تميز بها البداويت مذ عرفوا، فالمعروف تاريخيا أنهم كانوا بادية يتبعون الكلأ. 
خلاصة: 
ومن الضروري أن نبين هنا بأننا بهذا لا نرجح مجموعة من الاسماء على الاخرى مسبقا، وإن كنا نميل إلى المجموعة الثانية منها، وكل الذي فعلناه هو ما بذلناه للحصول على هذه الاسماء، واننا وفي الاسطر الفائتة قدمنا تحليلنا لهذه الاسماء ولمحنا علاقة أو سياقا يساعدنا في معرفة المزيد حولها. 
ونحن ههنا نفتح المسألة للحوار، سواء كان حول الاسماء أو صحتها أو كان حول تحليلنا الذي بيناه لتلك الاسماء، أو أية آراء أخرى ذات علاقة. 
وغني عن القول أننا في انتظار آراء المهتمين والعارفين بهذه الثقافة.

 بورتسودان في 18‏.03‏.2012

 

12076 تعليقات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة