السبت, 07 تموز/يوليو 2018 20:21

العنف في الثقافه السودانيه


أكذوبة ثقافة السلام  ‎‎

إعداد الأستاذ/ جعفر بامكار 
باحث فى تراث وتاريخ البجا

بسم الله الرحمن الرحيم

   من الملاحظ ان ثقافة الحرب والعنف وتمجيدها والاحتفاء بهما منتشرة بشكل واسع وطاغي وبكل تفاصيلها في الموروث القافي السوداني وبشكل ملفت للنظر يدعو للعجب والاستغراب في كل مجالات ومظاهر الثقافة كالشعر والاغاني الشعبية والرقصات ومفردات اللغة وضروب السلوك والمفاهيم والعادات والتقاليد والامثال والقصص والاساطير وذلك عند كل مكونات واعراف قبائل السودان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مع غياب شبه كامل لما يسمي بثقافة السلام ان كان هنالك اصلا شئ اسمه ثقافة السلام . 
   دعونا نتوقف عند هذا الشعار الرنان الطنان شعار ثقافة السلام والذي كثر استعماله هذه الايام وبكثرة وبشكل مبتذل بواسطة أجهزة الاعلام المختلفة . ما معني شعار ثقافة السلام شعار خادع وكاذب وهو شعار تكذبه الوقائع علي الارض ويكذبه الشعب السوداني الفضل . لماذا نصر علي قول مالا نفعل او علي قول عكس ما نفعله ؟ . ظاهرة تمجيد العنف وانتشارها في أوساط السودانيين واللجوء اليه باقل الاسباب والاسراف فيه ظاهرة مقلقة وخطيرة بحكم تفسيرها للنفسية السودانية المركوزة في الوجدان . وهذه الظاهرة نتيجة منطقية لتراكمات تاريخية قاسية ومأساوية مرت بها كل مكونات الشعب السوداني وكان رد الفعل لكل ذلك الاحتفاء والتمجيد لصفات البطولة والبسالة والقتال واللجوء للعنف لحسم الامور بدلا من اللجوء لأي وسيلة أخري اقل عنفا . 
   ( 1 ) ظاهرة الحروب والعنف في السودان باختصار 
   عبر حقبة طويلة من التاريخ كان الشعب السوداني بمجموعة في حالة حرب مستمرة وذلك مع غياب الدولة المركزية وغياب القانون والنظام واليات الضبط الاجتماعي وكان السلام هو الاستثناء . 
   السودانيون كانوا عبر التاريخ في حالة حرب مستمرة مع الاعداء الخارجيين قليلا وفي حروب داخلية اهلية مدمرة مع بعضهم البعض اغلب الاوقات ولاسباب تافهة كان يمكن معالجتها بقليل من الجهد لولا استعدادهم النفسي لا ستعمال العنف . 
   لو استعرضنا التاريخ القريب للسودان دليلا باختصار شديد منذ التركية لكفانا دليلا لمسارعة السودانيين باللجوء للعنف ناهيك عن التاريخ القديم الهمجي الملطخ بالدماء والاشلاء والملئ بالاحقاد ين مكونات وقبائل السودان . ان هذا التاريخ المختصر يدلنا علي مدي تفشي ظاهرة اللجوء للعنف ونتائجها الكارثية . 
   عند دخول الاتراك للسودان عام 1821 بقيادة الامير اسماعيل باشا بن محمد علي باشا حاكم مصر قام الجعليون بقيادة المك نمر بحرق اسماعيل باشا وقياداته بعد مأدبة عشاء دسمة اقاموها لهم . لقد مات اسماعيل باشا وبقية البشوات والبكوات احتراقا بالنار او اختناقا وذلك نتيجة لغضبة وانفعال عارم للجعلي المك نمر غاب عنها العقل وسيطر عليها حب الانتقام والعنف الاهوج . هذه الفعلة أي حرق اسماعيل باشا وبقية البشوات والبكوات برفقته تعتبر فعل ودليل علي ممارسة قمة العنف وهو ابادة الاعداء بالنار . لقد كانت نتيجة هذا العمل العنيف هو حملات الدفتردار المشهورة والتي أخذت شكل الانتقام الغاشم من الشعب السوداني وفي شكل ابادة جماعية لا تتستثني الشيوخ والنساء والأطفال والضعفاء ابتداء من كردفان حتي دار جعل ومنها شرقا حتي الحدود الاثيوبية وكذلك نتج عن هذه الفعلة ستون عاما من الحكم التركي الجائر الفاسد والظالم والذي ازاق الشعب السوداني صنوفا من الإذلال والإهانة والعذاب وكانت ردة الفعل الطبيعية لطغيانه ثورة شعبية عارمة وهي الثورة المهدية . 
   ولكن ماذا حدث بالمهدية ؟ 
   صحيح ان الثورة المهدية في منطلقاتها الاولية ثورة دينية وثورة وطنية تدعو للاصلاح والتخلص من الاتراك الظلمة واعوانهم وهي ردة فعل طبيعي للبشاعات التي ارتكبتها الحكومة في بداياتها واثناء حكمها ضد الشعب السوداني لكن هل هذا هو الوجه الوحيد للثورة المهدية ؟ ماذا عن جموع السودانيين الذين سقطوا تحت سنابك خيول المهدية وحرابها من الشكرية والكبابيش والبطاحين والضباينة والرزيقاب والجعليين وغيرهم وغيرهم في حروب المهدية المحلية ضد السودانيين انفسهم . ماذا عن الملايين من السودانيين الذين راحوا ضحايا للحرب الشاسعة الواسعة وما نتج عنها من مجاعات لا تبقي لا تذر واوبئة فتاكة كالكوليرا والجدري وغيرها بجانب شلل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع عزلة كاملة عن العالم الخارجي لسبعة عشر عاما . لقد كانت المهدية العصر الذهبي للعنف كاظهر ما يكون . 
   بعد ذلك جاء الحكم الثنائي– البريطاني المصري وافتتح عهده بمجزرة كرري الكبري والتي سميت بغير حق – معركة كرري – لانها حقيقة لم تكن معركة بل كانت مجزرة بمعني الكلمة اعدم فيها حتى الجرحي في الميدان وتجاوز عدد الضحايا ستة عشر الفا ود اعرف البريطانيون انفسهم بانهم لم يهزموا الانصار بل قتلوهم وابادوهم بالة الحرب الحديثة التي لم يكن للانصار بل بها – ثم استباح الغزاة ام درمان لثلاث ايام ارتكبوا فيها الفظائع ونبشوا قبر المهدي عليه السلام واستخرجوا جثته الشريفة . 
   لمدة ستة وخمسون عاما هي عبارة عن الحكم الاستعماري هدأ الشعب السوداني واستكان نسبيا لا خوفا ولا حبا ولا مهادنة للمستعمر ولكنهم تعبوا من الحرب وفظائعها والعنف واثاره واصبحوا في حاجة ماسة لفترة قصيرة للراحة حتى يمكنوا من لملمة اطراهم ومداواة جراحاتهم . 
   بعد خروج الاستعمار مباشرة انتهت اجازة الراحة من العنف فعاد السودانيون لعادتهم القديمة فاشتعلت حرب الجنوب وبدات طاحونة القتل والقتال واستمرت خمسون عاما حصدت فيها الملايين من القتلي والجرحي وشردت وهجرت الملايين ودمرت الاقتصاد واتت علي الاخضر واليابس ثم انتقلت من الجنوب لدارفور ولا زالت تفعل فعلها هناك وقد تنتقل في أي لحظة لاي مكان اخر بالسودان كما حدث بالشرق وجبال النوبة والنيل الازرق وامري . 
   وهنا لا بد ان اذكر حادثة مجزرة بورتسودان لانها تبين لاي مدي قد يصل العنف والإسراف في القتل دون ضابط ولا قانون ولا إنسانية . 
   في 29/1/2005م كان من المفترض ان تتحرك مظاهرة سليمة من مواطنين عزل يحملون مذكرة مطلبيه يريدون تسليمها لحكومة الولاية وفجاة وقبل ساعات قليلة من بداية المظاهرة او المسيرة وصلت قوة محمولة جوا من الخرطوم علي طائرة ضخمة ودون علم من حكومة الولاية او الوات المسلحة او الشرطة أو الامن بالولاية . وصلوا من بعرباتهم وأسلحتهم وأوامرهم باطلاق الرصاص ثم ذهبوا مباشرة لمكان التجمع وقتلوا الناس كما يقتلون الكلاب الضالة وسقط العشرات بين جريح وقتيل ثم عادوا وبكل بساطة ركبوا طائرتهم وعادوا للخرطوم وكانهم لم يفعلوا أي شئ ولا زال الناس ببورتسودان في دهشة وتعجب من هذا العنف الطائر . 
   (2) علامات العنف في الموروث الثقافي السوداني 
   1- الشعر الشعبي السوداني في مجمله سواء كان مدحا او مناحة يمجد العنف والافعال العنيفة ويمدح الفرسان والشجعان الذين هم الة للقتل والقتال وكذلك تفعل الحكامات في غرب السودان كما ينتشر هذا التمجيد في فنون الغناء والمقطوعات الموسيقية الحماسية وكذلك في الدوبيت واغاني البنات بالارياف . 
   2- انتشار العنف اللفظي والفعلي داخل البيوت السودانية بين الرجال والنساء والكبار والصغار. كذلك ينتشر العنف اللفظي والفعلي بالشوارع ودواوين الدولة والاسواق ودور الرياضة والجامعات . 
   3- ظاهرة العنف المتفشي في الخلاوي والمدارس: 
   والاساليب القاسية والمؤلمة التي تستعمل لتاديب التلاميذ والتلميذات الصغار خصوصا وسيلة الجلد المهينة بجانب ما يرافقها من الالفاظ النابية التي تحقر هؤلاء الصغار – بئس التربية . 
   4- العنف الزائد والتعذيب 
   العنف الزائد بل التعذيب الذي قد تلجأ اليه بعض السلطات الحكومية عند تعاملها مع المعارضين – وليست قصص وحكايات بيوت الاشباح التي سمع بها العالم عنا ببعيدة – لا اعادها الله وكذلك قصص الاغتصابات التي تملا وسائل الاعلام الغربية 
   5- العدد الكبير جدا من احكام الاعدام: 
   احكام الاعدام التي تنفذ بحق سودانيين ارتكبوا جرائم قتل لاسباب مختلفة . لقد صرح الدكتور / عثمان احمد المامون مدير الخدمات الطبية بالسجون بالبحر الاحمر وهو الطبيب المسؤول لسجن بورتسودان صرح لصحيفة بورتسودان مدينتي العدد ( 58 ) بتاريخ 20 يناير 2007 م وهي صحيفة تصدر ببورتسودان صرح هذا الطبيب بانه اشرف علي تنفيذ بعض احكام الاعدام بحق ثلاثمائة مدان بحكم عمله خلال عامين أي مائة وخمسين حالة إعدام في العام الواحد . تري كم عدد الذين ينفذ فيهم حكم الاعدام بكل السجون بالسودان كل عام ؟ - لا شك ان العدد كبير جدا وقد يضعنا علي راس قائمة الدول التي تنفذ احكام الاعدام في العالم . لقد سمعت ان متوسط احكام الاعدام التي تنفذ كل عام بالولايات المتحدة لا يتجاوز الخمسين تنفيذا بالحكم كما انه لا يوجد أي تنفيذ لمثل هذه الاحكام في كل اوربا . لقد فقنا العالم اجمع في هذا المجال او علي الاقل فقنا الولايات المتحدة بلد الاجرام والمافيا وعوتنا اللدودة ولن تستطيع ان تلحق بنا في هذا المجال في المستقبل القريب . أن اغلب الذين تنفذ فيهم احكام الاعدام هم شبان صغار في مقتبل العمر واسباب ارتكابهم لجرائمهم اسباب تافهة جدا لا تتجاوز مسالة قال لي وقلت له وعاين لي ودفرني وشتمني وضربني وغيرها من الاسباب الهايفة . وهولاء الشباب الذين يعدمون كل عام هم نتاج طبيعي للعنف المتفشي في المجتمع السوداني و بشكل واسع كما اوضحنا . من من لم يضرب او ينضرب او يفلق او ينفلق او يعض او ينعض ؟ وهكذا اشكال والوان من العنف السائد . 
   (3) عشق بعض السودانيين: 
   يعشق بعض السودانيين تسمية ابنائهم علي حيوانات متوحشة ومفترسة كالاسد والنمر والفيل والتمساح والدابي والجاموس والصقر وغيرها بل هنالك اسر سودانية كبيرة مشهورة بهذه الاسماء ويستحيل ان تجد سودانيا يسمي ابنه ارنب او فار او نعامة او غزالة او هدهد او غيرها من الحيوانات الضعيفة او المسالمة وهذه اشارة واضحة لاعجاب السودانيين لمظاهر العنف والوحشية ونفورهم من الخور والضعف . 
   (4) ما يسمي برقصات القبائل السودانية: 
   لا علاقة لها بتاتا بفن الرقص المتعارف عليه عالميا . فالرقص فن عظيم له أصوله وقواعده وهو تعبير بالجسد مع الانسجام مع الموسيقي . وفي هذا المجال أتمني من المختصين ان يشرحوا لنا ما هو الرقص . أما أنا شخصيا فلا اعتقد أن هناك رقص بل هناك عرضه او استعراض عسكري ونحن عن طريق الخطأ سميناه رقصا . هل شاهدتهم رقصة قبيلة الشلك حيث تاتي فرقة القبيلة وهي تحمل الات الحرب والقتال من حراب ودرقات ويلبسون جلود الحيوانات ثم تقوم هذه الفرقة بحركات قتالية وكانها داخل معمعة . هل هذا رقص ؟ 
   هل شاهدتم ما يسمي برقصة فرقة البجا ؟ الم تلاحظوا الكم الهائل من السيوف كأن هذه الفرقة ذاهبة او عائدة للتو من معركة تاماي الكبري . ؟ هل شاهدتم ما يسمي بفرقة النوبة ؟ ألم ترونهم يحملون قرون الثيران علي رؤوسهم وهم يقلدون الثور ذلك الحيوان الهائج العنيف ان هذا الامر أي تحول ما يسمي برقصات القبائل الي استعراضات عسكرية عنيفة ليس محصورا بالشلك او البجا او النوبة بل شائع عند القبائل السودانية وهو تعبير صارخ عن العنف الكامن في وجدان هذه القبائل وهو أمر لا علاقة له بتاتا بفن الرقص . 
   (5) لنتوقف قليلا عند قبيلة الجعليين: 
   وهي قبيلة سودانية عريقة واسعة الانتشار والتاثير ولنتوقف عند عادة البطان عندهم وهي عادة صارخة بالعنف وممارسة في غاية الوحشية وهي تمارس في مناسبات الاعراس ويقوم بتنفيذها العريس وينفذها في اعز اصدقائه الذين يشاركونه في عرسه وهي مناسبة العمر – هذا العريس – بدلا ان يقدم الرياحين والورود والازهار ويهديها لاصدقائه بهذه المناسبة السعيدة يحمل سوطا ويلهب به ظهور اصدقائه حتي تسيل منها الدماء . عند هذه الممارسة تقوم الفتيات الحسان وهن من اللطيف باطلاق الزغاريد عند هذا العمل الوحشي . الزغرودة كما نعلم هي علامة للسعادة والرضي والاستحسان والتشجيع . انه امر عجيب ويدل علي مدي تقلقل العنف في وجدان الشعب . 
   الزغرودة كما نعلم هي علامة للسعادة والرضي والاستحسان والتشجيع . انه امر عجيب ويدل علي مدي تقلقل العنف في وجدان الشعب . 
   (6) شئ اخر ملفت وهو انتشار عقوبة الجلد: 
   تنتشر عقوبة الجلد بكل انحاء البلاد وهي عقوبة مهينة تهدر أدمية الإنسان الذي كرمه الله وقد ابتلي بها الشعب السوداني دون كل شعوب العالم وخصوصا في العقود الأخيرة منذ ثمانيات القرن الماضي . نري هل كل الذين يجلدون في جرائم حدية ؟ أن كان ذلك صحيحا فهذا يعني أننا قد تجاوزنا وفوقتا لاس فيجاس ومونت كارلو وكل مواخير أمريكا واروبا في الفسوق والعصيان . إن لم تكن عقوبة الجلد والتي تنفذ يوميا بكل مدن وقري السودان لغير أسباب حدية شرعية فلماذا الإصرار عليها والإسراف في تنفيذها واهانة الشعب السوداني بهذا الشكل القبيح . 
   الشعب السودانى مريض بالعنف: 
   لا يستطيع أي طبيب في العالم معالجة أي مريض دون تشخيص مرضه وفي رأي الشخصي إن الشعب السوداني مصاب بمرض عضال ومزمن يسمي مرض العنف الأهوج . هذا المرض يحتاج أولا لتشخيص دقيق ثم إلي علاج ناجع . لذلك ومن الضروري والعاجل تشخيص هذا المرض بكل أعراضه وسلوكياته واتجاهاته وأثاره كذلك لابد من اقتلاع مرض العنف من جذوره وإلا فسوف يستفحل ويزيد وعندئذ لن يكون لنا جميعا مقام في هذه البلاد التي لا يحترم ولا يكرم فيها الإنسان الذي كرمه الله وكان الله في عوننا.

 

105016 تعليقات

  • تعليق Barton الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 21:00 مشارك من قبل Barton

    I'll text you later https://fastlane.tech/diphenhydramine-topical-overdose-vjcr calamine and diphenhydramine hydrochloride lotion uses in hindi Largo (Fla.) Police pulled over Kotelman allegedly for speeding and driving drunk on May 3. Cops checked the trunk and say they found a small monkey tucked inside. Read more.

  • تعليق Demarcus الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 21:00 مشارك من قبل Demarcus

    I came here to study http://unleashyoursalesdna.com/escitalopram-oxalate-5-mg--clonazepam-tablets-05-mg-ekud escitalopram orion kokemuksia "It's fascinating for reasons of its size and complexity, the accusations of destruction of documents and evidence, and for the legal precedents. It's terrific stuff," said John Levy, a maritime law litigator and partner at the firm Montgomery McCracken.

  • تعليق Evan الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:59 مشارك من قبل Evan

    I'm interested in this position https://www.wmrwcpas.com/ciprofloxacin-250mg-where-to-buy-cazf sdz-ciprofloxacin
    "They didn't secure her right. One of the employees from the park — one of the ladies — she asked her to click her more than once, and they were like, 'As long you heard it click, you're OK.' Everybody else is like, 'Click, click, click.' " Brown told the newspaper.

  • تعليق Derick الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:59 مشارك من قبل Derick

    Nice to meet you https://helene-hebrard.com/maximum-daily-dose-of-omeprazole-mnjk pantoprazole vs omeprazole for acid reflux Obama should fear Putins sponsorship of War Crime charges against him  among others. America should fear the cost of War Crime reparations  and the instant staggering price of gasoline, heating oil and jet fuel.

  • تعليق Danial الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:59 مشارك من قبل Danial

    I quite like cooking http://viacorenutrition.com/bactrim-240-chpl-tezr dosing for bactrim ds The watchdog's report redacts the name of the contractor andthe details of his criminal record, though Weber's lawsuit sayshe was on an early parole release from a 10-year prison sentencefor drug distribution.

  • تعليق Walton الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:59 مشارك من قبل Walton

    I never went to university http://xewt12.com/diclofenac-125mg-suppositories-for-fever-eosc diclofenac online kopen FRANKFURT, July 29 (Reuters) - Siemens ChiefExecutive Peter Loescher plans a probably doomed fight for hisjob at Wednesday's supervisory board meeting, a German newspapersaid, after the German industrial group said at the weekend itwould sack him.

  • تعليق Dustin الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:57 مشارك من قبل Dustin

    I'd like some euros https://srshopping.in/is-aleve-safe-during-breastfeeding-rvyy can u take tylenol with aleve
    “The Government's divisive badger cull will cost more than it saves and will spread bovine TB in the short term as badgers are disturbed by shooting. We need a science-led policy to manage cattle movements better and a vaccine to tackle TB in cattle. Ministers should listen to the scientists and drop this cull which is bad for farmers, bad for taxpayers and bad for wildlife.”

  • تعليق Cooler111 الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:57 مشارك من قبل Cooler111

    Sorry, you must have the wrong number https://room413.com/quetiapine-fumarate-prescribed-for-sleep-alkx quetiapine teva mot svn The tax increases since January and the latest federal-government budget cuts had no impact on sales in the second quarter at three-fourths of the companies surveyed, while the other quarter of firms reported lower sales than they would have had without budget tightening.

  • تعليق Efren الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:57 مشارك من قبل Efren

    What part of do you come from? http://jicinplener.com/buy-prozac-online-baikalpharmacycom-janj.pdf buy prozac online baikalpharmacy.com New orders rose to 56.5, a seven-month high, from 55.5 in July, and firms took on new workers at their fastest pace in four months. But Williamson said the manufacturing sector "is still barely contributing to nonfarm payroll growth."

  • تعليق Jamal الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 20:57 مشارك من قبل Jamal

    Where do you live? https://helene-hebrard.com/nizoral-30-comprimidos-rvyy nizoral ieren ilalar Odenkirk started his career writing for Saturday Night Live. Since then he’s worked on both sides of the camera, writing, producing, directing and performing, almost entirely in the comedy arena. So what was it that Breaking Bad’s creator-writer Vince Gilligan saw in Odenkirk’s CV that made him think he’d be perfect for such a serious role, albeit one with many funny moments? “He was a fan of my TV show which was called Mr Show with Bob and David (an early HBO production from 1995). It was a sketch comedy show which you guys never got over there.” Odenkirk reveals, “I never pried too hard because, obviously it’s the golden goose and I’m just thankful I got a chance to be in it. But I wonder what part of Mr Show it was that made Vince think I could do this. I thought he gave it to me because of The Larry Sanders Show (where Odenkirk played slimey manager Stevie). But no, he said Mr Show.”

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة