العنف في الثقافه السودانيه
أكذوبة ثقافة السلام
إعداد الأستاذ/ جعفر بامكار
باحث فى تراث وتاريخ البجا
بسم الله الرحمن الرحيم
من الملاحظ ان ثقافة الحرب والعنف وتمجيدها والاحتفاء بهما منتشرة بشكل واسع وطاغي وبكل تفاصيلها في الموروث القافي السوداني وبشكل ملفت للنظر يدعو للعجب والاستغراب في كل مجالات ومظاهر الثقافة كالشعر والاغاني الشعبية والرقصات ومفردات اللغة وضروب السلوك والمفاهيم والعادات والتقاليد والامثال والقصص والاساطير وذلك عند كل مكونات واعراف قبائل السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مع غياب شبه كامل لما يسمي بثقافة السلام ان كان هنالك اصلا شئ اسمه ثقافة السلام .
دعونا نتوقف عند هذا الشعار الرنان الطنان شعار ثقافة السلام والذي كثر استعماله هذه الايام وبكثرة وبشكل مبتذل بواسطة أجهزة الاعلام المختلفة . ما معني شعار ثقافة السلام شعار خادع وكاذب وهو شعار تكذبه الوقائع علي الارض ويكذبه الشعب السوداني الفضل . لماذا نصر علي قول مالا نفعل او علي قول عكس ما نفعله ؟ . ظاهرة تمجيد العنف وانتشارها في أوساط السودانيين واللجوء اليه باقل الاسباب والاسراف فيه ظاهرة مقلقة وخطيرة بحكم تفسيرها للنفسية السودانية المركوزة في الوجدان . وهذه الظاهرة نتيجة منطقية لتراكمات تاريخية قاسية ومأساوية مرت بها كل مكونات الشعب السوداني وكان رد الفعل لكل ذلك الاحتفاء والتمجيد لصفات البطولة والبسالة والقتال واللجوء للعنف لحسم الامور بدلا من اللجوء لأي وسيلة أخري اقل عنفا .
( 1 ) ظاهرة الحروب والعنف في السودان باختصار
عبر حقبة طويلة من التاريخ كان الشعب السوداني بمجموعة في حالة حرب مستمرة وذلك مع غياب الدولة المركزية وغياب القانون والنظام واليات الضبط الاجتماعي وكان السلام هو الاستثناء .
السودانيون كانوا عبر التاريخ في حالة حرب مستمرة مع الاعداء الخارجيين قليلا وفي حروب داخلية اهلية مدمرة مع بعضهم البعض اغلب الاوقات ولاسباب تافهة كان يمكن معالجتها بقليل من الجهد لولا استعدادهم النفسي لا ستعمال العنف .
لو استعرضنا التاريخ القريب للسودان دليلا باختصار شديد منذ التركية لكفانا دليلا لمسارعة السودانيين باللجوء للعنف ناهيك عن التاريخ القديم الهمجي الملطخ بالدماء والاشلاء والملئ بالاحقاد ين مكونات وقبائل السودان . ان هذا التاريخ المختصر يدلنا علي مدي تفشي ظاهرة اللجوء للعنف ونتائجها الكارثية .
عند دخول الاتراك للسودان عام 1821 بقيادة الامير اسماعيل باشا بن محمد علي باشا حاكم مصر قام الجعليون بقيادة المك نمر بحرق اسماعيل باشا وقياداته بعد مأدبة عشاء دسمة اقاموها لهم . لقد مات اسماعيل باشا وبقية البشوات والبكوات احتراقا بالنار او اختناقا وذلك نتيجة لغضبة وانفعال عارم للجعلي المك نمر غاب عنها العقل وسيطر عليها حب الانتقام والعنف الاهوج . هذه الفعلة أي حرق اسماعيل باشا وبقية البشوات والبكوات برفقته تعتبر فعل ودليل علي ممارسة قمة العنف وهو ابادة الاعداء بالنار . لقد كانت نتيجة هذا العمل العنيف هو حملات الدفتردار المشهورة والتي أخذت شكل الانتقام الغاشم من الشعب السوداني وفي شكل ابادة جماعية لا تتستثني الشيوخ والنساء والأطفال والضعفاء ابتداء من كردفان حتي دار جعل ومنها شرقا حتي الحدود الاثيوبية وكذلك نتج عن هذه الفعلة ستون عاما من الحكم التركي الجائر الفاسد والظالم والذي ازاق الشعب السوداني صنوفا من الإذلال والإهانة والعذاب وكانت ردة الفعل الطبيعية لطغيانه ثورة شعبية عارمة وهي الثورة المهدية .
ولكن ماذا حدث بالمهدية ؟
صحيح ان الثورة المهدية في منطلقاتها الاولية ثورة دينية وثورة وطنية تدعو للاصلاح والتخلص من الاتراك الظلمة واعوانهم وهي ردة فعل طبيعي للبشاعات التي ارتكبتها الحكومة في بداياتها واثناء حكمها ضد الشعب السوداني لكن هل هذا هو الوجه الوحيد للثورة المهدية ؟ ماذا عن جموع السودانيين الذين سقطوا تحت سنابك خيول المهدية وحرابها من الشكرية والكبابيش والبطاحين والضباينة والرزيقاب والجعليين وغيرهم وغيرهم في حروب المهدية المحلية ضد السودانيين انفسهم . ماذا عن الملايين من السودانيين الذين راحوا ضحايا للحرب الشاسعة الواسعة وما نتج عنها من مجاعات لا تبقي لا تذر واوبئة فتاكة كالكوليرا والجدري وغيرها بجانب شلل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع عزلة كاملة عن العالم الخارجي لسبعة عشر عاما . لقد كانت المهدية العصر الذهبي للعنف كاظهر ما يكون .
بعد ذلك جاء الحكم الثنائي– البريطاني المصري وافتتح عهده بمجزرة كرري الكبري والتي سميت بغير حق – معركة كرري – لانها حقيقة لم تكن معركة بل كانت مجزرة بمعني الكلمة اعدم فيها حتى الجرحي في الميدان وتجاوز عدد الضحايا ستة عشر الفا ود اعرف البريطانيون انفسهم بانهم لم يهزموا الانصار بل قتلوهم وابادوهم بالة الحرب الحديثة التي لم يكن للانصار بل بها – ثم استباح الغزاة ام درمان لثلاث ايام ارتكبوا فيها الفظائع ونبشوا قبر المهدي عليه السلام واستخرجوا جثته الشريفة .
لمدة ستة وخمسون عاما هي عبارة عن الحكم الاستعماري هدأ الشعب السوداني واستكان نسبيا لا خوفا ولا حبا ولا مهادنة للمستعمر ولكنهم تعبوا من الحرب وفظائعها والعنف واثاره واصبحوا في حاجة ماسة لفترة قصيرة للراحة حتى يمكنوا من لملمة اطراهم ومداواة جراحاتهم .
بعد خروج الاستعمار مباشرة انتهت اجازة الراحة من العنف فعاد السودانيون لعادتهم القديمة فاشتعلت حرب الجنوب وبدات طاحونة القتل والقتال واستمرت خمسون عاما حصدت فيها الملايين من القتلي والجرحي وشردت وهجرت الملايين ودمرت الاقتصاد واتت علي الاخضر واليابس ثم انتقلت من الجنوب لدارفور ولا زالت تفعل فعلها هناك وقد تنتقل في أي لحظة لاي مكان اخر بالسودان كما حدث بالشرق وجبال النوبة والنيل الازرق وامري .
وهنا لا بد ان اذكر حادثة مجزرة بورتسودان لانها تبين لاي مدي قد يصل العنف والإسراف في القتل دون ضابط ولا قانون ولا إنسانية .
في 29/1/2005م كان من المفترض ان تتحرك مظاهرة سليمة من مواطنين عزل يحملون مذكرة مطلبيه يريدون تسليمها لحكومة الولاية وفجاة وقبل ساعات قليلة من بداية المظاهرة او المسيرة وصلت قوة محمولة جوا من الخرطوم علي طائرة ضخمة ودون علم من حكومة الولاية او الوات المسلحة او الشرطة أو الامن بالولاية . وصلوا من بعرباتهم وأسلحتهم وأوامرهم باطلاق الرصاص ثم ذهبوا مباشرة لمكان التجمع وقتلوا الناس كما يقتلون الكلاب الضالة وسقط العشرات بين جريح وقتيل ثم عادوا وبكل بساطة ركبوا طائرتهم وعادوا للخرطوم وكانهم لم يفعلوا أي شئ ولا زال الناس ببورتسودان في دهشة وتعجب من هذا العنف الطائر .
(2) علامات العنف في الموروث الثقافي السوداني
1- الشعر الشعبي السوداني في مجمله سواء كان مدحا او مناحة يمجد العنف والافعال العنيفة ويمدح الفرسان والشجعان الذين هم الة للقتل والقتال وكذلك تفعل الحكامات في غرب السودان كما ينتشر هذا التمجيد في فنون الغناء والمقطوعات الموسيقية الحماسية وكذلك في الدوبيت واغاني البنات بالارياف .
2- انتشار العنف اللفظي والفعلي داخل البيوت السودانية بين الرجال والنساء والكبار والصغار. كذلك ينتشر العنف اللفظي والفعلي بالشوارع ودواوين الدولة والاسواق ودور الرياضة والجامعات .
3- ظاهرة العنف المتفشي في الخلاوي والمدارس:
والاساليب القاسية والمؤلمة التي تستعمل لتاديب التلاميذ والتلميذات الصغار خصوصا وسيلة الجلد المهينة بجانب ما يرافقها من الالفاظ النابية التي تحقر هؤلاء الصغار – بئس التربية .
4- العنف الزائد والتعذيب
العنف الزائد بل التعذيب الذي قد تلجأ اليه بعض السلطات الحكومية عند تعاملها مع المعارضين – وليست قصص وحكايات بيوت الاشباح التي سمع بها العالم عنا ببعيدة – لا اعادها الله وكذلك قصص الاغتصابات التي تملا وسائل الاعلام الغربية
5- العدد الكبير جدا من احكام الاعدام:
احكام الاعدام التي تنفذ بحق سودانيين ارتكبوا جرائم قتل لاسباب مختلفة . لقد صرح الدكتور / عثمان احمد المامون مدير الخدمات الطبية بالسجون بالبحر الاحمر وهو الطبيب المسؤول لسجن بورتسودان صرح لصحيفة بورتسودان مدينتي العدد ( 58 ) بتاريخ 20 يناير 2007 م وهي صحيفة تصدر ببورتسودان صرح هذا الطبيب بانه اشرف علي تنفيذ بعض احكام الاعدام بحق ثلاثمائة مدان بحكم عمله خلال عامين أي مائة وخمسين حالة إعدام في العام الواحد . تري كم عدد الذين ينفذ فيهم حكم الاعدام بكل السجون بالسودان كل عام ؟ - لا شك ان العدد كبير جدا وقد يضعنا علي راس قائمة الدول التي تنفذ احكام الاعدام في العالم . لقد سمعت ان متوسط احكام الاعدام التي تنفذ كل عام بالولايات المتحدة لا يتجاوز الخمسين تنفيذا بالحكم كما انه لا يوجد أي تنفيذ لمثل هذه الاحكام في كل اوربا . لقد فقنا العالم اجمع في هذا المجال او علي الاقل فقنا الولايات المتحدة بلد الاجرام والمافيا وعوتنا اللدودة ولن تستطيع ان تلحق بنا في هذا المجال في المستقبل القريب . أن اغلب الذين تنفذ فيهم احكام الاعدام هم شبان صغار في مقتبل العمر واسباب ارتكابهم لجرائمهم اسباب تافهة جدا لا تتجاوز مسالة قال لي وقلت له وعاين لي ودفرني وشتمني وضربني وغيرها من الاسباب الهايفة . وهولاء الشباب الذين يعدمون كل عام هم نتاج طبيعي للعنف المتفشي في المجتمع السوداني و بشكل واسع كما اوضحنا . من من لم يضرب او ينضرب او يفلق او ينفلق او يعض او ينعض ؟ وهكذا اشكال والوان من العنف السائد .
(3) عشق بعض السودانيين:
يعشق بعض السودانيين تسمية ابنائهم علي حيوانات متوحشة ومفترسة كالاسد والنمر والفيل والتمساح والدابي والجاموس والصقر وغيرها بل هنالك اسر سودانية كبيرة مشهورة بهذه الاسماء ويستحيل ان تجد سودانيا يسمي ابنه ارنب او فار او نعامة او غزالة او هدهد او غيرها من الحيوانات الضعيفة او المسالمة وهذه اشارة واضحة لاعجاب السودانيين لمظاهر العنف والوحشية ونفورهم من الخور والضعف .
(4) ما يسمي برقصات القبائل السودانية:
لا علاقة لها بتاتا بفن الرقص المتعارف عليه عالميا . فالرقص فن عظيم له أصوله وقواعده وهو تعبير بالجسد مع الانسجام مع الموسيقي . وفي هذا المجال أتمني من المختصين ان يشرحوا لنا ما هو الرقص . أما أنا شخصيا فلا اعتقد أن هناك رقص بل هناك عرضه او استعراض عسكري ونحن عن طريق الخطأ سميناه رقصا . هل شاهدتهم رقصة قبيلة الشلك حيث تاتي فرقة القبيلة وهي تحمل الات الحرب والقتال من حراب ودرقات ويلبسون جلود الحيوانات ثم تقوم هذه الفرقة بحركات قتالية وكانها داخل معمعة . هل هذا رقص ؟
هل شاهدتم ما يسمي برقصة فرقة البجا ؟ الم تلاحظوا الكم الهائل من السيوف كأن هذه الفرقة ذاهبة او عائدة للتو من معركة تاماي الكبري . ؟ هل شاهدتم ما يسمي بفرقة النوبة ؟ ألم ترونهم يحملون قرون الثيران علي رؤوسهم وهم يقلدون الثور ذلك الحيوان الهائج العنيف ان هذا الامر أي تحول ما يسمي برقصات القبائل الي استعراضات عسكرية عنيفة ليس محصورا بالشلك او البجا او النوبة بل شائع عند القبائل السودانية وهو تعبير صارخ عن العنف الكامن في وجدان هذه القبائل وهو أمر لا علاقة له بتاتا بفن الرقص .
(5) لنتوقف قليلا عند قبيلة الجعليين:
وهي قبيلة سودانية عريقة واسعة الانتشار والتاثير ولنتوقف عند عادة البطان عندهم وهي عادة صارخة بالعنف وممارسة في غاية الوحشية وهي تمارس في مناسبات الاعراس ويقوم بتنفيذها العريس وينفذها في اعز اصدقائه الذين يشاركونه في عرسه وهي مناسبة العمر – هذا العريس – بدلا ان يقدم الرياحين والورود والازهار ويهديها لاصدقائه بهذه المناسبة السعيدة يحمل سوطا ويلهب به ظهور اصدقائه حتي تسيل منها الدماء . عند هذه الممارسة تقوم الفتيات الحسان وهن من اللطيف باطلاق الزغاريد عند هذا العمل الوحشي . الزغرودة كما نعلم هي علامة للسعادة والرضي والاستحسان والتشجيع . انه امر عجيب ويدل علي مدي تقلقل العنف في وجدان الشعب .
الزغرودة كما نعلم هي علامة للسعادة والرضي والاستحسان والتشجيع . انه امر عجيب ويدل علي مدي تقلقل العنف في وجدان الشعب .
(6) شئ اخر ملفت وهو انتشار عقوبة الجلد:
تنتشر عقوبة الجلد بكل انحاء البلاد وهي عقوبة مهينة تهدر أدمية الإنسان الذي كرمه الله وقد ابتلي بها الشعب السوداني دون كل شعوب العالم وخصوصا في العقود الأخيرة منذ ثمانيات القرن الماضي . نري هل كل الذين يجلدون في جرائم حدية ؟ أن كان ذلك صحيحا فهذا يعني أننا قد تجاوزنا وفوقتا لاس فيجاس ومونت كارلو وكل مواخير أمريكا واروبا في الفسوق والعصيان . إن لم تكن عقوبة الجلد والتي تنفذ يوميا بكل مدن وقري السودان لغير أسباب حدية شرعية فلماذا الإصرار عليها والإسراف في تنفيذها واهانة الشعب السوداني بهذا الشكل القبيح .
الشعب السودانى مريض بالعنف:
لا يستطيع أي طبيب في العالم معالجة أي مريض دون تشخيص مرضه وفي رأي الشخصي إن الشعب السوداني مصاب بمرض عضال ومزمن يسمي مرض العنف الأهوج . هذا المرض يحتاج أولا لتشخيص دقيق ثم إلي علاج ناجع . لذلك ومن الضروري والعاجل تشخيص هذا المرض بكل أعراضه وسلوكياته واتجاهاته وأثاره كذلك لابد من اقتلاع مرض العنف من جذوره وإلا فسوف يستفحل ويزيد وعندئذ لن يكون لنا جميعا مقام في هذه البلاد التي لا يحترم ولا يكرم فيها الإنسان الذي كرمه الله وكان الله في عوننا.
105021 تعليقات
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:59
مشارك من قبل Jimmi
This is the job description https://moulay-driss.net/prazosina-1-mg-precio-genrico-ruqd.pdf prazosina iqb
âShe encountered her own worst possible scenario, becoming a victim of male violence, and thereafter turned that full-tilt into her work, reversing the equation at every opportunity,â OâBrien wrote. -
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:59
مشارك من قبل Eva
What's the last date I can post this to to arrive in time for Christmas? http://www.eatingandart.com/cyclosporine-modified-coupons-janj.pdf cyclosporine modified coupon It's even worse with âgoodbye,â for which the Urdu â at least the Urdu I'd known â is the same as Gujarati. For years, I'd headed out the door yelling "khuda hafiz" over my shoulder. Khuda, the Urdu word for God, is an all-encompassing term that can apply to a god of any faith.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:59
مشارك من قبل Edmund
Whereabouts in are you from? https://www.ristorantedragodoro.it/atorvastatin-drug-card-quizlet-mnjk atorvastatin in telugu The Fed's current monetary policy "admits the possibility ofovershooting our inflation objectives," Evans told a conferenceat the Norwegian central bank in Oslo. "That's not a goal but itcould a feature, in order to have accommodate conditions thatsupport maximum employment, so that's really very helpful."
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Pedro
Looking for work http://paramotor.com.ua/azithromycin-500-mg-dosage-for-chlamydia-mnjk azithromycin 500 mg erfahrungen Since it closed its merger with smaller provider MetroPCS in April, T-Mobile US itself has been improving its customer numbers by competing aggressively against AT&T with new consumer offerings and direct marketing.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Mariano
I'd like to open a business account http://jicinplener.com/ivermectin-when-was-it-made-mnjk.pdf ivermectina 6 mg dosis calox The scientists put laboratory mice through a combination of behavioral tests involving various sweeteners and sugars while monitoring chemical responses in their brains for reward signaling. The team said their findings regarding the signaling response differences are likely to be found in humans as well.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Kermit
Remove card https://www.nateko.com.ua/nexium-mups-20-mg-kaufen-uptx nexium mups 20 mg preis The Folder also appears to sport a Snapdragon 400 dual-core chip and 2GB of RAM, with support for 4G LTE. One also might conclude it is destined for the Korean market, given the existence of the Korean-language manual.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Rudolf
Please call back later https://continuingprofessionaldevelopment.uk/prograf-lek-cena-janj.pdf prograf injetavel bula pdf "I have admired him so much. Everything we have in computers can be traced to his thinking," Wozniak told ABC News on Wednesday afternoon. "To me, he is a god. He gets recognized for the mouse, but he really did an awful lot of incredible stuff for computer interfaces and networking."
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Anna
Other amount https://bloonmarket.com/levothyroxinenatrium-100-bijwerkingen-sphj.pdf levothyroxine synthroid India's navy said on Friday divers had found the bodies of four sailors who were on board a submarine badly damaged by a fire and explosions and that it was unlikely any of 14 other missing crew members would be found alive.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Bennett
Could you ask her to call me? http://jicinplener.com/pilexil-ampollas-amazon-rvyy.pdf shampoo pilexil funciona The video includes highlights of Rockets past and present, hyping Alexander, GM Daryl Morey, coach Kevin McHale and a roster that includes Howard, James Harden, Chandler Parsons, Omer Asik and Jeremy Lin.
-
تعليق
الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 02:58
مشارك من قبل Thebest
Remove card https://fcrock.com.tw/sulfamethoxazole-trimethoprim-tablets-usp-rvyy trimethoprim generic and brand name "We wish there were more work here,â said Eduarda Espinoza, 55, who grew up illiterate in a village of 100 people a few miles from the town center. âThe government helps us but we also have to put effort into it ourselves as well. Imagine if the women here had a factory where we could work.â
رأيك في الموضوع
تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة